إستراتيجية المنتج إستراتيجيات تطوير المنتج هي من أكثر القرارات أهمية بالنسبة للشركة، وترتبط هذه القرارات بشكل مباشر بالمنتج، من حيث التصميم والعلامة التجارية والتطوير. ويعتبر المنتج أي شيء يمكن أن تقدمه الشركة في السوق لجذب انتباه الجمهور، أو الامتلاك أو الاستخدام والذي يشبع حاجة ما. فالمنتج هو من يعرف عن الشركة ويبين سبب وجودها. ولذلك يعتبر المنتج عنصرًا هامًا وأساسيًا في عملية المزيج التسويقي للشركة. كما وتعد استراتيجيات المنتج جوهرية لخلق القيمة للمستهلك. ومن أجل خلق هذه القيمة لابد أن تجيب إستراتيجية المنتج على الأسئلة الرئيسية التالية: من سيستخدم المنتج؟ وكيف سيفيد المنتج المستهلكين؟ وما هي أهداف الشركة من المنتج؟ هذه الإستراتيجية تمثل خارطة طريق لعمل المنتج وإصداراته اللاحقة. فما هي إستراتيجية المنتج؟ وكيف يتم تطوير المنتج ؟ هذا ما سنحاول عزيزي القارئ أن نسلط عليه الضوء من خلال سطور مقالنا.
تعريف إستراتيجية المنتج
إستراتيجية المنتج هي خطة لتسويق المنتج، والتي توضح الرؤية الشاملة للمنتج. أي ما ترغب الشركة تحقيقه من خلال منتجها، وكيف تخطط للقيام بذلك. وتستخدم الشركة إستراتيجية المنتج في التخطيط والتسويق لتحديد اتجاه أنشطتها. حيث تتكون هذه الإستراتيجية من مجموعة متنوعة من العمليات المتسلسلة والتي تعمل على تحقيق الرؤية بفاعلية.
كما ولا بد أن تحتوي إستراتيجية المنتج على ثلاثة عناصر أساسية، وهي:
- سوق المنتج والاحتياجات التي سيتناولها. وفيه يتم تحديد الجمهور المستهدف، وذلك لمعرفة كيف يبدو هذا السوق ولمن سيقدم المنتج.
- وأيضًا عرض البيع الفريد للمنتج.
- بالإضافة إلى أهداف الشركة من المنتج.
أهمية إستراتيجية المنتج
تأتي أهمية إستراتيجية المنتج من خلال ما يلي:
- تعمل إستراتيجية المنتج على توفير الوضوح للشركة. وبالتالي فإن الشركة ستكون في وضع أفضل عند بناء إستراتيجية واضحة ومدروسة للمنتجات أو الخدمات التي ستقدمها.
- وتساعد إستراتيجية المنتج المطورون على فهم كيفية مساهمة المنتج بأجزائه المختلفة.
- بالإضافة إلى ذلك تساعد هذه الإستراتيجية على توضيح فوائد المنتج بالنسبة لفرق التسويق والمبيعات في الشركة. وبالتالي تزيد القدرة لديهم لتسويقه بفعالية.
- وتسهم أيضًا في تحسين القرارات وتطويرها بصورة دائمة ومستمرة. وذلك وفقًا للمتغيرات المحيطة بالشركة. فعندما تمتلك الشركة إستراتيجية منتج واضحة للرجوع إليها، تساعد في اتخاذ قرارات ناجحة بشأن تعديل الخطط إذا فقدت الموارد أو نقصت.
- وكما تحدد إستراتيجية المنتج أولويات خارطة طريق المنتج. وبالتالي ترسم كيف سيتم بناؤه وكيف سيتم تطويره وفقًا للرؤية الفعالة.
شاهد أيضًا: إطلاق المنتج في السوق Go-to-market – GTM التعريف المفهوم الأمثلة
مراحل تطوير المنتج
قبل الحديث عن أفضل استراتيجيات تطوير المنتج. سنتعرف عزيزي القارئ على مراحل تطور المنتج:
مرحلة ابتداع فكرة المنتج
والتي تعد الخطوة الأولى من مراحل تطوير المنتج. حيث يتم فيها جمع المعلومات من السوق. وذلك لتحديد احتياجات العملاء ومعرفة طرق جعل المنتجات الحالية أفضل بالنسبة لهم.
مرحلة تجميع واختيار الأفكار
ويتم بهذه الخطوة تجميع الأفكار وترتيبها. وذلك لكي يتمكن فريق تطوير المنتج من اختيار الفكرة الأنسب للقيام بتطوير المنتج بالشكل المطلوب وفقًا لحاجات السوق.
إنشاء النموذج الأولي للمنتج
وبعد أن يتم اختيار الفكرة المناسبة. لا بد من إنشاء نموذج أولي للمنتج المقترح. وهنا يمكن تجريب المنتج لتحديد إذا ما كان يعمل على النحو المنشود.
دراسة جدوى مشروع تطوير المنتج
وهنا يتم العمل مع فريق متخصص لدراسة وتقييم عملية تطوير المنتج. وفي هذه الخطوة يتم حساب تكلفة تطوير المنتج والأرباح التقديرية العائدة منه.
