يتساءل كثير من الناس حول مصطلح الخريطة الذهنية. إضافةً إلى ذلك يقدم نموذج الخريطة الذهنية أو ما يسمى بخريطة العقل أحد الأساليب التي أحدثت ثورةً في التخطيط. وكذلك في تدوين الملاحظات مما غير حياة ملايين البشر عبر العالم. حيث تعد الخريطة الذهنية من أنجح الطرق لربط المعلومات ببعضها. كما تستخدم في مختلف المجالات بدايةً من المجالات الشخصية والتعليم حتى الشركات والمشاريع التجارية.
إضافًة إلى ذلك تستخدم الخريطة الذهنية في المجال الشخصي في تحديد أهداف الأشخاص. وأيضًا في تطوير أفكارهم وترتيبها وعرضها بشكلٍّ أفضل في حال عملهم أو في حال لديهم شركة تجارية. وبالتالي تظهر أهمية الخرائط الذهنية في كافة الأحوال في مساعدة الأشخاص في تنظيم كافة نواحي حياتهم.
وبناءً على الأهمية التي تتمتع بها الخريطة الذهنية سنتعرف في هذا المقال على كل ما يتعلق بها من نماذجها واستخداماتها إضافةً إلى أهدافها وكيفية رسم خريطة ذهنية.
مفهوم الخريطة الذهنية
تعد الخريطة الذهنية وسيلةً تعبيريةً عن وجهات النظر الشخصية بشأن العالم الخاص بالأفكار والمخططات بدلًا من الاقتصار على الكلمات فقط. كما تستخدم الفروع والصور والألوان في التعبير عن الفكرة. إضافةً إلى ذلك تعد الخرائط الذهنية نتاج مجال الجغرافيا السلوكية. حيث تعتبر إحدى أولى الدراسات التي تداخلت فيها البيئات الجغرافية مع العمل البشري. كما انها الطريقة الفعلية التي يستخدمها العقل البشري في التفكير وربط الكلمات ومعانيها بصور. وكذلك ربط المعاني المختلفة ببعضها البعض بالفروع. حيث تستخدم فصي الدماغ الأيمن والأيسر فترفع من كفاءة التعلم. حيث تعتمد الطريقة على رسم دائرة تمثل الفكرة أو الموضوع الرئيسي. أيضًا ترسم منه فروعًا للأفكار الرئيسية المتعلقة بهذا الموضوع وتكتب على كل فرع كلمةً واحدةً فقط للتعبير عنه. ومن الجدير بالذكر أنه يعد توني بوزان مؤسس علم النفس البريطاني هو واضع وناشر مصطلح الخريطة الذهنية. كما أنه مؤسس مسابقات بطولة العالم للذاكرة.
نماذج الخريطة الذهنية
قسّم توني بوزان الخريطة الذهنية إلى عدة نماذج هي:
- الخريطة الذهنية الثنائية وهي الخرائط التي تحوي فرعين مشعين من المركز.
- الخرائط الذهنية المركبة أو متعددة التصنيفات وتشمل عددًا من الفروع الأساسية. حيث يتراوح متوسط عدد الفروع بين ثلاثة وسبعة. نظرًا لكون العقل المتوسط لا يستطيع حمل أكثر من سبع مفردات أساسية من المعلومات. أو سبعة بنود في الذاكرة قصيرة المدى. إضافةً إلى ذلك يتميز هذا النوع من الخرائط بالمساعدة على تنمية القدرات العقلية الخاصة بالتصنيف. وذلك في إعداد الفئات والوضوح والدقة.
- الخرائط الذهنية الجماعية ويصممها عدد من الأفراد معًا في شكل مجموعات. كما أنّ أهم ميزة للخرائط الذهنية الجماعية أنها تجمع بين معارف ورؤى عدد من الأفراد. حيث يتعلم كل فرد مجموعةً متنوعةً من المعلومات تخصه وحده. بالإضافة إلى ذلك ستتجمع عند العمل في مجموعات معارف أفراد كل المجموعة. كما ويحدث ارتجال جماعي للأفكار وتكون النتيجة خريطةً ذهنيةً رائعةً ومميزةً.
