استمرَ ارتفاعُ الدولار الأمريكي في شهر مارس ليحقق أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر، حيثُ أنَّ ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يرجَّح أنّهُ كان نتيجةً لتفاؤل المستثمرين, وثقتهم بعمليات إنتاج وتوزيع اللقاحات التي تتم على مستوى البلاد- بعد قلقٍ في الربع الأخير من 2023 في أسواق الأسهم.- والذي من شأنه زيادة ثقة المستهلك عند إعادة فتح الاقتصاد, وإزاحة توقعات التضخم.
تراجع المؤشرات الاقتصادية العالمية
بعدَ هبوط قيمة الدولار الأمريكي 4% في الربع الأخير من 2023، بدأت ترتفع مجدداً أكثر من 2.4% منذ بداية العام أمام منافسيها كالدولار الإسترالي و اليورو، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
ويأتي الارتفاع بعدَ إقرارِ مجلس الشيوخ الأمريكي خطة إنقاذٍ بقيمة 1.9 تريليون دولار, كما سجل مؤشر الدولار 92.186 مقابل سلة من ست عملات، مرتفعا 0.3 بالمئة منذ ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل قوي خلال تعاملات اليوم الخميس حيثُ ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10سنوات إلى مستوى 1.55 بالمائة، فارتفع سعر الفائدة على السندات ذات أجل 10 سنوات، 8 نقاط أساس إلى 1.044% يوم الأربعاء، كما قفز العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً 11 نقطة أساس إلى 1.813%. يشار إلى أن الفائدة تتحرك عكس السعر مما أدى لإثارة شكوك بعض المستثمرين حول التقييمات المبالغ فيها لأسهم قطاع التكنولوجيا وتراجعَ مؤشر ناسداك 4.92% الأسبوع الماضي فقط إلى 13116 نقطة, كما تراجعت أسهم شركات مثلَ “آبل” و”نتفليكس” و”أمازون” بأكثر من 3 بالمائة لكلٍّ منها, بينما هبطت أسهم شركات تعتمد على الصين، إذّ فقدَ سهم شركة فانوك المصنعة لأجهزة الروبوت 1.53 بالمئة وشركة كوماتسو لإنتاج معدات البناء 1.24 بالمئة من قيمته, كما هبطَ قطاع النفط مع تراجع أسعار الخام بأكثر من 7 بالمائة. وصرحَ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بإنه يراقب تحركات سوق السندات بعد أن ارتفعت العوائد في الأسبوع الماضي لأعلى مستوياتها في عام 2023، كما تكهنَّ أن معدل التضخم قد يرتفع بشكل مؤقت في الفترة المقبلة, مع إعادة فتح الأسواق الاقتصادية تدريجياً.
بدء تعافي الدولار
يعودُ السبب الرئيسي في ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية في عام 2023 وفق خبراءٍ اقتصاديين إلى المخاوف في تجدد جائحة فيروس كورونا في أوروبا والصين واليابان، حيثُ يربطُ محللّون سببَ صعودِ أسعار السندات الأمريكية مترافقةً مع خسائرٍ للأسهم الامريكية بعد أن فرضَ رئيس الوزراء الفرنسي إغلاقاً لمدة شهر على مدينة باريس مجدداً ومناطق عديدة أخرى بسبب الأزمة الصحية بالإضافة إلى الاضطرابات والاحتجاجات في بريطانيا وألمانيا على خلفية تجديد قرارات الحجر الصحي الّذي أدى إلى ركودٍ اقتصادي حادٍّ و فقدان الثقة الشعبية, وثقة المستثمرين على حدٍّ سواء، ففي حين زادت عوائد السندات الأمريكية عشر نقاط أساس الأسبوع الماضي, انخفضت العائدات في ألمانيا نحو خمس نقاط أساس, لينزل اليورو مقترباً من أقل مستوى له في أربعة أشهر دون 1.19 دولار, كما ارتفع الدولار الأسترالي 0.2 بالمئة إلى 0.76996 دولارٍ أمريكي لكنه يظل أقل كثيراً عن ذروته للجلسة 0.77230 دولار، في حين هبط الدولار النيوزيلندي حوالي 0.1 بالمئة بعدما زاد 0.4 بالمئة إلي 0.719 دولار أمريكي, بينما استقر الدولار قرب أعلى مستوى في عام أمام الجنيه الإسترليني عند 1.3819 دولار.