دورة حياة المنتج والمزيج التسويقي. إنّ عمليات الإنتاج دائمًا ما تتطلّب الحذر والتجديد الدّائم لتجنّب فشل هذه العمليّة والتي تتم وفقًا للعديد من الخطوات. ولتجنّب هذه المشكلة عادة ما تحاول الشركات أن تقوم بعملية الإنتاج بالصّورة الحديثة. كما تقوم الشركة بعملية الإنتاج للعديد من المنتجات في نفس الوقت لتجنّب حدوث مخاطر على هذه المشكلة، مما يجعلها تزيد من معدّل الأرباح الذي تصدره هذه الشّركة. فما علاقة دورة حياة المنتج بالمزيج التسويقي يا ترى؟

فعادةً إذا قامت الشركة بإنتاج نوع واحد من المنتجات يكون مصيرها الفشل، حيث أنّ المنتجات تتبع دورة حياة معيّنة. فعلى الرغم من كون المنتج جيد إلا أنه قد لا يكون مطلوبًا دائمًا، نظرًا للتّطور الذّي تشهده التكنولوجيا. وبناءً على هذا يبدأ استخدام المنتج بالتراجع تدريجيًا إلى أن يختفي تقريبًا. كما أنّ لدورة حياة المنتج دورًا رئيسًا في عالم التسويق و يرتكز على استراتيجيات مختلفة للبقاء والاستمرار في السوق لتحقيق النّجاح والأرباح.

وها نحن سنتحدّث في مقالنا التّالي عن دورة حياة المنتج والمزيج التسويقي ومن خلال منصّة تجارتنا فتابع مقالنا للنهاية لتحقّق الغاية.

دورة حياة المنتج والمزيج التسويقي

ما المقصود بكلّ من دورة حياة المنتج والمزيج التسويقي؟ إنّ دورة حياة المنتج هي مجموعة من الاستراتيجيات التي تستعمل في علم الإدارة والهدف منها تحديد دورة حياة المنتج. إضافةً لتحديد الظروف المتغيّرة التي تمر بها السّلعة أثناء بيعها حسب الوقت، ولذلك يدرس كل تغيّر الفترات الزمنية المختلفة التي يمر بها المنتج. كما تتمثّل أهداف دورة حياة المنتج في الحدّ من وقت تسويق السّلعة، وتحسين جودتها. إضافةً إلى تخفيض تكاليف النماذج الأولية وتحديد فرص المبيعات المحتملة ومساهمات العائدات. كما تحدّ من الآثار البيئية عند انتهاء عمر السّلعة.

حيث أنّ للمنتجات والخدمات دورة حياة قد تطول أو تقصر. كما أنّ المنتج معرّض للتّقادم عندما يتجاوز المدة التّقنية له، أو عندما يملّ المستهلك من المنتجات لاعتبارات كثيرة وفي مقدّمتها: تغيير الطّراز والأذواق أو الموضة. فأحيانًا تصبح السلعة غير مرغوبة وذلك عندما يقدم المنتجون على إنتاج سلع مبتكرة ذات مواصفات ممتازة، أو بسبب ظهور منتجات جديدة منافسة في الأسواق. إضافةً لعدم قدرة المنتجين على تلبية احتياجات السوق الجديدة نظرًا للتقدّم التكنولوجي. كما أنّ دورة حياة المنتج تنقسم إلى أربعة مراحل وهي مرحلة التقديم والنمو والنّضج والتراجع ولكل مرحلة ميزات واستراتيجيات خاصة.

أهمية دورة حياة المنتج

تعتبر دورة حياة المنتج والمزيج التسويقي إحدى أهم أدوات التحليل الاستراتيجي، التي تستخدمها المنظّمات من أجل البقاء والاستمرار في الصّناعة. إلى جانب تحقيق الأرباح والنّجاح من خلال حجم المبيعات، التي تضمن لها مستوى عالي من الربح. كما أنّ مفهوم دورة حياة المنتج أصبح من المفاهيم الشائعة عند تحليل الوضع للمنشأة، لأنّه يمثّل وصف لحالة المنتج. كما ويساعد مفهوم دورة حياة المنتج الإدارة في معرفة التغيرات ذات التأثير المباشر وغير المباشر على أهداف عملها في السّوق. حيث أنّ معرفة دورة حياة المنتج والإلمام بمراحلها تتيح للمسوقين معرفة أن المنتج سيخرج من السّوق ما لم يعملوا على إطالة فترة بقائه. وذلك باستخدام النّشاطات التّسويقية المناسبة أو من خلال ابتكار منتج جديد يدخل السوق كبديل عنه وينافسه. وعلى الرّغم من أهمية دراسة دورة حياة المنتج وأنها تعطي إطارًا عامًّا للتّخطيط التسويقي إلا أنّها قاعدة لإعطاء معلومات في غاية الدّقة. وذلك للأسباب التالية:

  • إنّ الزّمن اللازم لكلّ مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج، يختلف باختلاف المنتج.
  • اختلاف سياسات المنشأة التّسويقية تجاه سوق معين من فترة إلى أخرى يؤثر على دورة حياة المنتج.
  • كما أن العوامل الخارجية، كالوضع الاقتصادي ورغبات المستهلكين تختلف من بلد لآخر. وتلعب دورًا كبيرًا في تحديد شكل دورة حياة المنتج والزمن الذي تستغرقه.

فإنّ مراحل دورة حياة المنتج متداخلة جدًّا في الواقع العملي وليس بينها فواصل واضحة ومحدّدة.