نماذج الخريطة الذهنية للشركات التجارية
تستخدم الخرائط الذهنية أو خرائط العقل في المراحل المبكرة من المشاريع الاقتصادية. وذلك من أجل استكشاف الأفكار أو حل مشاكل المشروع. حيث نبدأ بفكرة أساسية ونوسعها في مخطط على شكل شجرة لربط الأفكار ووضعها في مزيد من التفاصيل. أيضًأ تنفذ الخرائط الذهنية على نطاق واسع في اجتماعات فريق العمل. كما أن جميع الخرائط الذهنية لديها بعض الأشياء المشتركة.
حيث لديهم هيكل تنظيمي طبيعي يشع من المركز. إضافةً إلى ذلك يستخدمون خطوطًا ورموزًا وكلمات وألوانًا وصورًا وفقًا لمفاهيم بسيطة وسهلة الاستخدام. كما وتستخدم الخرائط الذهنية بناءً على الغرض أو الهدف منها. حيث يوجد ثلاثة أنواع شائعة من الخرائط الذهنية تستخدم في مجال الشركات أو المشروعات التجارية.
نموذج الخرائط الذهنية المكتبية
تعرف الخرائط الذهنية المكتبية باسم الخرائط المرجعية. حيث تستخدم هذه الخرائط لتنظيم المعلومات بطريقة بصرية. وذلك عن طريق تجميع وتوضيح ونسخ الأفكار الصغيرة في خريطة ذهنية. علاوةً على ذلك تأخذ هذه الخريطة هيكلًا على شكل شجرة واحدة تضم الفكرة الأساسية. كما تتفرع منها الأفكار الكثيرة الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك بناء صلة بينهم وبين بعض مع الفكرة الأساسية. كما وتنظم الأفكار والموضوعات غير الكاملة لتكتمل سويًا في صورة واضحة وفي هيكل شجرة تجمع كل المعلومات المهمة. ومن الجدير بالذكر يجري ذلك في الشركات التجارية من خلال الاجتماع برفقة فريق العمل. مع العلم أن الخريطة الذهنية في الدراسة تسهل مذاكرة موضوع دراسي ما باتباع المعلومات الخاصة بالموضوع.
نموذج الخرائط الذهنية للعرض
يستخدم هذا النوع من الخرائط الذهنية لتقديم عرض أو تتبع للأفكار. ومثال ذلك قول قصة أو إجراء عملية على اتخاذ قرار أو إجراء ما. حيث تساعد الخريطة الذهنية على تدفق الأفكار. إضافةً لتتبع الخطوات والمعلومات المتعلقة بكل خطوة تعرض من خلالها في عرض بصري شيق. كما ويساعد هذا النوع من الخرائط الذهنية في تحقيق ما يلي:
- توقع سلوك محدد للمستهلك عند استخدام منتج ما. إضافةً إلى ذلك الخطوات التي يتبعها للوصول لهدف معين مثل شراء منتج أو الاشتراك في موقع على شبكة الإنترنت.
- يحتاج المتدرب في كثير من الأحيان إلى تدفق المعلومات بطريقة مباشرة ومبسطة وأكثر وضوحًا. وذلك عن العرض التقديمي الباوربوينت في الدورات التدريبية. ليتمكن من حفظ وفهم المعلومات المعروضة عليه.
- مناقشة موقف أو حجة أو وضع الخطوات القائمة على هذا الوضع واتخاذ القرارات اللازمة.
نموذج الخرائط الذهنية للتخطيط
يستخدم هذا النموذج من الخرائط الذهنية عند التخطيط لمشروع معين أو اختيار قرارات مختلفة أثناء تقديم المشروع. حيث تعمل هذه الخرائط من خلال عرض بصري لمختلف القرارات والعلاقات الفرعية المرتبطة بها. كما أن القرارات أو الإجراءات التي يمكن توقعها من كل خطة من الخطط المطروحة تكون على حدى. إضافةً إلى ذلك هذا النوع من الخرائط الذهنية تستخدم لخطةً معينةً مثل إستراتيجية المشروع أو خطة العمل أو حل المشكلات. حيث يعكس الموضوع الأساسي في الخريطة الذهنية النتيجة المراد تحقيقها. وبالتالي يهدف كل موضوع فرعي إلى الوصول إلى الهدف الأساسي.
