التجارة العربية البينية. امتازت العقود الماضية بالتكتلات الدولية والإقليمية، وتمكنت هذه الاقتصادات فيما بينها بفعل الرغبة القوية والإرادة الحقيقية من تعزيز علاقاتها لخدمة شعوبها وتطوير اقتصاداتها بشكل كبير قبل الوصول للحروب الاقتصادية التي تلمع من بعيد وتتجلى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية العالمية فإن البلدان العربية اليوم هي أشد حاجة من أي وقت مضى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية فيما بينها ولا سيما في مجال تعزيز التجارة البينية التي لاتزال دون مستوى الطموح، وذلك نتيجة لضعف التركيبة السلعية التي تتسم بالتشابه، فالبلدان العربية في أغلبها تشترك في ميزة إن صادراتها الطبيعية من النفط ومشتقاته التي تمثل نسبه كبيرة من الدخل القومي فيها وإن أي تقلبات في أسعار النفط العالمية تنعكس سلباً على اقتصاديات هذه البلدان.
تعريف التجارة
تجارة تقوم على تبادل الصادرات والواردات بين الدول العربية والتي تحرص على دعم التجارة البينية مع جميع الدول العربية. التعاون الاقتصادي العربي ضرورة ملحة تمليها تحديات النظام العالمي الجديد المبني على تحرير المبادلات والتكتلات الإقليمية، لكن البلدان العربية تعاني من فشل كل محاولات الوحدة والاندماج وبالتالي ضعف في تجارتها البينية، وهذا الضعف ناتج من مشاكل بنيويه تتمثل بضعف هياكل الإنتاج وأسباب سياسية متمثلة بتغليب الخلافات الإيديولوجية والسياسية على هدف تحقيق المصالح المشتركة، بالإضافة الى القيود غير الجمركية والاشتراطات والمواصفات والقيود الإدارية التي تحكمها.
متطلبات تعزيز التجارة العربية البينية
- تقليص ثم إلغاء الرسوم الجمركية والقيود الكمية التي فشلت في حماية الصناعات المحلية.
- إنشاء منطقة التجارة الحرة، تحمي حقوق أعضائها في المحافل الدولية، وتطورها لتصبح اتحاد جمركي.
- بالإضافة الى ذلك التنسيق بين البلدان العربية بشأن التخصص في الإنتاج حسب الأحوال الاقتصادية لكل بلد، إذ أن وجود منطقة تجارية حرة مع انتاج سلع قليلة ومتشابهة في عدة بلدان عربية يؤدي الى منافسة حادة دون الحصول على نتائج إيجابية.
- ضرورة اشراك القطاع الخاص العربي في عملية اتخاذ القرارات باعتباره يلعب دوراً اساسياً في تحقيق وتنمية التجارة العربية البينية والتكامل الاقتصادي، وذلك من خلال اشراكه في المفاوضات التجارية وتشجيعه على الاستثمار في البلدان العربية.
- أيضا اتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل التجارة البينية من خلال الإسراع باستكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتهيئة المناخ المناسب لزيادة حجم التجارة العربية البينية وإزالة العقبات التي تعترض نموها وسن التشريعات التي تضمن انسيابها.
- كذلك العمل على استغلال جميع المزايا والفرص التي تتيحها منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى بهدف المضي قدماً لإقامة سوق عربية مشتركة. وبناء اقتصاد عربي مزدهر من خلال إقامة المشاريع التنموية وتوفير فرص العمل المناسبة والانفتاح على العالم الخارجي.
وبرغم التحديات الكثيرة يمكننا الاستفادة من تجارب البلدان التي حققت مراحل متقدمة من التكامل الاقتصادي كالدول الاوربية، وأخذ العبر من البلدان التي فشلت في تحقيق أي تكامل فيما بينها والتي أصبحت عرضة للتقلبات والأزمات الاقتصادية والسياسية.