ماهو التسويق بالمحتوى وأساسيات الدخول لمجال التسويق بالمحتوى، أصبح التسويق الإلكتروني أو ما يُطلق عليه بالتسويق الرقميّ طاغيًا على التسويق التقليدي الذي يقتصر على حمل حقيبةٍ مليئٍة بالبضاعة وفردها أمام المحلات والزبائن وغيرها، فمع تطور التكنولوجيا ودخول الأنترنت في جميع مجالات حياتنا أصبحت السلع والخدمات مُنتشرة على جميع مواقع التواصل الاجتماعي؛ والتي يمكن للزبون أن يبحث عنها في لمح البصر وذلك بكبسة زر.

ومن أحد أنواع التسويق الإلكتروني الشائع في وقتنا الحالي هو التسويق عبر المحتوى فمن المعروف عن هذا النوع أنّه يستطيع التعبير عن هوية العديد من الشركات والترويج عنها، وبناء اسمها في السوق، وأيضًا يعتبر من أحد أقوى اساليب التسويق التنافسية.

تعريف التسويق عبر المحتوى (Content Marketing)

ألم تصدف عند تقليبك في احد مواقع الأنترنت، أو التواصل الاجتماعي كالفيس بوك أو الانستجرام وغيرهما بمقالٍ يتحدث عن أفضل ألعاب الفيديو لعام 2019مثلًا؟ ستثير هذه المقالة بأسلوبها حماس المستخدم ليذهب ويشتري احد اللعاب المذكورة، أو مثلًا عند مشاهدك لمسلسلٍ تلفزيوني معين ستلاحظ أنّ جميع من في المسلسل يحمل نفس نوعية الهاتفٍ المحمول ليجذب انتباه المشاهد ويحفزه على شراء هذه السلعة، كما قد يلفت نظر بعض المشاهدين نوعية ساعة البطل، أو ماركة الملابس التي يرتديها وغيرها. ومن هنا يمكننا وضع تعريفٍ للتسويق عبر المحتوى بأنّه أيّ نهج تسويقي استراتيجي مجانيّ يقوم بنشر محتوى قيّم وهادف، ومتسق أكان مسموعٌ أو مقروء؛ بهدف التسويق للسلع والخدمات بمختلف الأنواع وبطريقةٍ غير مباشرة. فعندما تقوم شركةٍ ما بإنتاج وتوفير محتوى تعليمي أو ترفيهي للعميل وبشكلٍ مجاني؛ فإنها تحقق قاعدة تقديم الفائدة قبل الاستفادة، مما يسل على العميل أو المستفيد قرار الشراء دون تردد، كما تميز الشركة نفسها عن باقي الشركات المنافسة الذين لا يقومون إلا بعمليات البيع.

سبب إطلاق التسويق بالمحتوى…وما هي أهميته؟

بُنيت فكرة التسويق بالمحتوى بأسسٍ متطورة لتخرج كليًا عن أساليب التسويق التقليدية التي أصبحت شبه باليه في وقتنا هذا، ففيما سبق كانت الأمور في مجال التسويق أسهل وأبسط مما هو عليه الآن، كما كانت الشركات قادرة على تحقيق نسبٍ عالية من المبيعات فقط بالاعتماد على الحملات التسوية التقليدية المتمثلة غالبًا في الحملات الاشهارية.

ولكن الآن تَغير كلّ شيء في أغلب الصناعات والمجالات بسبب زيادة، وحدة المنافسة بين الشركات؛ والتي أدت فيما بعد إلى ولادة فن التسويق بالمحتوى وخاصة في الدول المتقدمة. فبالاعتماد على هذا النوع من التسويق حققت الشركات مجموعة متنوعة من الأهداف التسويقية بما فيها:

  • زيادة نسب الوصول المجاني (Organic reach).
  • تعريف الزبائن بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة وطريقة استخدامها.
  • تحسين نسب التحويل وزيادة عدد المبيعات.
  • بناء علاقة متينة مع العملاء وكسب ثقتهم.
  • نشر الوعي بالعلامة التجارية.
  • تقليص وتقليل التكاليف التسويقية على المدى البعيد.

أنواع تسويق المحتوى

من التعاريف الشائعة عن التسوق بأنه أيّ محتوى يضيف قيمة حقيقية للمستهلك ويرتبط بشكل سلعةٍ أو خدمة، وهذا المفهوم لا يختلف مطلقًا عن التسويق الإلكتروني. لذلك إلك عزيزي القارئ بعض الأمثلة عن التسويق عبر المحتوى:

الكتب الإلكترونية

 يعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعًا لدى المواقع المتخصصة بالتسويق، فقد يتم جمع كلّ المعلومات عن السلعة أو الخدمة بشكلٍ مفصلٍ ومنظم بهذه الكتب، من أهم ميزات هذه الكتب أنّها مجانية تحتوي على معلوماتٍ قيمة وتعليمية تستطيع جذب العديد من العملاء والزبائن وتشجيعهم على زيارة الروابط المُدرجة في هذه الكتب.

وإذا كنت تبحث عن وسيلة للتسويق بالمحتوى ففرصتك الآن لتصنع كتابك الإلكتروني المجاني الخاص، وملئه بالمعلومات المفيدة والتي تجعل القارئ ينجذب إلى محتوى كتابك.

