الكثير من الناس لا يعرف كمية الذهب المسموح السفر بها من العراق، ولاشك أن هذا المعدن الثمين دائمًا ما تدور حوله الاهتمامات والمبادلات التجارية. علاوةً على ذلك فقد لعب دورًا هامًا في عدة مجالات كالعلاقات الاقتصادية الدولية والمحلية وخصوصًا أن العراق من الدول الغنية بالثروات النفطية التي هي أساس القطاع الاقتصادي، مما دفع بالبلدان لإصدار القوانين التي تجعل من عملية نقله أو بيعه عملية مراقَبة ومدروسة. وفي هذا الوقت أصبح الذهب هو المحور الأساسي للتطور في كافة المجالات. كيف أصبح من أهم المعادن وأثمنها؟ هناك عوامل تؤثر على سعره ونسبة تداوله مثل أي سلعة أخرى فما هي هذه العوامل؟ سنتكلم في هذا المقال عن وزن الذهب المسموح السفر به من العراق، وما هي ضوابط نقل الذهب والأموال من وإلى العراق، وما هي العوامل المؤثرة على سعره، وماهو الهدف من وضع الضوابط لهذا المعدن الذي من الممكن أن نسميه سيّد المعادن.
كمية الذهب المسموح السفر بها من العراق
في عام 1983 أصدر العراق القانون التشريعي رقم (78) وأسماه بـ قانون تنظيم حركة الذهب من وإلى العراق ويتضمن هذا القانون عدة مواد متعلقة فيما يخص وزن الذهب المسموح السفر به من العراق، وفق التالي:
المادة رقم (1):
- يجوز لأي شخص عراقي مقيم أو غير مقيم إدخال الذهب إلى العراق. وذلك لأغراض الاستعمال الشخصي بما لا يتجاوز وزنة الـ 250 غرام، وما زاد عن ذلك يدفع عنه رسم جمركي بنسبة تبلغ 35% من قيمة الذهب المنقول.
المادة رقم (2)
- يسمح للشخص العراقي غير المقيم بإخراج الذهب المشغول من العراق، في حال كان قد صرَّح عنه عند إدخاله، وذلك ضمن الحدود المسموح بها للاستعمال الشخصي المشار إليها في المادة الأولى.
- يسمح للعراقي المقيم بإخراج مصوغات ذهب شخصية معه عند سفره إلى خارج العراق، بما لا يزيد عن 100 غرام، وذلك بشرط التصريح عنه عند السفر وإعادتها عند العودة.
المادة رقم (3)
- يسمح لغير العراقي بإدخال الذهب المشغول لأغراض الاستعمال الشخصي، على ألا يزيد وزن الذهب عن الـ 250 غرام للشخص الواحد، شريطة أن يتم التصريح عنه عند الدخول. ولا يجوز له إدخال الذهب غير المشغول.
- يعتمد التصريح المذكور في الفقرة ( 1 ) من هذه المادة أساسًا للسماح لغير العراقي بإخراج الذهب المذكور عند مغادرته للعراق.
المادة رقم (4)
- تخضع حالات إدخال الذهب بشكل مخالف لأحكام هذا القانون إلى العقوبات المنصوص عليها في قانون
البنك المركزي العراقي، وقانون الجمارك، وأي قانون آخر لا تتعارض أحكامه مع أحكام هذا القانون. - يعاقب كل من خالف أحكام المادة الثانية من هذا القانون، بالحبس لمدة لا تقل عن سنة ميلادية أو بغرامة لا تزيد عن “عشرة آلاف دينار” ولا تقل عن “خمسمائة دينار” أو بكلتا العقوبتين. مع مصادرة كميات الذهب المخالفة.
- بالإضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في القوانين النافذة، يحكم بمصادرة الذهب الذي يضبط بحيازة غير العراقي خلافًا لأحكام المادة الثالثة من هذا القانون.
