الرافعة المالية في التحليل المالي، معظمنا يعرف الرافعة على أنها آلة تقدم قوة بهدف رفع ثقل ما إلى منسوب مرتفع، ولكن هل تعلم ما هي الرافعة المالية في مجال الاقتصاد والأعمال. إذا كنت لا تعلم فستجد الكثير من المعلومات المفيدة في هذا المقال عن الرافعة المالية في التحليل المالي.

ما هي الرافعة المالية؟

تعتبر الرافعة المالية نتيجة استخدام رأس المال المقترض كمصدر للتمويل وذلك عند الاستثمار بهدف توسيع قاعدة أصول الشركة وتحقيق عوائد إضافية على رأس المال. كما تعتبر الرافعة المالية استراتيجية استثمار تستخدم الأموال المقترضة بهدف زيادة العائد المحتمل للاستثمار. كما يمكن أن تشير الرافعة أيضاً إلى مقدار الدين الذي تستخدمه الشركة لتمويل الأصول الخاصة بها.

تعمل الرافعة المالية على تضخيم العوائد المحتملة، تمامًا مثل استخدام الرافعة لتضخيم قوة المرء عند تحريك وزن ثقيل. حيث يستخدم المستثمرون الرافعة المالية بهدف مضاعفة قوتهم الشرائية في السوق. كما تستخدم الشركات الرافعة المالية لتمويل أصولها فهي تستخدم الديون للاستثمار في العمليات التجارية في محاولة لزيادة قيمة المساهمين وذلك بدلاً من إصدار الأسهم.

الرافعة المالية سكين ذو حدين

تعبر الرافعة المالية عن استخدام الدين (رأس المال المقترض) بهدف القيام بالاستثمار وذلك لمضاعفة العوائد المحتملة من المشروع. ولا يقتصر هذا الأمر على العوائد فقط وإنما ستضاعف الرافعة المالية أيضًا من المخاطر السلبية المحتملة في حالة عدم نجاح الاستثمار. فعندما يشير المرء إلى شركة أو عقار أو استثمار على أنه “ذو نفوذ كبير”، فهذا يعني أن العنصر يتضمن ديون أكثر من حقوق الملكية الخاصة به.

اعتبارات خاصة

يمكن للمستثمرين دراسة الديون الخاصة بالشركة من خلال تحليل الميزانية العامة. كما يمكنهم الاستثمار في الشركات التي تضع الرافعة المالية للعمل نيابة عنهم. كما تساعد الإحصائيات مثل ( العائد على حقوق الملكية ROE والديون إلى حقوق الملكية D/E والعائد على رأس المال المستخدم ROCE؛ المستثمرين على تحديد كيفية قيام الشركات بتوزيع رأس المال ومقدار اقتراض شركات رأس المال هذه.

ولتقييم هذه الإحصائيات بشكل صحيح فمن المهم أن تضع في اعتبارك الأنواع المتعددة للرافعة المالية فهي تقسم إلى:

  • الرافعة المالية.
  • الرافعة التشغيلية
  • الرافعة المشتركة.

ما هي نسبة الرافعة المالية؟

نسبة الرافعة المالية هي أحد المقاييس المالية العديدة التي تبحث في مقدار رأس المال الذي يأتي في شكل دين (قروض) أو يقيّم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها المالية. حيث تعتبر نسبة الرافعة المالية مهمة جداً لكون الشركات تعتمد على مزيج من الأسهم والديون لتمويل عملياتها، ومعرفة مقدار الدين الذي تحتفظ به الشركة مفيد في تقييم ما إذا كان بإمكانها سداد ديونها عند استحقاقها.

حيث يعتمد التحليل بشكل أساسي على درجة الرافعة المالية. حيث يمكن للمرء حساب درجة الرافعة التشغيلية عن طريق قسمة النسبة المئوية للتغير في أرباح الشركة لكل سهمEPS  على النسبة المئوية للتغير في أرباحها قبل الفوائد والضرائب EBIT.

وبالمثل يمكن حساب درجة الرافعة التشغيلية عن طريق قسمة العائد قبل احتساب الفائدة والضريبة على الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب بدون مصروفات الفائدة. حيث تظهر الدرجة الأعلى للرافعة التشغيلية مستوى أعلى من التقلب في أسهم الشركة.

