تعتبر المنافسة في تجارة السيارات من الأنشطة التجارية المنتشرة بشكل كبير على مستوى عالٍ. حيث اتسعت مساحات التجارة في العصر الحديث بشكل يفوق سابقه بعشرات ومئات المرات. وهذا الأمر تجلى بزيادة نشاط الصناعات التكنولوجية والميكانيكية وهيمنتها على سوق التجارة العالمية بمستويات منافسة لغيرها من العلامات التجارية الأخرى. وضمن قائمة هذه الصناعات نجد مختلف الأجهزة الإلكترونية من هواتف محمولة وأجهزة ذكية وحواسيب مطورة. بالإضافة إلى الأجهزة والأدوات الكهربائية التي أصبحت لا تُعد ولا تحصى. ومن ناحية أخرى فإن الصناعات الميكانيكية ذات أفرع متعددة كصناعة المركبات بأنواعها والطائرات، وصناعة السيارات التي تعد اليوم واحدةً من أشهر الصناعات حول العالم ولا سيما في جنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. لذلك أصبحت تجارتها مصدر ربح هائلًا ونشاطًا تجاريًا واسع الآفاق إلى حد كبير.
كل ذلك سنوضحه في مقالنا هذا الذي سنفصل فيه أهم سبل النجاح والمنافسة في تجارة السيارات والوسائل المتبعة للترويج لها. زيادة على ذلك سنبين عوامل التحكم في السوق التي يفرضها المتنافسون في هذا المجال، بالإضافة إلى الجوانب المرتبطة بنطاق التنافس هذا وتأثيرها على أسعار السيارات الجديدة والمستعملة والوطنية والمستوردة بين البائع والزبون.
معلومات عن المنافسة في تجارة السيارات
يعد مشروع تجارة السيارات أحد أضخم مشاريع التجارة المنتشرة حول العالم والتي لا يستطيع أي كان المضي فيها إلّا أصحاب الأموال، والمبالغ الكبيرة ومؤسسي الشركات التي تدر أرباحًا طائلة تمكنهم من افتتاح مشاريع ضخمة كهذه تحتاج إلى سيولة ودعم مالي كبير. وذلك للتنوع الكبير في الماركات واختلاف أصنافها وسرعاتها والموديلات الأكثر طلبًا في الأسواق، إلّا أن المضي في هذا المشروع يتطلب من صاحبه أن يكون مُلمًا بأهم أساسيات تجارة السيارات. في الوقت نفسه لديه رغبة وحب استكشاف لآخر المستجدات الطارئة في عالم السيارات وتأثيرها على حركة السوق التجارية.
زيادة على ذلك ينبغي على صاحب المشروع أن يكتسب خبرةً تؤهله لمتابعة حركة البيع والشراء ومنافسة أصحاب الشركات الأخرى، لاستقطاب الزبائن والحصول على شهرة كافية تضمن استمرار الشركة وإقبال المشترين إليها.
التحضيرات اللازمة لبدء مشروع تجارة السيارات
- وضع ميزانية يبنى عليها المشروع لشراء الأعداد والأنواع الكافية من السيارات لتلبية كافة الرغبات وطلبات الشراء المقدمة للشركة.
- معرفة جوانب إدارة المشروع الحسابية والرقمية وإبرام عقود البيع والشراء والترويج للسيارات على منصات التواصل والإعانات الدعائية.
- توفير أهم أنواع السيارات الجديدة والمستعملة بأسعار منافسة تلفت الأنظار وترفع مستوى التنافس مع الشركات الأخرى. بالإضافة إلى
ذلك افتتاح منصات بيع وصالات عرض السيارات في المناطق المناسبة لهذا النوع من التجارة ماديًا ومجتمعيًا. - اختيار فريق عمل يتمتع بمهارة وخبرة وذلك من قبل مجلس الإدارة المسؤول عن الأعمال الإدارية وأرباح الشركات وتحدياتها. وكذلك
الموظفين المسؤولين عن استقبال الزبائن والمساومة على الأسعار النهائية للمبيعات. - اختيار الأماكن المناسبة لتخزين قطع السيارات الجديدة والمستعملة، والحصول على رخص تسمح بإجراء هذه الأنواع من التجارة. وكذلك ترغيب الزبائن بعروض الأسعار ورخص ودورات قيادة السيارات.
