يُعد الإعلان الموجه وسيلة للمسوقين لتقديم إعلانات للمستهلكين تعكس سماتهم واهتماماتهم وسلوكهم في التسوق. حيث يتم ذلك عمومًا باستخدام بيانات العملاء لتقسيم الجماهير حسب عوامل مثل الخصائص الديموغرافية الأساسية أو اهتمامات التسوق أو سلوك التصفح، ومن ثم إنشاء إعلانات فريدة مصممة خصيصًا لكل شريحة جمهور. بالنسبة للمسوقين الرقميين والعلامات التجارية الإلكترونية، يعد الإعلان المستهدف أداة أساسية للتخلص من ضجيج الإعلانات التي يتعرض لها مستخدمو الإنترنت باستمرار، وتقديم محتوى مخصص حيث يمكن للمستخدمين رؤيته والتفاعل معه. مع العلم يشمل الإعلان المستهدف خيار إعادة التوجيه أيضًا، مما يزيد من تخصيص الإعلانات ويشجع العملاء على الاستمرار في مسار التحويل. وللتعرف على شرح الإعلان الموجه في التسويق targeting، تابع معنا القراءة.
فوائد الإعلان المستهدف
تقديم مستوى أعلى من التخصيص
أصبح تخصيص الإعلانات أحد “الكؤوس المقدسة” للتسويق الرقمي، وذلك بفضل آثاره الموثقة جيدًا على اكتساب العملاء والاحتفاظ بهم، ونسبة النقر إلى الظهور (CTR)، وقيمة عمر العميل (CLV). إذ يسمح الإعلان المستهدف للعلامات التجارية بإرسال رسائل مختلفة إلى مستهلكين مختلفين بناءً على ما تعرفه العلامة التجارية عن العميل. فكلما تمكنت العلامة التجارية بشكل أفضل من إثبات أنها تفهم ما يريده عملاؤها ويحتاجون إليه، كلما زاد احتمال استجابة العملاء للإعلان والتفاعل مع العلامة التجارية. حيث يثبت البحث الحقائق التالية:
- 71٪ من العملاء يفضلون الإعلانات المخصصة.
- يمكن أن يؤدي التخصيص في التسويق الرقمي إلى زيادة الإيرادات بنسبة 15٪.
- يشجع التخصيص على عمليات الشراء المتكررة، حيث يصبح 44٪ من العملاء مشترين متكررين من خلال تخصيص الإعلانات.
خلق وعي بالعلامة التجارية وزيادة إدراك الناس للعلامة التجارية
إذا كانت إعلانات العلامة التجارية عامة أو في وضع سيئ، سيلاحظ العملاء المحتملون ذلك. حيث أن ملء متصفح العميل بإعلانات لا تتحدث عن اهتماماته أو تقدم شيئًا وثيق الصلة بشخصيته لن يؤدي إلا إلى الإضرار بسمعة العلامة التجارية وإدراكه إياها. ولذلك، يمكن للعلامات التجارية تحسين سمعتها من خلال تقديم الإعلانات ذات الصلة والمحتوى القيم للجمهور. الأمر الذي سيساعد على تعزيز الاعتراف بالزبائن ذوي الشأن العالي وإنشاء علامة تجارية قوية.
تبسيط جهود التسويق وإبقاء الموارد مركزة على النمو
زيادة عائد الاستثمار لتسويق العلامة التجارية
تعتمد الإعلانات المستهدفة على البيانات التي تم جمعها بالفعل حول العملاء، وذلك باستخدام التركيبة السكانية والاهتمامات والاتجاهات السلوكية للتواصل مع المستهلكين بالطريقة التي يفضلونها للمشاركة. إذ تفيد بيانات العملاء على التخلص من تخمينات اكتساب العملاء وتقليل الإنفاق على المستخدمين الذين من غير المحتمل أن يقوموا بإعادة التوجيه.
