الحمى القلاعية عند الأبقار مرض فيروسي، من أخطر الأمراض الّتي تصيب الماشية، سريع الانتشار، يصيب الحيوانات المجترّة كالأبقار والأغنام والجواميس، وأيضًا الخنازير والغزلان البريّة، أما الخيول فلديها مقاومة لهذا المرض. ما هي أعراض الحمّى القلاعية عند الأبقار؟ كيف تنتقل؟ ما علاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال ما نسجناه في مقالنا التالي.

العامل المسبب لمرض الحمى القلاعية عند الأبقار

كما ذكرنا آنفًا إنّ الحمى القلاعية مرض فيروسي، يسبّبه فيروس من عائلة Picorndrinidae ومن جنس Apthorisus. مادّته الوراثيّة هي RNA وطوله 20-32 نانومتر. يتأثّر الفيروس بتغيّر ph  الوسط حوله، فالوسط الحمضيّ يخرّب مادته الوراثية. يوجد سبع سلالات من الفيروس منتشرة بمختلف أنحاء العالم.

وتختلف شدّة الإصابة باختلاف سلالة الفيروس، والخطير بالنّسبة لفيروس الحمّى القلاعية هو تعرّضه المستمر للطفرات والتغيرات في تركيبه الوراثيّ، وبالتّالي ظهور سلالات جديدة من وقت لآخر. يدخل الفيروس إلى سيتوبلازما الخلية ويتكاثر ضمنها إلى أعداد كبيرة من الجزيئات الفيروسية، وبالتّالي تتحطم الخلية وتنتقل الجزيئات الفيروسية لتصيب خلايا أخرى.

ينتشر في كل دول العالم عدا نيوزيلاندا، ومؤخّرًا تمكّنت بعض البلدان من القضاء عليه ضمن أراضيها. نادرًا ما تصيب الحمّى القلاعية البشر، وتكون الإصابة خفيفة الدرجة. ومن الجدير بالذكر لا ينتقل الفيروس للبشر عبر تناول لحوم الحيوانات المصابة.

طرق انتقال الحمّى القلاعية عند الأبقار

ينتقل الفيروس بين المواشي بطرق مباشرة أو غير مباشرة. إذ ينتقل بالتّماس المباشر بين الحيوانات المصابة، أو عبر الماء والعلف الملوث ببراز أو بول أو لعاب أو حليب الحيوانات المصابة. كما يمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق الطيور والبشر والحيوانات البريّة. وينتقل الفيروس أيضًا عبر الرّياح في الظّروف المناخيّة الملائمة.

ويمتاز بمقاومته العالية والقدرة على العيش لأيام في الهواء الجاف، مما يسهل عملية انتقاله. كما أن حركة قطعان المواشي وتجاورها مع بعضها وانتقال الحيوانات المصابة بين المزارع وأسواق المواشي المختلفة يسهّل من انتشار المرض والإصابة به.

أعراض الإصابة بالحمى القلاعية عند الأبقار

تتراوح فترة الحضانة للفيروس بين (2-7) أيام، ثم تظهر الحمى القلاعية بعدّة أعراض، أهمّها الفقاعة المائيّة الّتي يخلّفها الفيروس في مكان دخوله خلال (24-48) ساعة. بعدها يمرّ المرض بعدة مراحل:

  • ترتفع درجة حرارة الحيوان المصاب خلال يوم إلى يوم ونصف من دخول الفيروس. وخلال هذه المرحلة يكون الفيروس شديد العدوى.
  • تنتشر الفقاعات في الأعشية المخاطيّة والبلعوم للحيوان المصاب، ويزداد إفراز اللّعاب.
  • بعدها تنفجر الفقاعات مخلفًة تقرحات ملتهبة، تمنع الحيوان من تناول الطعام وتسبب فقدان للشهية. كما تعوق حركة الحيوان حيث تظهر الفقاعات على أرجله وتؤدي بذلك لضعف إنتاج الحليب وقلّة الطعام أيضًا.
  • الارتعاش.

تزداد نسبة الوفيات عند العجول وصغار المواشي، حيث تصل إلى 50%، بينما عند الكبار فنسبة الوفيات 5%. مع العلم أن للمرض شكل خبيث يودي بحياة العجول قبل ظهور العلامات السريريّة، حيث تصاب العضلة القلبية أولًا، مسببًا فشلها ومن ثمّ الوفاة.

تشخيص الحمى القلاعية عند الأبقار

تشخص الحمى القلاعية عبر عزل الفيروس من سائل الحويصلات الفقاعيّة أو عبر خزعة من الأغشية المصابة. كما تستخدم تقنية الإليزا في تشخيص المرض. ومن المهم عند دراسة الفيروس معرفة سلالته، وذلك لاتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية المناسبة.

أساليب الوقاية والعلاج من الحمى القلاعية عند الأبقار

لا يوجد علاج نوعي للفيروس، ولكن هنالك مجموعة من الإجراءات التي تخفّف من حدة الإصابة ومن انتقال المرض، منها:

  • خافضات الحرارة عبر الحقن.
  • غسل الفم بمحلول حمض اليوريك5% ودهنه بمرهم حمض اليوريك مع كلورات البوتاسيوم بنسبة 1:10.
  • غسل الفم بماء الخل عدة مرات يوميًا.
  • دهن الضرع بمرهم الزنك.
  • غسل الأظلافبالماء والصّابون ثم تدهن بمرهم أوكسيد الزنك وتضمد وتدهن بالقطران.
  • غسل الضرع بالماء الفاتر والصّابون ثم بحمض اليوريك4%.
  • إعطاء العلف الطري سهل للهضم.
  • قد يعطى الحيوان المصاب المضادات الحيوية تجنبًا لحدوث عدوى ثانوية.
  • عزل الحالات المصابة ومنع اختلاطاها بالأخرى السليمة.
  • عدم إدراج حيوانات جديدة في منطقة تعرضت لانتشار المرض قبل التّأكد من خلوّها ونظافتها.
  • تمنيع جميع الحيوانات ضد الفيروس عبر اللّقاح بشكل دوري.
  • مراقبة ظهور الحالات الجديدة والتعامل معها فور ظهورها.
  • التشديد والتدقيق على إجراءات استيراد المواشي من المناطق الموبوءة.

في الختام، الوقاية خير وسيلة للدفاع ضد الحمّى القلاعية، ويعد تحصين المواشي الخطوة الأهم في مواجهتها، والحد من تبعات انتشارها وتأثيرها على الاقتصاد.