- الاستعانة بورشات صيانة السيارات لإصلاح الأعطال الطارئة وغير المتوقعة والتي قد تُؤخر سير عمليات البيع وتؤثر على سمعة الشركة ومكانتها، إلى جانب منح كفالات صيانة مجانية لأجل مسمى أو غير مجانية لكن بأسعار مغرية ومنافسة للسوق. وذلك للأعطال الميكانيكية أو قطع غيار أو طلاء السيارات. إلى جانب عروض تبديل السيارات واستئجارها لفترات زمنية أو مناسبات معينة وغير ذلك من وسائل الترويج والاستثمار الأخرى.
عوامل نجاح مشروع تجارة السيارات
- افتتاح المشروع في منطقة تتناسب مع حجم هذا النوع من المشاريع أي أن تكون ذات مستوى معيشي عالي للطبقات المجتمعية
فوق المتوسطة، أو على الأقل أن تكون تكاليف السيارات وأنواعها تتناسب مع معدلات الدخل العام للشرائح القاطنة في تلك المنطقة. - توفير موديلات سيارات بمختلف الإصدارات وذلك لضمان جذب الزبائن ذوي الإمكانيات المادية المتواضعة، إلى جانب الشرائح الأخرى التي تناسبها الموديلات الحديثة وتكون قادرةً على شراءها. وكذلك ضرورة التركيز على الموديلات الأكثر طلبًا لتجنب جمود حركة البيع والشراء خصوصًا في بدايات العمل بالمشروع.
- البراعة في التسويق ومنافسة العروض الأخرى للتجّار الآخرين في المنطقة، أو المدينة، أو حتى ضمن البلد نفسه بغض النظر عن مراكز
تلك الشركات المنافسة. - من ناحية أخرى يجب الأخذ بالحسبان التكاليف الإضافية والأضرار الجانبية التي قد لا تؤخذ بالحسبان لأي سبب من الأسباب، وهنا تأتي
أهمية رأس المال الذي يعتبر العامل المحرك لهذا المشروع التجاري لمعالجة مثل هذه الحالات الطارئة. - ولا بد من التركيز على جذب انتباه المسوقين وأصحاب الأموال بإقامة المزادات المشجعة على استمرار الحركة التجارية من وقت لآخر.
- زيادة على ذلك افتتاح المجال أمام تجارة السيارات المستعملة التي تعتبر رائجةً في كثير من البلدان، إلى جانب تجهيز كافة أنواع السيارات بأوراق حسن العمل والكفالة والصيانة المجانية لفترة محددة بعد شراء السيارة.
نصائح لتجهيز صالة بيع السيارات
- لا بد من الحرص على اختيار صالات بمساحات مناسبة في أحد الطوابق الأرضية المطلة على شوارع المنطقة الرئيسية، وأن تكون الطرقات سالكةً إليها من كافة جوانب المدينة.
- تجهيز صالات البيع بالأرضيات الملائمة لوقوف السيارات فوقها لمدة طويلة، كذلك تخديم تلك الصالات بخدمات الكهرباء والإنارة
اللازمة التي تمكن المشترين من تفحص السيارة جيدًا قبل شراءها. - دعم واجهة الصالة بزجاج قوي مقاوم للكسر والعوامل الجوية كالرياح والأمطار والثلوج لضمان عدم نفوذها إلى داخل المعرض.
- ترك مساحة كافية لحركة الزبائن داخل الصالة ولا بد من تكييفها بدرجات الحرارة الملائمة، وتأمينها بوجه حالات التماس الكهربائي والحرائق المباغتة.
وفي ختام مقالنا نذّكر بأن بدء المنافسة في تجارة السيارات من المشاريع الضخمة التي لا يستهان بميزانيتها، إلّا أنها تحتاج إلى خبرة طويلة
للتعامل مع متغيرات السوق، أو العملة الصعبة وأسعار الصرف المتفاوتة بين الحين والآخر. والتي قد تسبب تدهورًا أو انهيارًا للمشروع إذا لم يحسن التصرف بالشكل المناسب معها، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية المخيفة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة خلال السنوات القليلة الماضية.