مدلولات نسبة الرافعة المالية؟

تعتبر الديون الكثيرة إحدى مؤشرات الخطوة على الشركة والمستثمرين. ومع ذلك، فإذا كان من الممكن أن تولد عمليات الشركة معدل عائد أعلى من معدل الفائدة على القروض، فقد يعتبر الدين مساهماً في تعزيز نمو الشركة. كما يمكن أن تؤدي مستويات الديون غير المنضبطة إلى انخفاض التصنيف الائتماني أو ما هو أسوأ حتى. ومن ناحية أخرى، فإن قلة الديون يمكن أن تثير التساؤلات. فعدم القدرة على الاقتراض يعتبر علامة على أن هوامش التشغيل ضيقة.

هناك العديد من النسب المختلفة التي يمكن تصنيفها على أنها نسبة الرافعة المالية ، ولكن العوامل الرئيسية التي يتم أخذها في الاعتبار هي الديون وحقوق الملكية والأصول ومصاريف الفائدة.

كما يستخدم تحليل DuPont ( تحليل مضاعفة الأسهم) لقياس الرافعة المالية. حيث يمكن للمرء حساب مضاعفة حقوق الملكية بقسمة إجمالي أصول الشركة على إجمالي حقوق الملكية. كما يمكنه مضاعفة الرافعة المالية مع إجمالي دوران الأصول وهامش الربح وذلك لإنتائج العائد على حقوق الملكية. فعلى سبيل المثال إذا امتلكت الشركة مساهمة عامة بقيمة إجمالية تبلغ 500 مليون دولار وكانت حقوق المساهمين تقدر بـ 250 مليون دولار فإن مضاعف حقوق الملكية هو 2 وذلك بقسمة 500 على 250. كما يوضح هذا أن الشركة قد استطاعت تمويل نصف إجمالي أصولها المالية من خلال حقوق الملكية وبالتالي تشير مضاعفات الأسهم الأكبر إلى مزيد من النفوذ المالي.

الفرق بين الرافعة المالية والهامش

بالرغم من وجود ترابط بين هذين المصطلحين إلا أنهما ليسا متماثلين. حيث تشير الرافعة المالية إلى الاقتراض في حين يشير الهامش إلى دين أو أموال مقترضة تستخدمها الشركة للاستثمار في أدوات مالية أخرى. حيث يسمح لك بحساب الهامش باقتراض الأموال من وسيط وبسعر فائدة ثابت وذلك لشراء أوراق مالية أو عقود آجلة تحسباً لتلقي عوائد عالية مع الإشارة إلى إمكانية استخدام الهامش لإنشاء الرافعة المالية.

عيوب الرافعة المالية

إن الرافعة المالية أداة معقدة متعددة الأوجه. فبالرغم من كون استخدام الرافعة المالية أمراً مريحاً إلا أنها تسبب مشاكل متعددة فهي لا تضخم المكاسب وحسب وإنما تضخم الخسائر أيضاً. فعندما يستثمر شخص ويستخدم الرافعة المالية في استثماره ويفشل هذا الاستثمار فعندها ستكون الخسارة أكبر بكثير لو لم يستخدم الرافعة في استثماره.

لذلك يجب على المستثمرين الجدد في مجال الاستثمار عدم استخدام الرافعة حتى يكتسبوا الخبرة في عالم الأعمال أولاً.

مثال على الرافعة المالية

تم تأسيس شركة باستثمار 5 ملايين دولار من مستثمرين، أي يبلغ رأس مال الشركة 5 ملايين دولار وهو المبلغ الذي تستطيع الشركة استخدامه في العمل. كما تستطيع الشركة استخدام تمويل الديون عن طريق اقتراض 20 مليون دولار، فيصبح لديها 25 مليون دولار للاستثمار في العمليات التجارية مما يضاعف فرصها في زيادة قيمة المساهمين وزيادة الأرباح الخاصة بها.

لا شك أن الرافعة المالية هي ضرورة لكل المستثمرين الذين يفكرون دائماً في تطوير أعمالهم واستثماراتهم، بهدف زيادة أرباحهم على المدى الطويل، ومن هنا تأتي أهمية الرافعة المالية في التحليل المالي.