على سبيل المثال يمكن للفكرة الأساسية أن تكون زيادة حصة السوق بنسبة معينة. إضافة إلى ذلك تركيز التفكير والمواضيع الفرعية ذات الصلة على إنتاج أفكار ووضع خطط لتحقيق هذا الهدف. ويمكن عن طريق هذا النوع تحقيق تخطيط المشاريع وبناء إستراتيجية المشروع بخطوات ووقت زمني محدد. إضافةً لحل المشكلات في الاجتماع ومناقشة الحلول الممكنة والخطوات التي تليها لتلافي المشكلات في جلسة عصف ذهني.
أهمية الخريطة الذهنية
تستخدم الخريطة الذهنية الألوان للدلالة على معانٍ معينة. وذلك لتحفيز النصف الأيمن من المخ. حيث تزيد من كفاءة الذاكرة وتسر النظر. كما تستخدم الصور والرسوم كبديل للكلمات في التعبير عن الأفكار وتساعد في التذكر. بالإضافة إلى ذلك تستخدم كلمات مختصرة جدًا لتعبر عن الفكرة. اما الوصلات فتنطلق من العنوان الرئيسي في الوسط. في حين أن الوصلات الكبيرة للأفكار الرئيسية والصغيرة للأفكار والتفاصيل الفرعية بحيث تشبه خلايا المخ. وتتجلى أهمية الخريطة الذهنية فيما يلي:
- القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات.
- إيجاد العلاقات بين المتغيرات والمعلومات المختلفة والربط بينها.
- إيجاد الحلول للمشكلات بصورة أسرع وأسهل.
- المساعدة على التفكير الإبداعي.
- تفتيق الذهن وطرح بدائل جديدة.
- تنشيط جميع أجزاء المخ.
- تركز على موضوع مهم وتجنب الأشخاص الفوضى والاستطراد.
- تقدم نظرةً تصويريةً كاملةً عن الموضوع.
- تنمي الأفكار وتساعد على توالدها بطريقة سلسة.
أهداف الخريطة الذهنية
تساعد الخريطة الذهنية على التفكير بطريقة أكثر أهميةً. إضافةً إلى ذلك تحسين قدرات الأشخاص على حل المشكلات في نفس الوقت. حيث تمثل الخريطة الذهنية أداةً قيمةً لتعاون الفريق في مجموعة الأعمال. وفيما يلي نبين أهداف الخريطة الذهنية:
- العصف الذهني وحل المشاكل. إضافة إلى ذلك أخذ الملاحظات واتخاذ القرار.
- العروض التقديمية وإدارة مشروع وتسريع الدراسة.
- مساعدة المتعلمين أن يصبحوا مستقلين في تعلمهم.
- معرفة القراءة والكتابة والتعلم دون الرجوع إلى المعلم.
- تذكر الأفكار المهمة وتنظيم تعبيراتهم عنها ما يعطي القدرة على إيجاد الأفكار الرئيسية.
- اتخاذ قرار بشأن المعلومات المهمة التي يجب تعلمها.
- طرح الأسئلة التي تدور في الأذهان وتساعد على اكتمال المعرفة وتذكر الأفكار.
- تنمية اكتساب المفاهيم العلمية والمعرفة.
- تحسن الخرائط الذهنية التذكر وتيسّر استرجاع المعلومات من الذاكرة.
دواعي استخدام الخريطة الذهنية
تمثل الخريطة الذهنية المرآة الخارجية للتفكير المتألق أو الطبيعي. الذي يسهل من خلال عملية رسومية قوية. حيث توفر المفتاح العالمي لإطلاق الإمكانات الديناميكية للدماغ. وهناك دواعي لاستخدام الخريطة الذهنية تتجلى بما يلي:
- تفيد الخريطة الذهنية في إيصال المتعلم إلى أعلى درجات التركيز.
- تساعد الخريطة الذهنية في تحويل المادة المكتوبة إلى تنظيم يسهل استيعابه. حيث يتمثل ذلك في تصميم الخريطة الذهنية.