اختبار فعالية المنتج في السوق
قبل طرح المنتج في أسواق كبيرة غالبًا ما يتم طرحه في سوق صغيرة. للتأكد من فعالية المنتج المطور ومعرفة مدى إقبال الجمهور عليه، وفي حال تحقيق المنتج نجاحًا كبيرًا يتم طرحه في الأسواق الكبرى.
مرحلة التقييم النهائية
وتعد المرحلة النهائية من مراحل تطوير المنتج. حيث يطرح المنتج في السوق بالكامل مع الاستمرار في مراقبة حركة المنتج في السوق، ومدى الربح الذي يحققه هذا المنتج.
شاهد أيضًا: استراتيجية التغلغل في السوق هدفها وفوائد تطبيقها
إستراتيجيات تطوير منتج
تشير إستراتيجيات تطوير المنتج إلى كافة الإجراءات والأساليب التي تستخدم لرفع جودة وكفاءة المنتجات الحالية. وذلك من أجل الحصول على إيرادات مالية عالية. وفيما يلي بعض استراتيجيات تطوير المنتج من حيث تقديمه والحفاظ على المنافسة داخل السوق:
إستراتيجية تعديل المنتج
تعمل إستراتيجية تعديل المنتج على تغيير عنصر أو أكثر من خصائصه. وهذا يتطلب أن يكون المنتج قابلًا للتعديل. وأن تكون عملية تعديله وليدة رغبة حقيقية من قبل العملاء، وبالتالي أن يكون قد أعد خصيصًا لإشباع حاجاتهم. كما ويمكن إدخال تعديل على المنتج في ثلاثة جوانب أساسية، وهي:
- تعديلات مستوى الجودة: وترتبط هذه التعديلات بالمواد الخام للمنتج، أو في طرق الإنتاج المستخدمة. وذلك من أجل زيادة قدرة المنتج على تلبية احتياجات العملاء.
- وأيضًا تعديلات في وظيفية المنتج: يتم إجراء التعديل في استخدام المنتج ومنافعه وفعاليته، ومدى ما يحققه للمستهلك من أمان.
- بالإضافة إلى التعديل بالشكل الذي يوجد عليه المنتج في السوق: وهذا التعديل مرتبط بالشكل والصورة الذهنية التي يجب أن ترسم في أذهان العملاء اتجاه المنتج.
زيادة قيمة المنتج
هنا يتم منح المنتج قيمة إضافية عند شرائه من قبل العملاء. يمكن أن تكون من خلال تضمينه كمية أكبر أو من خلال إضافة دعم للعميل عند شرائه أو تقديم بعض المزايا الإضافية في المنتج لم تكن موجودة من قبل. وبالتالي إن زيادة قيمة المنتج تجعل العملاء ينجذبون بصورة أكبر لشراء منتجك.
شاهد أيضًا: أهداف استراتيجية تسعير المنتج
طرح نموذج تجريبي من المنتج
يتم تقديم نموذج تجريبي إما مجاني أو بتكلفة أقل من تكلفة المنتج الأصلي. وهذا قد يساعد في إقناع العملاء بتجريب المنتج. وتعتمد هذه الطريقة بصورة أساسية على مدى جودة وكفاءة المنتج. بافتراض أن العديد من العملاء الذين سيجربون النموذج التجريبي سيقومون بشراء النسخة الأساسية للمنتج.
استراتيجية تطوير المنتج للمنتجات الموجودة
عند تصميم منتجات جديدة لا بد من الأخذ في الحسبان ما يبحث عنه العملاء عند شراء منتجاتك الأخرى. وهنا يجب أن تكمل المنتجات الجديدة ما يفعله المنتج الحالي للعميل بدلًا من استبدال المنتج الأصلي. وهذا سيسهم في جعل العملاء يقبلون على شراء منتجات متعددة من عملك.
وعملية تصميم منتجات جديدة وطرحها بالأسواق محفوفة بالمخاطر وذلك لأن استجابة المستهلكين لشيء جديد غير معروفة. لذلك يجب العمل على تطوير المنتج الحالي بشكل صحيح. وهنا إستراتيجية تطوير المنتج تكون من أجل:
- إنشاء منتج جديد.
- تحديث منتج موجود سابقًا.
- تحسين وضع منتج موجود لدخول سوق جديدة.
- توسيع مستوى منتج حالي ليشمل مستويات تسعير جديدة.
- تقليل أو إلغاء تحديثات المنتج عند تراجعه.
إستراتيجية تغيير الأفكار
تعمل هذه الإستراتيجية في تطويرها للمنتج على تغيير فكرة المنتج. وذلك في حال كان السوق لا يستجيب للابتكار. وبذلك تعمد الشركة في تعزيز جهودها للبحث عما يريده السوق من منتجات. حيث لن تؤدي جميع الأفكار إلى تصميم منتج ناجح. وإن الرغبة في تعديل وتغيير الأفكار عند الحاجة يمكن أن تكون بحد ذاته إستراتيجية فعالة لتطوير المنتج.
وفي نهاية مقالنا نكون قد سلطنا الضوء على مفهوم استراتيجية المنتج وتعرفنا على العديد من استراتيجيات تطوير المنتج. ونأمل عزيزي القارئ أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات كافية حول هذا الموضوع الهام الذي يؤكد على أن وجود إستراتيجية قوية لتطوير المنتج يمكن أن يدعم قدرة عملك على تحويل فكرة إلى منتج مربح ثم تعديلها لتظل قادرة على المنافسة داخل السوق.