بحث عن الزيادة السكانية والأمن الغذائي
ازداد الطلب على السلع الغذائية والمنتجات في جميع دول العالم وخاصة في ظل الظروف الحالية، إذ أثرت الزيادة على المنتجات بكافة أنواعها مثل اللحوم والنباتات والأسماك. وفي حال عدم قدرة الدولة على تلبية احتياجات مواطنيها من الغذاء، ستظهر العديد من المشاكل الخطرة من أبرزها انهيار الاقتصاد لأن الاقتصاد الجيد يعتمد على مواطنين أصحاء، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والمجاعات حول العالم.
الزيادة السكانية
تعرّف الزيادة السكانية على أنها عدم التوازن بين الموارد المادية والغذائية والخدمات في دول معينة من جهة وبين عدد سكانها من جهة أخرى. وبالتالي تقل فرص التعليم والعمل والمرافق الصحية ويتدنى مستوى المعيشة ويتأثر الاقتصاد بشكل كبير حيث أن الدولة تحاول توفير احتياجاتها الخارجية بالتالي ينخفض مستوى معيشة مواطني الدولة.
وبشكل عام، تعاني معظم الدول من اكتظاظ سكاني، وخاصة الدول النامية، حيث كانت نسبة 92% من الزيادة السنوية في العالم هي في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية.
القنبلة السكانية
وقد أصبح عدد السكان أو ما أصبح يُعرف بـ “القنبلة السكانية” مدعاة للقلق بشأن كفاية الموارد الغذائية بشكل خاص والاقتصادية بشكل عام. ولم تكن الزياردة السكانية في المناطق المذكورة آنفاً فحسب بل شملت جميع دول العالم إلا أن المناطق المذكورة هي الأكثر تضررراً لأن الموارد الاقتصادية لم تتحمل الزيادة السكانية، فبعد قياس عدد السكان في شباط/فبراير عام 2023، وجدوا أن عدد السكان يبلغ 7.77 مليار نسمة وهو عدد ضخم جداً.
ورشة صغيرة
ومن الجدير بالذكر أن هذه المشكلات تحصل في الدول النامية فحسب، إذ إن الدول المتقدمة قادرة على استغلال الزيادة السكانية لصالحها حيث يكون كل منزل هو ورشة صغيرة يصنع به منتج معين وتتكفل الدولة بتسويقه مما يساهم في توفير الغذاء والموارد المطلوبة.
فعلى سبيل المثال، يوجد في الصين (وحسب آخر إحصائيات جرت في شباط/فبراير عام 2023) مليار ونصف نسمة إلا انها استطاعات استثمار هذا العدد السكاني في زيادة مواردها الغذائية.
أسباب الزيادة السكانية
للزيادة السكانية أسباب عدة، أبرزها:
الزواج المبكر الذي مازال عادة اجتماعية سائدة في بعض مناطق العالم، وهو أمر يترتب عليه زيادة عدد المواليد.
تعدد الزوجات.
تحسن الرعاية الصحية وخاصة في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الذي ظهر في القرن العشرين، حيث أدى إلى التوسع في علاج الأمراض الخطيرة والمزمنة مما قلل من معدل الوفيات.
الزيادة الكبيرة في معدل الهجرات من مناطق إلى أخرى، وخاصة بسبب الحروب الدامية التي يشهدها العالم.
قلة الوعي بشأن تحديد النسل والصحة الإنجابية.
العلاقة بين الزيادة السكانية والأمن الغذائي
حالياً، يعاني واحد من كل 9 من سكان العالم من نقص مزمن في التغذية بسبب الزيادة السكانية ونقص الغذاء.
أي بحسب الإحصائيات، يوجد 840 مليون شخص في العالم يعانون من سوء الغذية ويوجد مليار شخص في العالم لا
يملكون الحاجات الأساسية للعيش ويعيش 1.3 مليار شخص في العالم بأقل من دولار واحد يومياً
وقد كشفت الأمم المتحدة في تقاريرها عن تناقضات كبيرة في نهاية القرن العشرين، إذ يتمتع بعض الأشخاص
بالنصيب الأكبر من المعرفة والثروة والإنتاج، ويعاني البعض الآخر من سوء التغذية والإنتاج ويموت بعضهم من
الجوع والمرض بسبب الجهل. بحيث تبين أن 20% من السكان يمتلكون 86% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
حل مشكلة الزيادة السكانية
لا بد للدول التي تعاني من زيادة سكانية تؤثر على الاقتصاد والغذاء من اتخاذ خطوات وإجراءات للحد من هذه
المشكلة، وللتقليل من الأضرار والآثار الخطيرة الناجمة عن الزيادة المبالغ بها في السكان.
من أبرز تلك الإجراءات:
نشر الوعي حول أهمية تحديد النسل وتنظيم الإنجاب وعدد أفراد الأسرة وخاصة في المجتمعات النامية ودول العالم الثالث.
تعزيز برامج التنمية المستدامة التي تستهدف النهوض بالقطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والقانونية
والخدماتية بصورة تضمن استيعاب الزيادة قدر الإمكان، ومحاولة إيجاد فرص عمل والحد من البطالة من خلال
تشجيع الاستثمار وفتح الباب أمام الريادة تجنباً للمشاكل.
التسخير الحكيم للموارد المتوافرة بما يضمن أقصى استفادة منها. مثلاً، يمكن استغلال الأراضي الفارغة من أجل
زراعتها، ويمكن تحلية المياه المالحة من أجل معالجة أزمة شح المياه.
تحقيق التنمية البشرية مما يحد من خطورة هذه الظاهرة وذلك عن طريق تطوير معرفة الأفراد وتحسين قدراتهم ومهاراتهم.