تمتلك السويد اقتصادًا مختلطًا بين التصدير والواردات، حيث تعدّ من أكثر دول العالم ارتفاعًا في الإنفاق الاجتماعي من الناتج المحلّي. واليوم سنتحدّث عن المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد. حيث بلغت المواد الغذائية في السويد أكثر ارتفاعًا لها في الأسعار، وذلك يعود إلى الارتفاع العالمي في أسعار الغذاء والطاقة بعد جائحة كورونا، والسببُ الثاني هو الحرب الأوكرانية التي أدّت إلى ارتفاع أسعار الطاقة وإمدادات القمح والحبوب. وبالإضافة إلى ذلك أن السويد يشتهر أساسًا بغلاء المعيشة وارتفاع تكلفة الحياة. وكذلك تمثلّ المواد الغذائية نحو 50% من إجمالي الواردات الغذائية في السويد. وبناءً على ما تقدّم سنتحدث عن أنواع المواد الغذائية التي يستهلكها السكان في السويد.
المواد الغذائية المستهلكة في السويد
هناك مجموعة من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد، والتي يختلف استهلاكها من فترة لأخرى، وذك بحسب توّفرها وأسعارها. أهمها:
- اللحوم
- الخبز
- السكر
- الأرز
- الأسماك
- الخضروات
- البقوليات
اللحوم من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد
تعتبر السويد من الدول الأكثر استهلاكًا للحوم، حيث يستهلك كل شخص حوالي 87,7 كغ من اللحوم. ومع ارتفاع نسبة الاستهلاك رافق ذلك ارتفاع في نسبة الإنتاج، وبالتالي بلغت معدلات الاستهلاك مستويات قياسية جديدة. ثم أنه وبحسب الصندوق العالمي للحياة البرّية WWF، فإنّ زيادة استهلاك لحوم الدواجن يؤّدي إلى استخدام الكثير من الأراضي لإنتاج الغذاء للحيوانات، ولكن بالمقابل فقد انخفض هذا الاستهلاك المتزايد للحوم، وبمعنى آخر انخفض استهلاكها للحوم المستوردة مع بقاء استهلاكها للحوم المنتجة. ولعل هذا التغيير يعود إلى زيادة الوعي الصحي والخوف من الأمراض والأزمات المالية والبيئية.
القهوة من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد
تعتبر دولة السويد من أكبر الدول التي تستهلك القهوة بكميّات كبيرة. فهي ترّكز على القهوة العالية الجودة، وبالتالي هذا الطلب المتزايد ساعد مصدّري القهوة على منحهم فرصًا كبيرةً في التجارة. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في السويد أكثر من 1700 منفذ للقهوة، بالإضافة إلى تزايد عدد المحمصات الصغيرة للقهوة، وذلك لكي تتمكن من تلبية احتياجات السوق.
الخبز الأكثر استهلاكا في السويد
الخبز المقرمش هو نوع من تقاليد السويد في الطعام، ثم أنه من الأكثر استهلاكًا فيها أيضًا. وكذلك هناك شطيرة الخبز المقرمش تعتبر من الوجبات الخفيفة في جميع الأوقات، فهو غني بالألياف والسعرات الحرارية القليلة. ثم أنه يعتبر 19 فبراير يومٌ للاحتفال بالخبز المقرمش، باعتباره نوعٌ من النظام الصّحي. وأولئك الذين يشاركون في هذا الاحتفال هم الخبازين والمطاحن.
السمك من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد
يعتبر السمك من أنواع المواد الغذائية المستهلكة في السويد. حيث يستهلكون شرائح الأسماك المجمّدة، ولكن هناك استهلاكًا أكثر للأسماك المحضّرة أو المحفوظة، وكذلك القشريات والرخوّيات المحضرة أو المحفوظة. ثم أنه هناك ما يُعرف ب سمك الرنجة والرنجة المخللة، وهي تعتبر من الأصناف المهمة على مائدة الطعام في السويد. فسمك الرنجة موجود وبوفرة في بحر الشمال والبلطيق، وأخذ السويديون بتخليل سمك الرنجة كوسيلةٍ لحفظ الأسماك للتخزين والنقل.
