ارتفعَت الأسهم الأمريكية في تداولات الأسبوع إلى مستويات قياسية جديدة. حيثُ تجاهل المستثمرون في وول ستريت تقرير الوظائف الضعيف المفاجئ يوم الجمعة. والذي أظهر عدداً أقل بكثير من الوظائف المضافة الشهر الماضي مما كان متوقعاً.
ويرى المحللون أنّ أحد الأسباب المحتملة للارتفاع هو أن المستثمرين ربما يراهنون على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتراجع عن سياساته المالية السهلة التي دعمت الأسواق المالية في أي وقت قريب. علماً عن بدء قلق بعض المتداولين بشأن اقتراح وزير الخزانة ورئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق جانيت يلين أن الأسعار قد تحتاج قريباً إلى الارتفاع.
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكلٍ قوي بتداولات الجمعة
أظهر تقرير الوظائف ارتفاع معدل البطالة وارتفاع الأجور. ففي حين لا يبدو الارتفاع في رواتب العمال شيئاً سيئاً، لكنه يميل إلى مؤشرات حادّة بشأن التضخم. ويشعر العديد من الاقتصاديين بالقلق من أن التضخم قد يعود بقوة بسبب كل التحفيز من واشنطن. ومع ذلك، بدا المستثمرون غير منزعجين يوم الجمعة.
بدايةً، اكتسب مؤشر داو جونز حوالي 230 نقطة يوم الجمعة. كما ارتفع كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1% تقريباً خلال اليوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. كما أنهى مؤشر ناسداك أيضًا ارتفاعًا بنحو 1%. حيثُ خلال الأسبوع كان مؤشر ناسداك لا يزال منخفضًا بنسبة 1.5%. بينما أتى ارتفاع مؤشرا S&P 500 و Dow بعد ارتفاعاتٍ على التوالي بنسبة 1.2% و 2.7% خلال الأسبوع.
بينما انتعشت أسهم شركات التكنولوجيا الامريكية الكبرى بعد امتداد أخير تباطأ في السوق الأوسع. حيثُ سجلَت أسهم شركات مثل Apple (AAPL) و Alphabet (مالكة جوجل) و Netflix (NFLX) و Tesla (TSLA) مكاسب قوية يوم الجمعة.
كما شهدَت كذلك شركتي Roku (ROKU) لخدمات البث المباشر، وعملاق الدفع المالي Jack Dorsey Square (SQ) ارتفاعاتٍ بفضل تقارير الأرباح القويّة.
فيما صرحَ كليف هودج، كبير مسؤولي الاستثمار في “كورنرستون ويلث”، أنّ السوق في حالة انتعاش حيث تترك خيبة الأمل الباب مفتوحاً أمام الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على الظروف الماليّة سهلة لفترة أطول وتأخير المحادثات المتدنية ورفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي. أي يقول هودج ببساطة، إنّها حالةُ أخبارٍ سيئةٍ للاقتصاد، تُترجم إلى أخبار جيدة للأسهم الأمريكية في البورصة والمستثمرين. فرغم ارتفاع الأجور فقد ذكرَت وزارة العمل في تقريرها الجمعة أنّ الاقتصاد الأمريكي خلق 266 ألف وظيفة فقط في شهر أبريل. وهو ما يقل كثيراً عن توقعات الإجماع بشأن زيادة قدرها مليون وظيفة. كما ارتفع معدل البطالة إلى 6.1%.
مخاوف من التضخم
وفقاً لمحللين، فقد تجاهلَ المستثمرون الزيادة الطفيفة في الأجور لأن العديد من الأشخاص في وظائف منخفضة الأجر في قطاعي الترفيه والضيافة، مثل الحانات والمطاعم. والذين لم يعودوا بعد إلى العمل بدوام كامل. فرغمَ انتعاش القطاع الاقتصادي بشكلٍ حاد في أبريل بعدَ إضافة 331 ألف وظيفة. إلّا أنها ما تزال بعيدةً كل البعد عن معالجة البطالة. وذلكَ نتيجة إجبار فيروس كورونا الاقتصاد على الإغلاق بشكلٍ أساسي في مارس الماضي.
يرى كريج فير، محلل استثماري لدى إدوارد جونز أنّ تقرير العمل بمثابة تذكير بأنّ الولايات الممتحدة قد قطعت شوطاً طويلاً من أعماق الركود الوبائي. فيما تؤكد وكالة “فير” أنَّ نمو الأجور سيبداً بالاعتدال بعدَ عودة العاملين في قطاعات الخدمات ذات الأجور المنخفضة.
إلا أنّه هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في بيانات الأجور. حيثُ يشير توماس هوجان، زميل أبحاث كبير في المعهد الأمريكي للبحوث الاقتصادية. أنّ الجمع بين المزيد من الأشخاص الذين ينتقلون من وظائف بدوام جزئي إلى العمل بدوام كامل. بالإضافة إلى نقص العمالة يرجع جزئياً إلى عمليات التحفيز السخيّة من الحكومة الفيدرالية. والذي يعزز أجور العمال بشكل مصطنع فقط. إلا أن هذا التأثير سيمر قريباً، حيثُ يبدو أن المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكية يدركون جيداً أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لن يجعل التضخم يخرج عن السيطرة.
فيما يظل أكبر مصدر قلق للمستثمرين في الأسهم هو الانهاك، وارتفاع عائد السندات. حيثُ وفقاً لما قال ديفيد دونابديان، كبير مسؤولي الاستثمار في CIBC Private Wealth، في تعليقاتٍ عبر بريده الإلكتروني أنّ سوق الأسهم قد عالج الأخبار الاقتصادية السيئة وهو أمر إيجابي لسوق الأسهم الصاعدة.
اقرأ أيضاً: