أكدت وكالة رويترز يوم الأحد 5 سبتمبر عن توقيع العراق صفقة استثمار مع شركة “توتال إنرجي” الفرنسية بقيمة 27 مليار دولار لتشييد مشاريع طاقة جديدة في العراق في مجالات النفط والغاز والطاقة الشمسية. حيث ستبدأ الخطط والأعمال الهندسية على الفور باستثمارٍ أولي قدره 10 مليار دولار. وذلك وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية في حفل التوقيع، باتريك بويان.
بدء التشييد الفوري لمشاريع طاقة جديدة في العراق لمحاربة أزمة الطاقة
وقع وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل مع رئيس شركة توتال للطاقة باتريك بويان، يوم الخامس من سبتمبر، عقد استثمارٍ جديد لمصادر الطاقة في العراق خلال حفل بغداد. حيث تهدف الصفقة الجديدة لتشييد مشاريع طاقة جديدة في العراق، وتقليل اعتماد العراق على الوقود الأحفوري. خصوصًا مع التعقيدات المتزايدة من الولايات المتحدة حول استيراد النفط الإيراني من قبل الدولة العراقية. بالإضافة للديون العراقية لإيران التي تقدر حاليًا بستة مليارات دولار مقابل الطاقة التي تم توريدها بالفعل.
بدايًة، ستشمل الخطة وفقًا لمسؤولين فرنسيين، استثمار الشركة الفرنسية الكبرى بقيمة 10 مليارات دولار في البنية التحتية للطاقة في العراق بحلول نهاية عام 2023. ثمَ ستسمح عوائد تلك الإستثمارات للشركة بجولةٍ ثانية من الاستثمارات بقيمة 17 مليار دولار. بينما كانَ قد غردَ الرئيس التنفيذي بويان على تويتر منذ يناير أنه قد زار حقول الغاز والنفط في مدينة البصرة عدة مرات. بينما أكدّ أن الحدّ من حرق الغاز، وزيادة إنتاجه من أولويات العراق وشركة توتال على حدٍ سواء. مشيرًا إلى أن الخطة هي حشد الفرق العاملة لكافة المشاريع في العراق بحلول نهاية عام 2023.
تفاصيل مشاريع الطاقة الجديدة في العراق التي تضمنتها الصفقة
صرحَ وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار، من جهته، أن المشروع الأول من مشاريع الطاقة الجديدة في العراق ستشتمل قيام شركة توتال بالاستثمار بما قيمته 3 مليارات دولار في مشروع سيضخ مياه البحر في حقول النفط. وذلك سيعزز بدوره استخراج النفط الخام.
ثم أضاف الوزير جبار أن توتال في المرحلة الثانية ستقدم أيضًا ملياري دولار لبناء مصنع لمعالجة الغاز المنتج في الحقول الجنوبية لغرب القرنة 2 ومجنون وأرطاوي وطوبا واللحيص. حيث قال الوزير جبار إنه من المتوقع أن تنتج المصانع المجددة ما يصل إلى 300 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا. مع إمكانية مضاعفة ذلك في مرحلة ثانية من التطوير.
أما المشروع الثالث الّذي تم ذكره هو محطة للطاقة الشمسية. والتي وفقًا لتصريحات مكتب رئيس الوزراء العراقي ستقلل بدورها جدًا من واردات الغاز. كما وقال المكتب إنّ الألواح الشمسية ستبنى لكي تنتج في نهاية المطاف “ألف ميغاواط” من الكهرباء للمدن العراقية، والتي تعادل الطاقة التي ينتجها مفاعل نووي. والذي سيكون تغييرًا جذريًا عن الوضع الحالي، والذي وفقًا لما قالته الحكومة العراقية، فإن الكهرباء التي تنتجها الطاقة الشمسية بالعراق “تقل بنسبة 45 في المائة عن تلك التي تنتجها محطات الطاقة التقليدية”.
بينما يأتي المشروع الرابع ضمن المرحلة الأولى لاستثمارات شركة توتال لزيادة إنتاج الخام من حقل أرطاوي النفطي. والذي بينت وزارة النفط في بيانها إن توتال ستساعد في زيادة الإنتاج من حقل أرطاوي النفطي إلى 210 آلاف برميل يوميا. مقارنًة بإنتاجه الحالي البالغ فقط 85 ألف برميل يوميا الآن.
تكاليف الصفقة من الطرف العراقي
أكدت رئاسة مكتب الوزير أن “العراق لن يدفع شيئا” للشركة الفرنسية. فيما صرحَ وزير النفط إن الغاز المنتج من الاستثمار في مشروع توتال خصوصًا في الجنوب سيساعد العراق جدًا على خفض وارداته من الغاز من جاره إيران. والاعتماد الأكبر على الغاز المنتج محليا الأرخص من الغاز الإيراني. والذي قال الوزير جبار إنّ تكلفته حوالي ثمانية دولارات لكل مليون وحدة حرارية.
كما ويرى الوزير جبار أن الاستثمار الجديد من توتال سينتج غاز عراقي تكلفته ستكون 1.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. الأمر الذي سيخفف الاعتماد على إيران المجاورة، والتي تزود العراق بثلث احتياجاته من الغاز والكهرباء.
فيما يرى محللين أن الاستثمار الجديد سيحدّ من أزمة الطاقة الحادة، والانقطاعات المزمنة للتيار الكهربائي في العراق. والتي يبررها العديد بسبب نقص الاستثمار من جهة، والحالة المتردية لشبكة الطاقة التي تحتاج لإصلاح. إضافًة للتذرع من قبل السلطات بانخفاض أسعار النفط، التي تمثل أكثر من 90 في المائة من إيرادات العراق.
اقرأ أيضًا:
شركة أكوا باور السعودية تعلن نيتها طرح 11% من أسهم الشركة لجمع سيولة مالية
مشاريع طاقة في الكويت تبحث عن مستثمرين في القطاع الخاص للتمويل
مفاعل براكة النووي الإماراتي يبدأ تشغيل محطته الثانية رسميًا في إمارة أبو ظبي