الخضروات الأكثر استهلاكا في السويد
بحسب الهيئة السويدية للغذاء تعتبر الخضروات من المواد الغذائية المستهلكة في السويد. فهناك أنواعًا معينةً من الخضروات أكثر استهلاكًا منها، السبانخ والفاصولياء الخضراء، والبروكلي والبازلاء. حيث يعتبر حساء البازلاء من الوجبات الأساسية في الطعام السويدي. وكذلك الأفوكادو والكراث والزهرة، كلها من الخضروات المستهلكة في الطعام السويدي.
السكر الأكثر استهلاكا في السويد
يُصنّف السكر من المواد الغذائية المستهلكة في السويد. ولكن استخدامه يكون في المربيات وخاصةً مربى التوت البري، والذي يعتبر من الأصناف الرئيسة على المائدة السويدية. ثم أن التوت يتواجد بكمياتٍ كبيرةٍ من أنحاء السويد، ومربى التوت يصنعُ عادةً في المنازل. ويُفضل السويديون إضافته إلى كرات اللحم، والفطائر، والعصيدة أيضًا.
ما هو طلب الأسواق السويدية
يشكّل الأكل السويدي حوالي 90% من الأطعمة المعلّبة والمجمّدة والمعالجة. والجزء الآخر من الطعام يتكون من المنتجات الغير المصنعة، مثل الفواكه والخضروات الطازجة والأسماك واللحوم والبيض الطازج، وكذلك المنتجات المنخفضة السكر والعالية الألياف. ثم أنه هناك اهتمامٌ كبيرٌ بالأغذية الصحية مثل المكسرات والحبوب، وهذه تساعد إلى زيادة مبيع هذه المنتجات. وكذلك هناك اهتمامٍ وطلبٍ كبيرٍ على المنتجات الإيطالية والصينية والهنديّة والمكسيكية من قبل الشعب السويدي. وفي اتجاهًا آخرًا تشكلّ الأسواق السويدية حوالي 50% من واردات إجمالي المواد الغذائية، حيث تشمل هذه الواردات الحمضيات والمكسرات والقهوة. وكذلك الشاي والكاكاو والتوابل والزيوت. وكذلك تشمل السلع المستوردة منتجات الأسماك والمأكولات البحرية، والأعلاف الحيوانية.
سبب ارتفاع استهلاك المواد الغذائية النباتية في السويد
لقد انتشر مؤخرًا في السويد الإقبال على المواد الغذائية النباتية التي تعوّض عن اللحوم، والتي تحتوي على البروتينات. ثم أنهم استعاضوا عنه بالخضار والأسماك والمواد المصنّعة كبديل بروتيني. ولكن أسباب هذا التغيير غير معروفة لحد الآن، ربما قد يكون نتيجة وعي تجاه المناخ والصحة والبيئة، وربما يكون الاهتمام المتزايد في الحيوانات، والذي يؤدي إلى عدم الرغبة في استهلاك اللحوم.
سبب ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية في السويد
لقد ارتفعت مؤخرًا أسعار المواد الغذائية بشكلٍ عام، وخاصةً بعد الأزمة الأوكرانية. ويُعتبر هذا الارتفاع هو الأسوأ في تاريخ السويد. وبالتالي الارتفاع في المواد الغذائية رافقه ارتفاعًا في الوقود، وبالتالي زادت تكاليف نقل وتوصيل هذه المواد. وأيضًا رافق الارتفاع زيادةً في أسعار الخضروات والقهوة والأجبان واللحوم والخبز. وبالتالي ونتيجةً لذلك أصبح المواطن السويدي غير قادر على الاستهلاك بدخله كما كان يفعل سابقًا، فالمواطن السويدي معتادٌ على رفاهية الاستهلاك. ولهذا الأمر نصحت الحكومة السويدية بتفعيل ميزة الاستهلاك الذكي، وكذلك طريقة الاستهلاك المناسبة لدخل المواطنين.
وفي ختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن المواد الغذائية الأكثر استهلاكا في السويد. نكون قد قدمنا شرحًا مفصلًا عن المواد الغذائية المستهلكة في السويد، وأسعار هذا المواد في الأسواق.