- تعمل الخريطة الذهنية على تحويل المادة اللفظية إلى رسوم ورموز وصور. حيث يتفاعل المتعلم ذهنيًا بثورة كبيرة مع المادة العلمية.
- تساعد الخريطة الذهنية على تنظيم وترتيب أفكار ومعلومات المتعلم. نظرًا لأنها تعتبر منظمةً تخطيطيةً تتنظم فيها المادة العلمية والأفكار والمعلومات بصورة فنية وبصرية. كما تتيح للمتعلم فرصة التفاعل مع المادة العلمية.
- تعمل الخريطة الذهنية على إدماج المتعلمين بفاعلية في العملية التعليمية. حيث يندمج المتعلمون كثيرًا مع عملية بناء الخرائط الذهنية ظاهريًا وذهنيًا. كما ويستمتعون كثيرًا ويجدون في هذا النشاط تغييرًا للروتين الاعتيادي.
استخدامات الخريطة الذهنية
يمكن للجميع على حد سواء استخدام الخريطة الذهنية فالكل يحتاج إليها. حيث نبين استخداماتها على الشكل التالي:
- العصف الذهني فرديًا أو جماعيًا.
- التعليم والتعلم، وتقوية الذاكرة.
- التقييم، والتخطيط والتفكير البصري.
- حل المشكلات وتدوين الملاحظات.
- الدراسة والحفظ وتقديم المعلومات.
- البحث وتوحيد المعلومات من مصادر متعددة.
- اكتساب نظرة ثاقبة على المعلومات المعقدة.
- تسهيل وتسريع الإبداع.
- تخطيط وإنشاء العروض التقديمية.
- كتابة وتدوين المدونات.
- تلخيص كتاب وإطلاق مشروع.
- كتابة المقالات او البحوث.
- التعبير عن المشاعر.
- لوحة الشرف في المدارس.
- المدرسون في شرح الدروس المدرسية.
- كما ويستخدمها الطلبة والباحثين ولا سيما عند الامتحان في المراجعة.
- إضافةً إلى ذلك يستخدمها الموظفون في إعداد التقارير الروتينية بشكلٍّ أنيق وجذاب.
- كما يستخدمها المدرسون والمحاضرون وكتّاب المنتديات. حيث تساعدهم في ربط أفكارهم وإبراز النقاط التي تحتاج للتركيز عليها.
كيفية رسم خريطة ذهنية
يحتاج رسم الخريطة الذهنية إلى أوراق كبيرة للعصف الذهني ولكتابة الأفكار وترتيبها وتعيين الفكرة الرئيسية وعناصرها الفرعية. إضافةً إلى ذلك تحتاج أقلام ألوان مختلفةً ويفضل أن تكون من الألوان الخشبية لسهولة إصلاح الأخطاء. بحيث تخرج الخريطة الذهنية بشكلٍّ جمالي. كما تحتاج لورقة نظيفة بيضاء وفارغة غير مخططة من ورق الرسم المقوى وترسم الخريطة باتباع الخطوات التالية:
- وضع تصور للخريطة الذهنية بفكرة رئيسية تكون محور الارتكاز وأساس الخريطة الذهنية. كما ويراعي أن يكون ارتكاز الخريطة في المنتصف.
- يليها رسم الخطوط الرئيسية الأولى للخريطة الذهنية.
- رسم الخطوط الفرعية المتضمنة داخل كل فكرة رئيسية.
- الاستمرار في رسم الخطوط الفرعية الأصغر التي توضح تفاصيل أكثر وتلخيصًا أدق وأشمل. حيث يمكنك رسم عدد لا نهائي من الخطوط الفرعية المتشعبة.
- مراجعة الخريطة الذهنية مع إمكانية إضافة تفاصيل آخرى.
- المباعدة بين الفروع الرئيسية والفرعية في المسافات حتى يتسنى الإضافة والاستكشاف.
وأخيرًا تتضح أهمية الخريطة الذهنية في مجالات الحياة المختلفة واستخداماتها وكيفية رسمها. بحيث يمكن الحصول على خريطة ذهنية تستخدمها في الموضوع الذي ترغب بالعمل عليه.