منعت السعودية استيراد الفواكه والخضراوات اللبنانية بعد محاولة لتهريب المخدرات. وعلى أثرها تمت إثارة جدالات كثيرة وطرح العديد من التساؤلات حول أسباب القرار وتداعياته.

السعودية تحارب تهريب المخدرات

صرّحت وزارة الداخلية السعودية في تصريحٍ رسميّ لها. إنها لاحظت في الفترة الأخيرة تزايد المحاولات لـ “استهداف السعودية من تجّار المخدرات اللبنانيين” كما طالبت الحكومة اللبنانية بتقديم ضمانات مؤكّدة لوقف عمليات التهريب “المدروسة”.

وفي الرد الأول من لبنان على البيان السعودي، قال وزير الخارجية اللبناني. إنه قد نقل قرار الحظر إلى أهمّ المسؤولين والمعنيين، داعياً سلطات بلاده إلى العمل بأقصى جهودها الممكنة لإحباط أي محاولات قد تؤثر سلباً على المزارعين في لبنان.

التداعيات على لبنان

حيثُ نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول كبير في وزارة الزراعة اللبنانية، قوله إنه ليس هناك أي وثيقة رسميّة تثبت أن شحنة الرمان، المصادرة في ميناء جدة لبنانية الأصل.

كما يخشى اللبنانييون من أن يزيد هذا القرار التداعيات السلبية الاقتصادية على بلدهم، الذي يمر في الوقت الحالي بأزمة مالية صعبة.

وتظهر بيانات رسمية من المملكة، “أن حجم الصادرات اللبنانية للسعودية قد بلغ 272.4 مليون ريال سعوديّ أي ما يعادل. (72.89 مليون دولار أمريكي) خلال الربع الأخير من عام 2023.

تصريحات ومنشورات

سرعان ما تحول الحديث عن تهريب شحنة من حبوب الكبتاغون داخل ثمار الرمان من لبنان إلى السعودية. إلى مادة للتندر والتجاذب عبر مواقع التواصل.

فما إن انتشر الخبر، حتى ضج موقع تويتر بعشرات الوسوم التي استطاعت تصدر قوائم المواضيع الأكثر تداولا في لبنان.

وتحت وسم #الحرب_على_المخدرات، أجمع العديد من المغردين السعوديين واللبنانيين على ضرورة الوقوف صفا واحدا لمحاربة تجار المخدرات في المنطقة.

كما دافع بعض المعلقين عن “حق السعودية في حماية أمنها ومجتمعها من خطر السموم”.

إلا أن فريقا آخر من المعلقين رأى في القرار السعودي، الذي وصفوه بـ “المفاجئ”، أبعادا سياسية.

فالمنتقدون للقرار يقولون إن “الهدف من منع شحنات الخضراوات والفواكه هو الضغط على لبنان وحزب الله”.

في المقابل، ينظر معلقون ونشطاء سعوديون إلى الخبر على أنه “جزء من الحرب التي يقودها الحزب وحلفاؤه على السعودية” وفق تعبيرهم.

وسبق أن وجهت دول أخرى اتهامات لحزب الله وداعميه بتمويل شبكات تنشط في إنتاج وتهريب المخدرات.

ورغم نفي الحزب تلك الاتهامات إلا أن الكثيرين حملوه مسؤولية القرار السعودي بمنع تصدير المنتجات الزراعية إلى السعودية.

وفي هذا السياق علق أحدهم ” قرار سيادي يحق لكل دولة أن تتخذه لحماية أمنها”. في حين رد آخر “تهريب المخدرات مسألة عالمية وقائمة بين الدول، إلا أنها لا تتسبب في منع أو إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير. يبدو أن السعودية اتخذت القرار بدوافع سياسية”.

وبينما يصر البعض على اعتبار القرار السعودي (منع استيراد الفواكه اللبنانية). “قرارا سياسيا يهدف إلى إيجاد البديل للفواكه اللبنانيّة، واستبدالها بمنتوجات إسرائيلية”. يستبعد آخرون ذلك داعين إلى درء الخلافات والتعامل مع الموضوع بجدية.

ولم تخلو تعليقات المدونين من المناكفة السياسية والمكايدة. فقد تسابق مناصرو حزب الله ومؤيدو السعودية في إطلاق النكات والرسوم الكاريكاتورية للسخرية. من الطرف الآخر عبر استخدام وسوم مثل” مقاومة دبس الرمان” و”أمير الكابتون” .

– اقرأ أيضاً : السعودية توقف التعامل مع الخضراوات والفواكه اللبنانية بعد محاولة نقل مخدرات