سواء أكنت من المسوقين المحترفين، أو صاحب عمل يتطلع إلى البدء بالتسويق عبر الإنترنت، أنت بحاجة إلى التمتع بمجموعة من الصفات والمعايير المعينة لتتمكن من اقتحام سباق المنافسة المستمر في هذا المجال. وعلى الرغم من أن البعض ممن يتّبعون هذا المجال يولدون متمتعين بمجموع الصفات هذه، إلا أن البعض الآخر يتمكن ببعض التدريب والتجريب من صقل شخصيته لتتناسب مع معايير المسوق الإلكتروني الناجح ليؤسس لنفسه في هذا المجال.
وانطلاقًا من أهمية التعرف والاطلاع على هذه المعايير، وإدراك خفاياها، نقدم في مقالنا هذا موجزًا عن أهم صفات المسوق الإلكتروني الناجح. بالإضافة إلى ذلك، نورد توضيحًا سريعًا لمصطلح التسويق الإلكتروني، ومهام المسوق الإلكتروني عمومًا.
ما هو التسويق الإلكتروني
يشار إلى التسويق الإلكتروني بمصطلح التسويق عبر الإنترنت أيضًا. ويستخدم هذا النوع من التسويق التقنيات القائمة على شبكة الإنترنت لبناء العلامة التجارية، وتوسيع نطاق الأعمال التجارية، ومساعدة الشركات على خلق وتلبية احتياجات العملاء.
وقد ازدادت الحاجة إلى التسويق الإلكتروني نتيجة تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهاتف المحمول، وغيرها من تقنيات الاتصالات الرقمية. على سبيل المثال، على مدى العقد الماضي، تزايد عدد الساعات التي يقضيها البالغون على شبكة الإنترنت لأكثر من الضعف في الولايات المتحدة. وبلغ متوسط عدد ساعات استخدام الإنترنت لكل فرد 20.5 ساعة أسبوعية. وهو الأمر الذي دفع إلى تغيير طبيعة التسويق، ودفع بالمختصين إلى استدراك هذا التطور وإعماله لمساعدتهم.
أهمية التسويق الإلكتروني
تكمن أهمية التسويق الإلكتروني في مجموعة من الفوائد التي يوفرها، والتي تتضمن:
- تمكين شركتك من المنافسة على الصعيد الدولي.
- توفير مجموعة من منصات الوسائط لنشر منتجاتك وخدماتك، والتعريف بعلامتك التجارية.
- توفير الفرص لثقيف العملاء حول أعمالك ومنتجاتك، وإتاحة الفرصة لهم لمشاركة أفكارهم معك.
- الحصول على ملاحظات العملاء الحاليين والمحتملين في الوقت المناسب.
- توسيع نطاق أعمالك.
- إيرادات أكبر.
- يوفر قياسًا دقيقًا لحملاتك التسويقية.
من هو المسوق الإلكتروني
بشكل عام، المسوق الإلكتروني هو المسؤول عن استخدام القنوات الرقمية للحصول على عملاء محتملين، وبناء الوعي بالعلامة التجارية. وتشمل مجموعة القنوات الرقمية هذه:
- مواقع الشركة.
- وسائل التواصل الاجتماعي.
- محركات البحث.
- البريد الإلكتروني.
- الإعلانات الصورية عبر الإنترنت.
- مدونات الشركات.
وعلاوة على ذلك، يتوجب على المسوق الإلكتروني استخدام مجموعة من التحليلات القابلة للقياس لتحديد نقاط الضعف وإيجاد طرق لتحسين الأداء عبر هذه القنوات. أي أنه يكون مسؤولًا عن أحد أو جميع جوانب الاستراتيجية الرقمية للشركة. وعادة ما تفضل الشركات الصغيرة تعيين مسوق إلكتروني واحد، في حين يمكن للشركات الكبيرة توزيع المسؤوليات على فريق كامل من المسوقين.
مهام المسوق الإلكتروني
بشكل دقيق، يكون المسوق الإلكتروني مسؤولًا عن كل من المهام التالية:
- التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي: الذي يتمثل في إنشاء المحتوى الأصلي للترويج لمنتجاتك وعلامتك التجارية عبر منصات التواصل الاجتماعي كافة الخاصة بشركتك.
- التسويق الداخلي: ينطوي فيه عمل المسوق الإلكتروني على العمل على موقع الشركة لجذب وإشراك وتحويل العملاء المستخدمين. وعادة ما يتضمن ملء الموقع بنوع المحتوى المهم والذي يروق للعملاء الذين تتجه الشركة إليهم في خطتها التسويقية.
- التسويق عبر البريد الإلكتروني: وهي الطريقة الأكثر شيوعًا لتقوية العلاقة مع العملاء الحاليين، واطلاعهم على التحديثات، وتعزيز مستوى تفاعلهم مع العلامة التجارية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التسويق عبر البريد الإلكتروني في استقطاب العملاء المحتملين من خلال حملة مستهدفة ومنخفضة التكاليف.
