عملة مونيرو Monero تعد إحدى العملات الرقمية المشفرة، حيث قام بإصدارها مجموعة من المطورين عام 2014. كما اختاروا أن لا يكشفوا عن هويتهم، إذ تعد الخصوصية وأخفاء الهوية أهم مزاياها هذه العملة. فقد سعت دائما على أن تكون الأولى والرائدة في التقنيات المتعددة لإنجاز المهمة البالغة الأهمية بالنسبة لها.
خصوصية عملة مونيرو Monero
وبما أن الخصوصية أصبحت تعد أكثر أهمية، تعمل شركة “بلوك شين” بعملة مونيرو لتخفي تفاصيل معاملاتها. مثال ذلك هوية المرسل والمتلقي وأيضا تكلفة المعاملة، بذلك فإن عملة مونيرو أصبحت الأكثر من بين العملات الرقمية المشفرة استخداما في وقتنا الحالي. وبخاصة انها تعطي مساحة حرية كبيرة لمجرمي الإنترنت أكثر من عملة البيتكوين التي توفر بعض من آليات التتبع والأدوات.
عملة مونيرو ردا على عملة البيتكوين
بذلك تمثل عملة مونيرو الرقمية رد سوق العملات الرقمية على عملة البيتكوين التي تفقد ميزة الخصوصية. حيث صرح، الرئيس السابق لشركة “Ultimaco”فريد ثيل وهي إحدى أكبر شركات التشفير في أوروبا والتي كانت تعمل مع شركتي “مايكروسوفت” و”غوغل” على تشفير ما بعد الكم في موقع البيتكوين، أنه بإمكانك معرفة عنوان المحفظة التي تم التعامل معها. بالإضافة لمعرفة عدد عملات البيتكوين، ومن أين جاءت وإلى أين تتجه.
العملة ساحة جيدة للمهاجمين والمجرمين
ولكن باستخدام عملة مونيرو الرقمية، تعمل “بلوك شين” على تشويش عنوان المحفظة، ومقدار المعاملات، وأيضا من يكون الطرف المقابل، وهذا ما يرغبه المجرمون والقراصنة.
فيما لا تزال عملة بيتكوين تسيطر على مطالب هجمات الفدية، فقد توجه الكثير من المهاجمين في طلب عملة مونيرو الرقمية، بحسب مارك جرينز، رئيس شركة “DigitalMint”، الشركة التي تساعد ضحايا الشركات على دفع الفدية.
ارتفاع شعبية مونيرو
كما قال كبير مسؤولي أمن المعلومات في شركة “Digital Shadows” ريك هولاند عن سبب الارتفاع الأخير في شعبية عملة مونيرو بين الجهات الفعالة في برامج الفدية بأن الأمر يبدو أننا نشهد، من منظور إجرامي إلكتروني، انتعاشًا لعملة مونيرو. وذلك لأنها تتميز بخصوصية أكبر من بعض العملات الأخرى الموجودة، وأن المجرمين الاذكياء يستخدمون “مونيرو”.
ومع ذلك، يوجد بعض العوائق الرئيسية فيما يتعلق بتوسيع انتشارها، حيث يعد سوقها فقيرا بالسيولة المالية كالعملات المشفرة الأخرى. إذ اختارت العديد من البورصات المنظمة عدم إدراجها لمخاوف تنظيمية. وبهذا تتميز بالقدر ذاته من الاستثمارات المؤسسية التي ذهبت إلى العملات الرقمية الأخرى.
من جهة أخرى، يعني هذا أنه يصعب على مجرمي الإنترنت أن يحصلوا على أموال مباشرة في العملة. فقد قال ثيل انه اذا لديك شركة وتريد الحصول على مجموعة من عملة مونيرو. من أجل أن تدفع لشخص ما، فذلك سيكون صعبًا جدًا.
ومن الممكن أن تكون العملة أكثر عرضة لضغوط المنظمين في مرحلة معينة من التعاملات. حيث يراهن في ذلك على أن أمريكا والمنظمين الآخرين سيلغون مونيرو.
وأيضا يقول الشريك المؤسس لشركة “Castle Island Ventures” نيك كارتر، أن الأسواق التي تتيح تحويلات مباشرة من “مونيرو” إلى الأموال العادية سيصعب عليها إخضاع هذه العملة.
التشفير المتقدم للعملة
كذلك تعمل عملة مونيرو على تشفير متقدم. حيث تضمن عدم قدرة أي شخص أو منظمة من ربط الشخص بمعاملات عملة مونيرو. إذ تسمح التقنية لسلسلة الكتل الخاصة بـ مونيرو (Monero Blockchain)، بالاستقبال والإرسال للعملة الرقمية بطريقة لا يتم فيها كشف بيانات الشخص الخاصة مباشرة للمشاهدين. ولكن في الوقت الحالي أن الـ Blockchain الخاصة بعملة Monero أيضا تخضع للمراقبة على غرار عملة البيتكوين عبر مستكشفات الكتل (Block Explorer).
فيما استطاعت Bytecoin تحقيق نجاحا كبيرا في سوق العملات. لكن جوانب من استراتيجية إطلاق العمل لم تذهب بالطريقة التي أرادها مطوروها. فقد كان هناك تناقضات بين المطورين بما يتعلق بالتوزيع الأولي للعملة، حيث أصدرت Bytecoin نحو 80% من عملاتها الرقمية أثناء انطلاقها.
قابليلة التوسع لعملة مونيرو مقابل عملة البيتكوين
فضلا عن تميز عملة مونيرو بقابلية التوسع غير المحدودة، وهي قدرة العملة الرقمية على التعامل مع المزيد من المستخدمين في المستقبل.
وفي السابق واجهت عملة البيتكوين مشكلات كثيرة في شأن قابلية التوسع الخاصة بها. مما تسبب في تأخير المعاملات في الشبكة و أيضا أدى لارتفاع الرسوم بشكل غير عادي.
كذلك لم تستطيع عملة البيتكوين توفير متطلبات قابلية التوسع في ذلك الوقت لعدة أسباب، منها أنه يمكنها التعامل فقط مع كتلة من المعاملات تصل الى 1 ميغا بايت.
لكن عملة مونيرو لا يوجد فيها حجم كتلة محدد مسبقا. وإذ تسمح للمعدنين تحديد حجم الكتلة من المعاملات التي يريدون الموافقة عليها.
عدد عملات مونيرو
هناك أكثر من 17 مليون عملة من مونيرو قيد التداول. وهذا عكس أغلب العملات الرقمية المشفرة الأخرى، فلا يوجد عرض إجمالي محدد مسبقا لعملة Monero. حيث اختار المطورون زيادة العدد الإجمالي للعملة بنسبة 0.87% في أول سنة لها، كما قررو أنها ستنخفض هذه النسبة المئوية في كل سنة. بذلك سيستغرق الوقت من Monero حوالي 115 سنة من أجل مضاعفة عرضها الحالي.
اقرأ أيضًا:
أسعار العملة في مصر اليوم الإثنين 21-6-2023