تعتبر تجارة فراء الأرانب حول العالم إحدى أحدث التجارات الناشئة في السوق العالمية. ويعود التطور في هذه التجارة إلى الحاجة الكبيرة في إنتاج فرو عالي الجودة، ومناسب لمتطلبات السوق المتزايدة. ولذلك فقد زادت الكثير من الدول من كمية إنتاجها وأقبلت أخرى على البدء بتربية الأرانب. بالإضافة إلى ذلك يعد فراء الأرانب من أفضل أنواع الفراء. حيث يمتاز بأنه يوفر الدفء، والأناقة، ونعومة الملمس لمن يرتديها. لذلك سنتطرق في هذا المقال إلى طبيعة الإنتاج والعمل في تجارة فراء الأرانب.

نشأة تجارة فراء الأرانب حول العالم

بدايةً يرجع الفضل في وجود هذه المنتج إلى سلالة أرانب الأنجورا التي يعتمد عليها مربو الأرانب بإنتاج الفراء. هذه السلالة والتي يعتقد أنها نشأت في سهول الأناضول وبالتحديد في مدينة أنقرة التي يعود الاسم إليها. وبجوار ذلك تعود الصناعات الحديثة لفراء الأرانب إلى بدايات القرن الثامن عشر. حيث أدخلت أرانب الأنجورا إلى فرنسا في عام 1723 من إنجلترا التي كانت تتواجد بها بكثرة. وهناك بدأ استخدام فراء الأرانب في قطاع النسيجيات لأول مرة في عام 1870.

ولكن البداية الحقيقية كانت مع ازدهار الصناعة في أوروبا في ثلاثينيات القرن العشرين حيث أصبح هناك خطوط إنتاج خاصة بها في المصانع. وبقيت فرنسا تهيمن على سوق الفراء إلى عام 1965. حيث دخل التنين الصيني إلى السوق ومنذ ذلك الوقت بدأت حصة فرنسا تتضاءل شيئًا فشيئًا. حتى 2001 حيث لم تعد قادرةً على منافسة أسعار الأسواق الناشئة التي تتمتع بانخفاض أجور العمالة، والنقل، والعقارات.

الإنتاج والتسويق لتجارة فراء الأرانب

تهيمن الصين حالياً على تجارة فراء الأرانب العالمية، فهي أكثر الدول تربيةً لأرانب الأنجورا المشهورة بإنتاج الفراء. إذ تسطير الصين على ما يقرب 90٪ من السوق العالمية للفراء بعدما كانت فرنسا تملك الحصة الأكبر في هذا السوق. ويوجد في الصين حاليًا حوالي 50 مليون أرنب أنجورا تنتج منها الصين 10000 طن تقريبًا من فراء الأرانب الخام سنويًا، ليصدر منها 50 ​​٪ إلى السوق العالمية. فيما تتوزع الحصص الباقية في السوق بين الهند، وألمانيا، وفرنسا، وفنلندا، والمجر، وتشيلي، والأرجنتين، ونيوزيلندا، وأستراليا بنسب متفاوتة.

ومن الجدير بالذكر كان هناك تقلبات منتظمة في الطلب في السوق العالمية انعكست بشكل سلبي على الأسعار. ونتيجةً لهذه التقلبات حدث انهيار في السوق أثر بشكل سلبي على المنتجين. ولكن بالرغم من ذلك زادت فرنسا وألمانيا والصين الإنتاج. نتيجةً لمعرفتهم أن هذه المشكلة مؤقتة سيتلوها تعافي وانتعاش في السوق. وشهدت هذه الفترة أيضًا تحول الأرجنتين وتشيلي والمجر إلى منتجين مهمين في هذه الصناعة. كما بدأت خلال هذه الفترة نيوزيلندا وأستراليا بمحاولات دؤوبة لدخول سوق الإنتاج لفراء الأرانب من خلال استيراد سلالة الأنجورا، والبدء بتربيتها.

التبادل التجاري لفراء الأرانب في السوق العالمية

تصدر غالبية الدول المنتجة للفراء الخام مثل الصين وتشيلي إلى المصانع الموجودة في أوروبا واليابان وكوريا. وذلك لأن الدول المنتجة في الغالب تميل إلى أن تكون منتجة ومصدرة فقط بعيدًا عن الصناعات والاستخدامات المختلفة. وهم أيضًا ليسوا من الدول الرئيسية المستهلكة للسلع الجاهزة.

على سبيل المثال فرنسا ليست مستهلكًا كبيرًا لصوف الأنجورا، ولكنها بتطور دائم من أجل سوق التصدير. فيما يتركز الاستهلاك في أسواق التجزئة التي توجد بشكلٍ رئيسي في أمريكا الشمالية، وأوروبا الغربية، واليابان. أما الهند فهي استثناء في هذا الموضوع، استثناء كونها منتجًا ومصنعًا ومستهلكًا لفراء الأنجورا.

أسعار فراء الأرانب في الأسواق العالمية

الصين هي المصدر العالمي الرئيسي لفراء الأنجورا وبالتالي لديها القدرة في التحكم بالسعر العالمي. وبالإضافة إلى ذلك تملك الصين قدرة على المنافسة بأسعار منخفضة بسبب رخص أجور العمالة. فتبلغ التكلفة الإجمالية 12 دولارًا أمريكيًا لكل كيلوجرام واحد. أما سعر المبيع فيتراوح بين 15 إلى 20 دولارًا أمريكيًا لكل كيلوجرام واحد.

وتوجد أسعار مختلفة في الأسواق حاليًا بسبب الاختلاف في جودة الفراء ومدة التخزين. ولكن بشكل عام تتراوح الأسعار بين 7 و12 دولارًا أمريكيًا لكل كيلوجرام واحد من الفراء الخام. ومع ذلك توجد بعض أنواع من الفراء ذات الجودة العالية التي قد يصل سعر البعض منها إلى 30 دولارًا أمريكيًا لكل كيلوجرام من الفراء الخام غير المصنع.

تتراوح أسعار فراء الأرانب في الهند بين 12 إلى 15 دولارًا أمريكيًا للكيلوغرام الواحد. فيما يقدر فراء الأرانب التشيلي بسعر شراء تقديري يتراوح من14.5 إلى 17.75 دولارًا أمريكيًا لكل كيلوغرام من الفراء الخام.

وفي الختام يمكن الملاحظة وبكل سهولة تأثير دخول فراء الأرانب في مجال صناعة الملابس، حيث تسبب في خفض أسعار الفراء وارتفاع جودتها بما تمتلكه من مميزات الإنتاج التي تتمثل بسهولة تربية الأرانب، واستخراج الفراء والكمية المنتج الجيدة مقارنة مع غيرها من الحيوانات، مما ساهم في انتشار تجارة الفراء حول العالم.