المادة رقم (5)
تنظر محكمة الجزاء المشكّلة بموجب قانون تنظيم التجارة رقم 20 لسنة 1970، في الجرائم المشمولة بهذا القانون.
ضوابط نقل الذهب من العراق
يتم التصريح عن الأموال والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة وفق استمارة تصريح، وينطبق ذلك على:
- النقود التي تزيد عن (١٠٠٠٠) عشرة آلاف دولار أمريكي أو ما يعادلها بالعملات الأخرى.
- الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة إذا تجاوزت قيمتها الـ (١٠٠٠٠) عشرة آلاف دولار أمريكي.
- الأدوات المالية القابلة للتداول لحاملها أو تنقل داخل وخارج العراق من خلال شخص أو خدمة بريدية أو خدمة شحن أو أي وسيلة اخرى، والتي تتجاوز قيمتها الـ (١٠٠٠٠ عشرة آلاف دولار أمريكي).
- الأحجار الكريمة التي تزيد قيمتها عن الـ (10000 عشرة آلاف دولار أمريكي).
- تنطبق هذه الضوابط على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ ١٨ سنة. أما من لم يتخطى الـ ١٨ سنة يجب أن تضاف أموالهم إلى الحد المسموح لولي الأمر.
- يُحصَر إدخال وإخراج العملة العراقية من وإلى العراق إلا ضمن الحدود المسموح بها وهي (٢٠٠٠٠٠ مئتا ألف دينار عراقي). وفي حال نقل مبلغ أعلى من المبلغ المسموح به عن طريق أي وسيلة نقل يتم حجز المبلغ الذي يفوق الحد يتم ملئ استمارة التصريح، وإرسالها إلى مكتب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
- يمنع إدخال وإخراج مبالغ تزيد عن “المليون دينار عراقي”، حتى وإن تم التصريح عنها ويتم حجز المبلغ وتتخذ بحقه الإجراءات القانونية.
متى يتم الحجز على الذهب في مطار العراق
- في حال عدم تصريح المسافر واكتشاف أموال تفوق الحد المسموح به أعلاه أو اعطاء معلومات غير حقيقية بشأنها. وينبغي على موظفي الجمارك التحري عن أسباب عدم وجود أسباب فعلية مقنعة، وفي حالة وجود أسباب مقنعة وعدم وجود اشتباه يتم ملئ استمارة التصريح وإطلاق سراحه.
- وجود دلائل كافية للاشتباه في أن الأموال متحصلة من جريمة أصلية أو جريمة غسل أموال أو تمويل إرهاب أو معدّة لذلك.
- يصدر مكتب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب توصية برفع الحجز عن المحجوزات، وذلك في حالة وجود معززات تؤكد سلامة المحجوزات، أو إحالتها للقضاء خلال سبعة أيام من تاريخ تبلغه بالقرار، ويتم إعلام الهيئة الجمركية بذلك.
- يجب التصريح عن المبالغ النقدية والأدوات المالية القابلة للتداول والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة الصادرة والواردة بأي طريقة كانت.
للاطلاع على نص قانون التصريح عن الأموال والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة في العراق من هنا.
طريقة التصريح عن الذهب في العراق
يقوم المسافرون بالتصريح لدى هيئة الجمارك في المطار أو في المنافذ الحدودية في جمهورية العراق. وذلك وفق نموذج الاستمارة الملحقة بالضوابط المذكورة أعلاه. إذ يتم ملئ استمارة التصريح ليصار إلى إرسالها إلى مكتب مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وذلك لدراستها. ففي هذه الاستمارة جميع المعلومات المتعلقة بالذهب أو المال المراد السفر به. مثل مصدر هذا الذهب أو الأموال، وسبب إخراجها لتعود مع الموافقة أو عدمها، وذلك وفقًا للأسباب والمعلومات المذكورة في الاستمارة.
