في إنجاز جديد، استطاع العلماء بناء ذكاء اصطناعي يعلم نفسه ذاتياً، ويغير برمجته بما يناسب الظروف الجديدة، فهل نحن أمام عالم جديد؟
روبوتات الذكاء الاصطناعي
قام علماء بتطوير خوارزمية متطورة، حققت إنجازاً غير مسبوق. سمحت فيه لروبوتات الذكاء الاصطناعي بمواصلة التعلم والتكيف مع الظروف الجديدة. كما يوضح البحث الذي نشر في موقع “نيور أي بي إس”، وتم تقديمه في ديسمبر كانون الأول عام 2023. تجربة مثيرة للاهتمام، يمكنها أن تساعد الذكاء الاصطناعي على التطور مع الوقت، من خلال نماذج “هيبيان”.
وذكرت مجلة “ساينس”، أن الباحثين في الدراسة وضعوا مجموعة من القواعد (الخوارزميات الرياضية) التي سمحت لروبوتات الذكاء الاصطناعي بمواصلة التعلم عند حدوث خلل يحيدها عن ظروفها المبرمجة سابقاً. وبدلاً من البقاء ثابتة والقيام بالأمور نفسها مراراً وتكراراً. تمكن الباحثون من جعل الروبوت يغير من خوارزميته بشكل ذاتي بناء على ما اختبره. مما سمح له بالتكيف.
وعادة ما تواجه الروبوتات صعوبة في التكيف مع الظروف الجديدة. إذ أن برمجتها تسمح لها بالتعامل مع مجموعة من الاستجابات المتوقعة مسبقاً. ولكن في هذه الدراسة رغب الباحثون بتطوير روبوت يتكيف ذاتياً بناء على الظروف الجديدة.
انظمة ذكية اكثر دقة وفاعلية
في تجربة قام بها العلماء اثنان من الروبوتات الذكية يتجولان في ساحة. أحدهما يحتوي على الخوارزمية الجديدة والآخر لا يحتوي عليها. ومن ثم قام الباحثون بإزالة قدم أمامية من كل روبوت. مما أجبرهما على شق طريقهما الخاص في معرفة كيفية المشي من جديد. فإن الذكاء الاصطناعي بالخوارزمية الجديدة تمكن من تعليم نفسه المشي مجدداً. أما زميله فسقط فوراً على ظهره.
النتائج تبشر بتطوير أنظمة أكثر دقة وفاعلية من خلال نماذج “هيبيان”. يمكن استخدامها على سبيل المثال، في ترجمة اللغات بشكل أكثر دقة، أو حتى قيادة سيارات سباق ألعاب الفيديو بشكل أكثر فاعلية.
وفي اختبار آخر، استطاع النظام الخاص للروبوت مع هذه الخوارزمية الجديدة القيادة بشكل أفضل بنسبة 20 في المئة من نظيره خلال سباق لعبة الفيديو.
ماهو الذكاء الاصطناعي
يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج. بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.
وخلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في هذه تقنية قفزات كبيرة، وتعد تقنية “التعلم العميق” أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.