لطالما يبحث العالم المتقدم في الوقت الحالي عن حل فعال ومتوازن لمشكلة تأثير الكهرباء على البيئة، وقبل التطرق
لهذه الفكرة ذاتها يجب العلم أن العالم يقوم الآن بشكل أساسي على الكهرباء في أي شئ يتواجد في حياتنا ككل حتى
أصبحت الكهرباء من أساسيات الحياة التي يؤدي فقدانها لخسارة الأرواح وضياع الحياة التي عرفناها الآن.
وإن مشكلة الكهرباء تكمن في أن استهلاكه يدفعنا للحاجة إلى وجود وقود، والوقود بدوره يؤدي إلى نتائج مدمرة
البيئة، ولا يتوقف الأمر هنا فقط، وإنما استهلاك الكهرباء نفسها حتى بعد استخدام الوقود لتوليدها يتسبب في تأثيرات
سلبية على البيئة لبعض استخدامات الكهرباء، وهنا في هذا المقال نستعرض معكم في تجارتنا صورة موضحة لتاثير
الكهرباء على البيئة بشكل فعلي.
كيف يؤثر توليد الكهرباء على البيئة سلبًا؟
بتحديد المشكلة من بدايتها، فإننا نجد أن تأثير الكهرباء على البيئة له وجهان؛ الوجه الأول والأكثر تأثيرًا وضررًا للبيئة هو الكيفية التي يتم بها توليد الكهرباء، ونقصد هنا محطات توليد الكهرباء التي تساهم في إحداث ضرر
جسيم للبيئة بسبب العناصر التي يتم استخدامها كما وضحنا مسبقًا، إذ يتم حرق مواد الخام وأشهرها الفحم
الحجري، والوقود، والنفط، ومن ثم تستطيع محطات التوليد باستخدامها إنتاج الكهرباء، لكن المشكلة هنا أن احتراق هذه المواد ينتج غازات تحتوي على مواد سامة مثل ثاني أكسيد الكربون، فماذا تُسبب هذه الغازات؟
بشكل مختصر، فهذه الغازات الناتجة عن حرق المواد التي استخدمناها لتوليد الكهرباء، ستتسبب الكميات
الضخمة منها في ارتفاع درجة حرارة الأرض، ويعني ذلك زيادة الاحتباس الحراري، كما أنه سيعمل
على زيادة مستوى التلوث بالهواء الذي يستنشقه البشر والكائنات الحية الأخرى مما يعرض صحتهم للخطر.
وقد لا تأخذ الأمر بجدية، ولكن حينما نخبرك أن تلوث الهواء الذي حدث نتيجة هذه الغازات السامة التي
ذكرناها مسبقًا يتسبب في مقتل نحو 7 ملايين شخص كل عام بحسب منظمة الصحة العالمية فقد يبدأ الأمر يأخذ محمل الجد بالنسبة إليك، بل إنك قد تنصدم حينما تعلم أن 90% من البشر يتنفسون هواءً ملوثًا، وقد تتحدث
قائلًا أن تلوث الهواء له أسباب عديدة غير احتراق الوقود، نعم ولكن المشكلة أن احتراق الوقود يأتي في المرتبة
الثانية بعد انبعاثات السيارات ضمن أكثر 10 مسببات لتلوث الهواء في العالم.
مشكلة أخرى لتأثير الكهرباء على البيئة.. والحلول الممكنة
ننتقل هنا إلى الوجه الآخر لتأثير الكهرباء على البيئة، ونعني بذلك مرحلة ما بعد توليد الكهرباء، وبرغم كونه أقل تاثيرًا من الوجه الأول إلا أنه يستحق النظر فيه، إذ يتعلق بأضرار بيئية من نوع آخر، فالمصابيح الكهربائية الغير آمنة تؤثر سلبًا على البيئة بسبب احتوائها على الزئبق، وهناك أيضًا التلوث الضوضائي االذي يؤثر على صحة الإنسان من الجوانب البدنية والنفسية والعصبية، إذ يتسبب في ضعف السمع وأمراض القلب وتصلب الشرايين والأورام ونقص المناعة وسكر الدم وغيرها
بعد معرفة حجم الكارثة التي قد يسببها الأمر، فكان من اللازم أن تنظر الدول المتقدمة لحل لهذه المشكلة التي
إذ لم يتم تركيز الجهود عليها فقد تصبح أكبر مشكلة تواجه البشر ولا يمكن السيطرة عليها في خلال عقود
قليلة، وقد وُجد أن محاولة تقليل تأثير الكهرباء السلبي على البيئة يأتي بهذه الحلول:
- زيادة معدل زراعة الأشجار والمساحات الخضراء، فقد وُجد أن شجرة واحدة تستطيع امتصاص ما يصل إلى طن واحد من ثانية أكسيد الكربون.
- استبدال المصابيح الكهربائية العادية-سواء للمنازل أو لمصابيح الإنارة بالشوارع- بمصابيح متطورة أقل ضررًا للبيئة.
- التوعية لاستهلاك الكهرباء، فتقليل الاستهلاك البشري للكهرباء سيقلل من معدل حرق المواد الخام والوقود للحصول على الطاقة الكهربية، مما يعني تلوث أقل.
الطاقة المتجددة.. هل تحل مشكلة التلوث البيئي؟
أوضحنا مسبقًا أن المشكلة لا تكمن بحد ذاتها في الكهرباء بشكل أساسي، وإنما في الوقود اللازم لإنتاجها، وبما أننا ذكرنا مصادر حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي التي تتسبب في انبعاث كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد
الكربون الذي قد لا تتحمله البيئة، فقد يراودك سؤال عن ماذا إذا استخدمنا الطاقة المتجددة، هل سنحل
بذلك مشكلة تأثير الكهرباء على البيئة؟
في الحقيقة، نعم قد نقلل من التأثير السلبي عند استخدام الطاقة المتجددة، ولكن هناك مشاكل أخرى تحدث نتيجة استخدامها، فعلى سبيل المثال عند استخدام الطاقة الكهرومائية لتوليد الكهرباء -كما في السدود- فإن هذه الطاقة لاتصدر أي انبعاثات بالفعل، لكنها تتسبب بمشاكل متمثلة في إبطاء حركة الماء عبر السدود أو التسبب برفع درجات الحرارة ومن ثم التقليل من غاز الأكسجين في الجو المحيط، مما سيؤثر على الحيوانات والنباتات التي تعتمد على الشرب من تلك الأنهار.
وبالنظر إلى الطاقة الذرية، فهي تنتج نسبة أقل من الانبعاثات نعم، لكنها تنتج في المقابل نفايات صلبة مشعة وتمثل خطر حقيقي على الكائنات الحية والإنسان على وجه الخصوص، والأمر سيان بالنسبة لطاقة الرياح التي ستقلل بالطبع من الأضرار البيئية ولكن قد تتسبب في مشاكل أخرى، لذا فهي أساليب هامة وبديلة تتجه لها الدول، لكن تظل الحلول الأسهل والأسرع لمثل هذا الأمر يتمثل في تركيز الدول على زيادة مساحاتها الخضراء والتوعية بتقليل استهلاكها للكهرباء.