- العلاقات العامة: التي يشارك فيها المسوق الإلكتروني بتغطية المنشورات وإعداد فريق من الكتاب لكتابة المقالات، أو التفكير في مقالات للمدونات أو المجلات عبر الإنترنت. كما يوجه المسوق الإلكتروني اهتمامه هنا نحو المقابلات والبودكاست والصحف الرقمية للتعريف بالشركة؛ وهو ما يزيد الوعي بالعلامة التجارية.
- إعلانات الدفع لكل نقرة (PPC): وهو النهج الذي يتم فيه الدفع مقابل الإعلانات للحصول على عملاء محتملين من شتى الفئات. ويتطلب من المسوق الإلكتروني وضع استراتيجية مدروسة بعناية ومنظمة لضمان وصول الإعلان إلى العملاء المحتملين، وليس العملاء العشوائيين.
- التحليلات والتقارير: تتطلب جميع الاستراتيجيات آنفة الذكر من المسوق الإلكتروني إعداد تقارير وتحليلات لمعرفة نسبة النجاح، والوقت الذي استغرقته كل حملة وغيرها. كما يتوجب على كل مسوق البحث في تفاصيل الحركة الرقمية والكلمات المفتاحية والصور الأكثر فعالية لجذب الجمهور، وما إلى ذلك.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه الاستراتيجيات لا يمكن أن تقوم بمعزل عن بعضها البعض. لذا يقوم المسوق الإلكتروني بتقييم كل من هذه القنوات بالاعتماد على الأخرى.
كما قد يساعد المسوقون الإلكترونيون في إدارة علاقات العملاء عبر القنوات الرقمية، والتواصل معهم لمعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم. مما يساعد المسوق على التعرف على العملاء المستهدفين ورغباتهم وأولوياتهم. وللقيام بكل هذا يعتمد المسوق على العديد من المهارات والأدوات اعتمادًا على الشركة وأهدافها.
معايير المسوق الإلكتروني الناجح
يجب على كل مسوق إلكتروني التحلي بمجموعة من المعايير والصفات ليتمكن من تحقيق النجاح له وللشركة التي يعمل معها. ومن أبرز هذه المعايير:
- القدرة على التعامل مع الأحاجي وفك شيفراتها: ونعني بالأحاجي مجموعة الأعمال التي تواجهه فيما يخص تحسين محركات البحث، والبحث عن الكلمات المفتاحية، وبناء الروابط، وتجربة المستخدم، والتكامل بين مختلف قنوات التواصل الاجتماعي؛ والتي تتطلب بدورها ربطًا وفق استراتيجية متكاملة ومنظمة.
- الصبر: إذ يتطلب التسويق الإلكتروني العمل لوقت طويل لتحقيق النتائج خلال الأشهر أو السنوات التالية. فلا توجد حلول سريعة عندما يتعلق الأمر بالتسويق الإلكتروني، بل عليك أن تكون مستعدًا للعمل باستمرار دون كلل لتحقيق هدفك.
- الاستمرار في التعلم: فعادة ما تتغير معايير محركات البحث، وخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي. لذا لتصبح مسوقًا إلكترونيًا ناجحًا عليك البقاء على اطلاع على أخبار هذه التحديثات. بالإضافة إلى متابعة أخبار الصناعة، وحضور المؤتمرات، والتواصل المنتظم مع زملائك في مجال التسويق الإلكتروني.
- أن تكون جديرًا بالثقة: فلا تبدأ الحملة الإلكترونية باعتماد منشورات كاذبة، أو ترويج صارخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو الادعاء الكاذب بميزات معينة لا تمتلكها المنتجات.
- الإدارة الجيدة: يعلم معظم مسوقو الإنترنت بضرورة الاستعانة بمصادر خارجية أو تفويض بعض الأشخاص لمهام تسويقية معينة. لهذا السبب عليك امتلاك مهارات إدارية كبيرة لقيادة الفرق التسويقية، والقدرة على تحفيز المحيطين لمساعدتك في تحقيق أهدافك.
- الاهتمام بالزبائن: إذ يتوجب على كل مسوق إلكتروني الاهتمام بتجربة المستخدم كونها مهمة لتلبية توقعات العملاء وزوار المواقع وبناء علاقات طويلة الأجل معهم.
- التواصل الجيد: إذ يعتبر التواصل الجيد من أبرز المعايير التي يجب أن يتحلى بها المسوق الإلكتروني الناجح، ليتمكن من نقل أفكاره وتوقعاته بوضوح ومهنية إلى العملاء وأعضاء الفريق.
- القدرة على حياكة القصص: فالقدرة على تصور وتوضيح القصة وراء علامتك التجارية تعتبر سمة مهمة لزيادة ثقة العميل.
وهكذا نجد أن معايير المسوق الإلكتروني مختلفة ومنوعة بشكل كبير. إلا أنها تصب في مجموعها في تكوين شخصية طموحة وواثقة من قدراتها، لتتمكن من إقناع الجمهور بالعلامة التجارية أو المنتج.