تأتي هذا العملية بغية الحد من مخاطر نقل الأموال والذهب إلى خارج البلاد، واستغلال ذلك في عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
أسعار الذهب اليوم في العراق
- سجّل سعر غرام الذهب في العراق من عيار 24 في العراق نحو 85.394 ألف دينار أي (58.49دولار).
- وسعر غرام الذهب من عيار 21 في العراق نحو 74.721 ألف دينار أي (51.18دولار).
- كما بلغ سعر غرام الذهب من عيار 18 نحو 49.813 ألف دينار أي (34.12دولار).
- كما سجل سعر أونصة الذهب في العراق خلال التعاملات المبكرة نحو 20655 مليون دولار أي (1819دولاراً).
- وسعر الجنيه الذهب في العراق نحو 597.769 ألف دينار أي (409.68 دولار).
- وسعر غرام الذهب من عيار 14 نحو 49.813 ألف دينار أي (34.12دولار).
للاطلاع على أسعار الذهب مقابل الدولار هنا.
عوامل مؤثرة على سعر الذهب في العراق
إن ارتفاع سعر الذهب يعتمد على عدة عوامل، ومن هذه العوامل بشكل أساسي هي:
- قرارات البنوك المركزية: بما يتعلق بأسعار الفائدة والتضخم على أسعار المعادن الثمينة، وبالتالي إن ارتفاع نسبة التضخم وانخفاض أسعار الفائدة تجعل من الذهب معدن أكثر تكلفة.
- أسعار الصرف: ذلك لأن الدولار على علاقة عكسية مع الذهب، فضعف الدولار يؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب.
- العرض والطلب على الذهب: إذ أصبح استخراج الذهب مكلفًا بسب ندرة وجوده في الوقت الحالي، لذلك تشكل ندرته عاملًا أساسيًا في ارتفاع أسعاره على المدى الطويل.
وبالتالي فسوف تتأثر كمية التجار الراغبين بالاستثمار في الذهب، و العقود الآجلة، و صناديق مؤشرات البورصة المتداولة.
تاريخ الذهب في العراق
منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد اكتشف الذهب في العراق. وقد كان الذهب هو المعدن المفضّل لدى الملوك وكبار التجار وذلك لاستخدامه للحلي ولتزيين مجالسهم وقصورهم. حيث أثبتت الحفريات أن هناك تحفًا ومشغولات ذهبية من عهد السومريين. ولكن لم يُعرف إلى حد الآن من هو المكتشف الأول للذهب. لكنه بالتأكيد كان المعدن المميز والرئيسي في تطور الحياة البشرية والاقتصاد. بعد ذلك بدأ استخدامه كعملة نقدية في تركيا و مصر، حيث كانت تساوي كل قطعة ذهبية قطعتان من الفضة.
ومن المعلومات المميزة عنه:
- تعددت أسماء الذهب في البلدان العربية، حيث يسمى الذهب الخالص بـ”العيقان” وله تسميات أُخرى، مثل: “النضار” و”العسجد”.
- يميل لون الذهب الخام الأصفر الى الاحمرار، وهو لون مميز جدًا.
- خواص الذهب المغناطيسية معاكسة، أي أنه معدن ولكن لا ينجذب للمغناطيس.
- عدده الذري مرتفع، وهذا يجعله مميزًا، حيث يوجد في الأرض على شكل فلزات.
- كثافته عالية نتيجة لذلك يكون قابلًا للطي والطرق والتصنيع.
للاطلاع على خصائص واستخدامات الذهب بشكل أوسع تفضل بقراءة المقال هنا.
في ختام مقالنا نذكّر أن أسعار الذهب متغيرة دائمًا، ويجب متابعة أسعار الذهب في العراق، واتباع الطرق الآمنة لنقل الذهب، بالإضافة الى التدقيق على كمية الذهب والأموال المسموح السفر بها من العراق، وذلك كي لا تتعرض للمساءلة القانونية والغرامة.