تمر دودة القز بمراحل متعددة قبل الوصول إلى مرحلة تصنيعها للحرير. ومن هنا تكمن أهميتها الاقتصادية والصناعية الكبرى. ولابدّ من الإشارة هنا إلى دخول خيوط الحرير في مجال صناعة الأقمشة والألبسة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على مستوى المردود الفردي والنّاتج المحلّي. لذلك من المهم التعرف على دودة القز المسؤولة عن تصنيع الحرير، ومراحل نموها لننتقل بعدها إلى كيفيّة تصنيعها الحرير وصولًا إلى مميّزاتها. كل هذا ستجده ضمن سطور مقالنا هذا.

دودة القز المسؤولة عن تصنيع الحرير

إنّها عبارة عن نوع من أنواع الديدان، التّابعة لفصيلة المفصليّات. ويعود سبب إطلاق هذا الاسم عليها إلى اليرقة المسؤولة بشكلٍ أساسيٍ عن إنتاج الحرير. وتنحدر هذه الفصيلة من الصّين. دُجنت هذه الدودة وعدلت جينيًّا بهدف تصديرها إلى كافّة دول العالم. مع العلم تتمّ عمليّة التّهجين من خلال الاستعانة ببعض جينات العنكبوت.
وتتغذّى دودة القز من أوراق نبات التّوت بالإضافة إلى أوراق شجر البرتقال. ويُعتبر الحرير الذي تصنعه دودة القزّ المُدجّنة أكثر جودة من ذلك الذي تنتجه الدّودة البريّة، حيث يتميز مرونته وقوّته.

مراحل نمو دودة القز

تمر دودة القز بعدّة مراحل نوجزها وفق الآتي:

  • مرحلة البيض: تضع الفراشة ما بين 300-400 بيضة دفعة واحدة. تبقى بيوض الفراشة في فترة سبات حتى حلول فصل الربيع. بالإضافة إلى ذلك تبدأ أوراق التّوت بِالنُّمُوِّ في الوقت عينه. وتثبت الفراشة البيض الأزرق اللّون على سطحٍ مستوٍ، بواسطة مادةً صمغيةً تفرزها.
  • مرحلة اليرقات: تخرج اليرقات من بيوتها بعد ستّة أسابيع من وضعها، حيث يبلغ طول اليرقة سبع سنتيمترات ونصف. وتتغذى اليرقات بشكلٍ أساسيٍّ من أوراق التوت والبرتقال. الذي يفرمها المربّي إلى شرائح بواسطة السكّين أو باستخدام آلة خاصّة ليقدّمها بعد ذلك لليرقات أربع مرّات في اليوم. ويزداد عدد الشرائح موازنة مع زيادة عمر اليرقة. تمتاز اليرقات بلونها الرّماديّ المائل إلى الأصفر أو الرّماديّ الدّاكن. هذا بالإضافة إلى مرورها بأربع فترات صيام تمتنع خلالها عن الطّعام والحركة. وتستمرّ هذه الفترة من يوم إلى يومين. ومن الجدير ذكره أنّ أجود أنواع الحرير هو الذي تنتجه يرقات دودة القز التي تتغذّى من أوراق التّوت الأبيض.
  • مرحلة الشّرنقة: تنسج كل يرقة الحرير حول نفسها مكونةً شرنقة. وتبقى في داخلها بحالة خمولٍ لمدة أسبوعين. حيث تتحوّل الشّرنقة إلى فراشة. ولابدّ من الإشارة إلى أنّه في هذه المرحلة تصنع دودة القز الحرير.
  • مرحلة الفراشة: تمزق الفراشات بشرنقاتها. وعند خروجها من الشرنقة ينقطع الخيط الحريري الذي نسجته. تختلف كل فراشة في لونها وحجمها ونوعها. ومن الجدير بالذكر أنّ عمر الفراشة قصير ولا يمتدّ أكثر من عدة أيّام. حيث تضع الفراشة بيضها وتموت فورًا.

كيف تصنع دودة القز الحرير؟

يصنع الحرير في المزارع التي تربّى فيها يرقات القز. تتمتّع اليرقات النّاضجة بوجود غدّتين ضخمتين بجانب عيناها تقوم من خلالها بفرز ألياف طويلة على شكل خيوط. هذا بالإضافة إلى اتّصال هذه الخيوط مع بعضها البعض بواسطة صمغ السيريسين. ويدعى أيضًا بخيط الحرير الخام. يمتاز الخيط الذي تلفّ به اليرقة نفسها بطوله حيث يتراوح بين 600 و900 متر.
ويقتل المربّي الشّرنقات من خلال وضعها في الماء السّاخن أو عن طريق تعريضها للبخار السّاخن بهدف الحفاظ على خيوط الحرير، والتخلّص من الطّبقة الصمغيّة، وجعلها أنعم وخالية من التُّربة. بالإضافة إلى ذلك يعمد المربّي إلى تهجين دودة القز ببعض جينات العنكبوت للحصول على خيوط أكثر متانة ومرونة وقوّة.

مميزات دودة القز

تتمتع دودة القز بمميزات عدّة نوجزها وفق الآتي:

  • القدرة على تصديرها إلى مختلف بلدان العالم بعد تهجينها.
  • تعد دودة القز من أهمّ الحشرات النّافعة للطّبيعة، والتي تحتاج لرعاية خاصّة من الإنسان خاصّةً عند الانتقال من مرحلة الى أخرى.
  • إنّها المصدر الأساسيّ لصناعة أجود أنواع الحرير وأغلاها. بالإضافة إلى ذلك يمتاز خيطها بطوله حيث يتراوح بين 600 و900 متر.
  • يبرز نشاطها في فصل الربيع، حيث تضع الفراشة ما يقارب من 300 إلى 400 بيضة دفعة واحدة.

منذُ القِدَم وحتّى يومنا هذا برزت الأهمية الاقتصادية لإنتاج خيط الحرير. وتعتبر الصّين من أكثر الدّول اهتمامًا بهذه الصّناعة، ونظرًا لهذه الأهمية كان لابد من التعرف على معلومات تخص كيفية صنع دودة القز للحرير الطبيعي.