قيود دورة حياة المنتج

بالنسبة لدورة حياة المنتج والمزيج التّسويقي فعلى مديروي التسويق فهم القيود المتعلقة بنماذج إدارة دورة حياة المنتج(PLC). فمن الصّعب على إدارة التّسويق أن تقيس بدقة مكان السلعة في دورة حياتها، فليس بالضّرورة أن يشير ارتفاع المبيعات على النمو أو انخفاضها على التراجع. مثلًا بعض المنتجات مثل كوكا كولا وبيبسي قد تعاني من التّراجع. كما لدى السّلع المختلفة أشكالًا مختلفة من إدارة دورة حياة المنتج، فالسلعة الجديدة تتطوّر كمرحلة نمو مائل حاد، ومرحلة نضج قصيرة، ومرحلة انخفاض حاد مائل.

وتشهد بعض السّلع مثل كوكا كولا وبيبسي نموًّا أيضًا ولكنّها تحافظ على مستوى ثابت من المبيعات على مدار عدّة عقود. وقد يكون لسلعة معيّنة شكل فريد من إدارة دورة حياة المنتج(PLC)، ومثل هذا الاستخدام لنماذج إدارة دورة حياة المنتج النّمطية يكون مفيدًا فقط كدليل تقريبي لإدارة التسويق. أما بالنسبة لمنتجات معيّنة تكون مدّة كل مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج غير متنبّأ بها، ومن الصّعب رصد بدء النّضج أو الانخفاض. وبسبب هذه القيود قد يؤدي الالتزام الصّارم بدورة حياة المنتج إلى انحراف الشّركة عن أهدافها ومواصفات استراتيجيتها. وتنقسم دورة حياة المنتج إلى خمس مراحل  وهي:

  • مرحلة إقلاع وانطلاق المنتج: مرحلة حيوية وفيها يموت المنتج أو يحقّق نجاحًا، بحيث يكون الإنفاق كبيرًا على نشاطات التّرويج على أمل تعظيم المبيعات.
  • نمو وتطور المنتج: يستمرّ المنتج بالتّنامي ويبدأ بالعطاء، وإذا ما وجدت السّلعة إقبالًا كبيرًا من قبل المستهلكين فسيحقق أرباحًا كبيرة.
  • نضج المنتج: حيث تكون السّلعة قد احتلت مكانتها في السّوق وأصبحت معروفة، وتعطي ربحًا منتظمًا إلى حدّ ما لأنها في مرحلة العطاء.
  • الاشباع: تبقى المبيعات أولًا ثابتة، ثم تتراجع شيئًا فشيئًا، بسبب التّقدم التكنولوجي الذي يجعل السلعة قديمة وخارج التّداول.
  • التراجع: تبدأ المبيعات بالتراجع والتّدهور سريعًا.

 المزيج التسويقي في دورة حياة المنتج

يعرف المزيج التّسويقي بأنّه مجموعة من العمليات التي تتضمّن السّياسات والخطط التي تمّ تطويرها من قبل إدارة التسويق. حيث يهدف لإرضاء  المستهلكين والعملاء. وللمزيج التسويقي أربعة عناصر وهي المنتج والسّعر والتّوزيع والتّرويج.

  • المزيج التسويقي في مرحلة تطوير المنتج: خلال هذه المرحلة قد يظلّ المنتج مجرّد فكرة قيد التّصنيع أو لم يباع بعد. حيث يكون المزيج التسويقي في مرحلة التّخطيط أيضًا. لذا بدلًا من تنفيذ استراتيجيات التّسويق يقوم المنتجون بالبحث عن طرق التّسويق والتخطيط لإطلاق المنتج. كما يتضمن المزيج التسويقي لهذه المرحلة طرقًا لرفع الوعي بالمنتج من خلال الحملات الإعلانية والعروض التّرويجية الخاصّة.
  • المزيج التسويقي ومرحلة تقديم المنتج: عندما يصل المنتج إلى السوق، فإنّه يدخل مرحلة التّقديم لدورة حياة المنتج، نظرًا لأنّه منتج جديد لا يعرفه العملاء بعد، فإنّ مبيعات المنتج خلال مرحلة التقديم تكون منخفضة بشكل عام، وتكون نفقات التّسويق مرتفعة.
  • مرحلة نمو المنتج والمزيج التسويقي: مع إدراك العملاء للمنتج وزيادة المبيعات، يدخل المنتج مرحلة نمو دورة حياة المنتج د، وتتطلّب أساليب التسويق في هذه المرحلة وضع علامة تجاريّة تميّز المنتج عن غيره.
  • نضج المنتج والتسويق: عندما يكسب المنتج منافسه يدخل مرحلة النّضج في دورة حياة المنتج. كما يتضمن المزيج التّسويقي في مرحلة النّضج جهودًا لبناء ولاء العملاء، ويتمّ ذلك من خلال عروض ترويجية وحوافز خاصة للعملاء.
  • الانحدار في دورة حياة المنتج: هنا ينخفض المزيج التسويقي وجهود التسويق. حيث تحتفظ الشركة بالعملاء ولكنها لا تجذب مبيعات جديدة من عملاء جدد. كما ينصبّ التّركيز بشكل عام  تعزيز صورة العلامة التّجارية للمنتج.

وباختصار يمكن القول إنّ للمنتجات دورة حياة مثل البشر، حيث تنقسم دورة حياة المنتج إلى تقديم السلعة والنمو والنّضج والتّراجع. كما أنّ دورة حياة المنتج والمزيج التّسويقي مترابطان ترابطًا وثيقًا. ومن ناحية أخرى تستخدم الإدارة  ومحترفوا التّسويق مبدأ دورة حياة المنتج بوصفه عاملًا مهمًّا في تحديد الوقت المناسب لزيادة الدّعاية او خفض الأسعار أو الدّخول إلى أسواق جديدة أو إعادة تصميم. كما تتضمّن إدارة دورة حياة المنتج وضع استراتيجيات تضمن استمرار دعم المنتج والحفاظ عليه.