أنواع الإعلان الموجه
الإعلان بالمحتوى Contextual
يساعد استهداف المحتوى المسوقين على وضع محتوى الإعلان جنبًا إلى جنب مع المحتوى الآخر المرتبط بالشيء الذي يتم الإعلان عنه. فبدلاً من لصق الإعلانات في جميع أنحاء الويب في أماكن لا علاقة لها بالعلامة التجارية أو المنتج المعروض. ينبغي استهداف المحتوى الذي يطابق محتوى الإعلان الذي يتم وضعه فيه. حيث يؤدي هذا إلى إنشاء تجربة أكثر تكاملاً للعملاء ويساعدهم في معرفة معلومات حول منتجك. ومن الأمثلة على الإعلانات السياقية، نجد إعلان علامة تجارية للأحذية الرياضية تقدم إعلانًا على مدونة تختص بمواضع الجري والتدريب. إذ عادةً ما يقوم المسوقون بإنشاء إعلان وربطه بكلمات رئيسية محددة، ومن ثم يقوم ناشر الإعلان بمسحها ضوئيًا لمطابقتها مع المواضع ذات الصلة.
الإعلان سلوكي
يشبه الاستهداف السلوكي الإعلان حسب المحتوى ولكنه يأخذ في الاعتبار سلوك المستخدم ونشاط التصفح عند وضع الإعلانات عبر الويب. وفي هذا النوع، يمكنك وضع إعلانات للعملاء بناءً على البحث أو سجل التصفح. حيث تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورًا في الإعلان السلوكي: الروابط التي يتم النقر عليها، والمشتريات، والوقت الذي يقضيه العميل على صفحات الويب، ومتابعته لوسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها الكثير…
الإعلان الموجه الجيوغرافي Geotargeting
يُعد الاستهداف الجغرافي أداة أساسية في ترسانة جهات التسويق. خاصةً للعلامات التجارية التي تعمل إقليميًا أو في مواقع محددة. إذ يقوم الاستهداف الجغرافي ببساطة بتوجيه الإعلانات لنشرها للمستهلكين بناءً على موقعهم الجغرافي. وهذا مفيد للعلامات التجارية التي تبيع منتجًا اعتمادًا على الموقع أو المعلنين الذين يقومون بتسويق حديثٍ في مكان معين.
الإعلان الموجه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نقطة اتصال رئيسية بين الإعلان والتجارة الإلكترونية. لدرجة أن العديد من المتسوقين يفضلون الآن إجراء عمليات شراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من موقع الويب الخاص بالعلامة التجارية أو في متجر البيع بالتجزئة. يساعد استهداف وسائل التواصل الاجتماعي العلامات التجارية على تعزيز سلوك المستهلكين على الويب ومحركات البحث ومواقع الشبكات الاجتماعية؛ لتقديم إعلانات تعكس اهتمامات المستهلكين. كما يمكن اعتبار استهداف وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا من أنواع الاستهداف السلوكي أيضًا.
الإعلان الموجه المعاد Retargeting
تعد إعادة الاستهداف أداة أساسية للمسوقين الرقميين لأنها تستفيد من العملاء الذين أبدوا بالفعل اهتمامًا بعلامة تجارية أو تفاعلوا معها. حيث يعمل على ربط مجموعات من الرسائل الإعلانية (الإعلانات الصورية، ورسائل البريد الإلكتروني، وإعلانات الوسائط الاجتماعية، وما إلى ذلك) بسلوكيات معينة عند تعامل العميل مع علامة تجارية عبر الإنترنت. على سبيل المثال، من المرجح إعادة استهداف العميل الذي يشتري زوجًا من أحذية الجري بإعلانات حول ملحقات الجري الأخرى.
في النهاية، بقي القول: في نظام التسويق الرقمي اليوم، اعتاد العملاء على رؤية الإعلانات ذاتها مع اختلاف شكلها أثناء تصفحهم؛ لدرجة أنهم غالبًا ما يعجزون عن التفريق بينها. لهذا السبب، تحتاج العلامات التجارية إلى تطوير استراتيجيات تسويقية تلبي العملاء أينما كانوا. وذلك من خلال محتوى ورسائل مخصصة تعكس فهمًا لرغبات المستهلك من حيث صلتها بمنتج معين. ولعلّ الإعلان الموجه في التسويق إحدى تلك الاستراتيجيات.