المقاطع المرئية

 ستلاحظ عن فتحك لمقطع فيديو على اليوتيوب سيظهر لك إعلان قبل بدء تشغيل الفيديو يُطلق على هذه الفيديوهات بسلسلة “will it bend”، هذا الإعلان يعتبر أحد أنواع التسويق بالمحتوى. حيث تعتبر هذه الفكرة من أبسط الفكر وأنجح الحملات الإعلانية التي يتم عرضها على الأنترنت. يمكنك استخدام هذا الأسلوب في خطواتك الأولى لتعلم التسويق بالمحتوى.

البودكاست

أنتشر هذا النوع مع انتشار المواقع المتخصصة بالسمعيات مثل “Sound cloud”، قد يبدو هذا للوهلة الأولى غريبًا بعض الشيء ولكن يقوم هذا النوع بتثقيف مدار المستمع عن المنتج أو الخدمة بطريقةٍ مختلفة.

يمكنك استخدام هذا النوع كوسيلةٍ جديدة ورائعةٍ للتواصل مع زوار موقعك والمهتمين به، كما يمكنك استضافة بعض المشاهير والمؤثرين الذين يثق الناس بآرائهم، وبهذا ستبني بناءً متينًا لموقعك.

التسويق بالمحتوى وأساسيات الدخول لمجال التسويق

تستطيع أيّ شركة أو أي فرد ممارسة التسويق بالمحتوى، وقد تختلف الاستراتيجيات المتبعة من قِبل كل منهم مختلفةً من مجالٍ إلى آخر، ومن شركةٍ إلى أخرى.

بدايةً أو يمكن أنّ نقول كخطوةٍ أولى لتبدأ بعملية التسويق بالمحتوى يجب أنّ تنظر إلى نقطتين مهمتين وهما: الأهداف التسويقية والميزانية المخصصة لهذا النوع من العمل.

كما توجد بعض النقاط يجب أنّ تعرفها قبل دخولك لباب التسويق بالمحتوى وهي:

  • تعتبر المثالية من أحد العناصر المكونة لعملية التسويق بالمحتوى، ولكن قد تجدها بض الشركات غير مهمة في نظرها نظرًا لتكاليفها المرتفعة ومجهودها الكبير.  وفي بعض الأحيان قد نجد بأن تنفيذ بعض الأنشطة أمر خارج عن نطاق قدرة الميزانية المخصصة للتسويق بالمحتوى، في هذه الحالة يمكن التضحية ببعض الجودة أو المثالية، والاكتفاء بالبساطة لتحقيق أهداف التسويق.
  • يجب أنّ يتحلى المسوق بالمحتوى بالصبر والبال الطويل؛ وذلك لأن اعماد هذا النوع من التسويق يعتبر لعبةً طويلة الأمد، فقد لا تحصد الشركة أو الفرد على نتائج بعد الشهر الأول من بدء العمل؛ بلّ يجب استغلال هذا الوقت لتحديد الأهداف التي يجب أنّ يأخذها المسّوق بعين الاعتبار واكتشاف الثغرات ومحاولة سدها والتطوير من عمله.
  • التخلي عن باقي طرق التسويق واعتماد التسويق بالمحتوى كاستراتيجية التسويق الأساسية قد يعتبر قرارًا متهورًا  وغير حكيم؛ خصوصًا إذا كان هذا الاعتماد يتم لأول مرة. فقد يمكننا وصف التسويق بالمحتوى بأنه ليس سوى دعم للجهود التسويقية التي اعتمدت من قبل.

استنتاجًا للنقاط السابقة يجب أن يتم تبني عملية التسويق بالمحتوى بشكلٍ تدريجي؛ وبعد بدء النتائج بالظهور والتأكد من فعالية العمل يمكن تزويد الميزانية المخصصة له والاعتماد عليه في نطاقٍ واسع إلى أنّ تتخذ كاستراتيجية التسويق الأساسية بالشركة.

خطوات البدء بعملية التسويق بالمحتوى

كأي خطوةٍ للبدء في مشروعٍ ما هي تحديد الأهداف، فللبدء بعملية التسويق بالمحتوى يجب على المسّوق أو الشركة تحديد الأهداف التسويقية التي تعتبر رأس خيط نجاح خطة العمل. كما يمكن ترتيب الأفكار ووضع الاهداف أمام أعين صاحب العمل بتدوينها كما يلي:

  1. زيادة المبيعات.
  2. زيادة التفاعل مع الفئات المستهدفة.
  3. نشر الهوية التعريفية بالعلامة التجارية.
  4. تحسين نسب التحويل….وغيرها.

وفي النهايةً الهدف الموحد لجميع الشركات وأصحاب العمل هو تحقيق المبيعات وجمع عملاء جدد.

الخطوة الثانية تتمثل في أشكال التسويق بالمحتوى، وكيفيه نشرها، مثل:

  • شبكات التواصل الاجتماعي.
  • إعلان البحث مثل إعلانات جوجل.
  • حملات البريد الإلكتروني.

عند بدء المشروح بتحقيق الأرباح، سيصبح هدف الشركة التالي هو زيادة عدد التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل على زيادة متابعيهم بشتى الوسائل. كما يمكن التنويع بين وسائل الترويج التي تستخدمها الشركة بمختلف الأنواع التي ذكرتها سابقًا.