إحدى الحرف المهنية اليدوية القديمة التي كانت ومازالت عمود ازدهار العصور بفضل اعتمادها على تشكيل المعادن وتحويلها لمختلف الآلات والقطع والمعدّات المستخدمة في حياتنا اليومية. إنّها مهنة الحدادة، التي يمتهنها الحدادون لتحويل القطع الحديدية  إلى الأشكال المطلوبة، و كذلك لإعادة ترتيبها وتثقيبها بغية تكوين القطع المرغوبة، وكل ذلك يتم عبر معدّات خاصّة بأصحاب المهنة. ولكن ما هي تلك الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة الحدادة؟ تابعوا معنا هذا المقال للتعرّف عليها:

ما هي مهنة الحدادة؟

تعتمد مهنة الحدادة بشكل رئيسي على تشكيل وتليين معادن الحديد، أو غيرها من المعادن الأخرى، وتحويلها إلى مختلف الأشياء المعدنية التي نراها في الحياة اليومية. كالأبواب والنوافذ والقضبان والأدوات المنزلية والمعدّات والأدوات الزراعية، وغيرها الكثير.

إذ يلجأ الحداد في ورشة عمله إلى تشكيل الحديد، ومن ثم تسخينه باستخدام الغاز الطبيعي أو الفحم حتى مرحلة الليونة، وبعد ذلك تحويله باستخدام مختلف المعدّات والآلات سواء الحديثة أم القديمة إلى الشكل المطلوب تصنيعه.

ولا ترتكز مهنة الحدادة على تحويل الحديد فقط، إنّما تختلف أشكالها. فهناك عملية التشكيل التي تعتد على إعادة تشكيل المعادن وتحويلها، وهناك النحت الذي يهدف إلى إعادة ترتيب المعادن وتثقيبها للوصول للشكل المراد صنعه.

هذا ولم تخلق مهنة الحدادة من العدم، إنّما مرّت بالكثير من المراحل. ففي العصور القديمة اعتمد الحدادون على الأدوات البسيطة لتصنيع المعدات، ثمّ تطّورت المهنة شيئًا فشيئًا عبر مرور العصور الوسطى فالحديثة. لتصبح اليوم مهنة الحدادة من أبرز المهن التي دخلت في مختلف مجالات الحياة من ضمنها العمارة وغيرها. وذلك بفضل تطور معداتها وأدواتها المستخدمة، والتي سنتعرف عليها في فقراتنا اللاحقة.

الأدوات اللازمة لمهنة الحدادة

على عكس معظم الحرفيين، فإن الحدادين يحتاجون إلى الكثير من الأدوات لصناعة وتشكيل المعادن، وتحويلها للشكل المراد صنعه. ومن أهمّ الأدوات اللازمة هي:

  • المطرقة والسندان: فمن المعروف أن المطرقة ضرورية لطرق المعادن، وتسويتها. وهي عبارة عن كرة ثقيلة؛ بحيث يتراوح وزنها ما بين 250 إلى 750 كغ. في حين يعتبر السندان سطحًا أملسًا يستخدم بغرض وضع المعدن عليه لطرقه.
  • الكير: هو الأداة اللازمة لتسخين الحديد من أجل زيادة ليونته، وبالتالي تسويته. إذ يكون على شكل منفاخ مصنوع من الجلد المقوى؛ بحيث يكون قادر على رفع درجة حرارة التسخين.
  • الإزميل: ويعتبر الإزميل من الأدوات الرئيسية في مهنة الحدادة، والتي تملك مقابض خشبية، وغالبًا تأتي بمقابض معدنية. وتتميز بكونها ليست غالية الثمن، وسهلة الاستعمال اليدوي.
  • الملاقط: وتستخدم الملاقط لتمكين الحداد من لقط الأدوات وتحريكها، وتثبيتها. وغالبًا ما يقوم الحداد نفسه بصنعها؛ بحيث تتناسب مع حجم قطع الحديد التي يحتاجها، ويعمل بها، ويشكّلها.
  • أوزان ثقيلة: وهي من الأشياء الضرورية في عمليات تشكيل المعادن وغيرها، وتكون على شكل كرات أو مربعات ثقيلة موصولة مع عصا طويلة؛ بحيث تكون غير ناقلة للحرارة.

الأجهزة اللازمة

فبالإضافة للأدوات السابقة التي ذكرناها، هناك بعض الأجهزة التي يستخدمها الحدادون في مهنتهم، والتي من أشهرها:

  • المثقب: وهو من الأجهزة اللازمة في الحدادة، والتي تستخدم لثقب المعادن بهدف تحويلها، وتغيير شكلها، وإعادة ترتيبها.
  • المقياس التحسسي.
  • المقشطة النطّاحة.
  • المكبس الهيدروليكي.
  • آلات البرشمة: والتي تستخدم لضغط المسامير بشكل تلقائي، وذلك لتجميع القطع المعدنية مع بعضها البعض.
  • آلات الشنكرة: وهي من الآلات اللازمة لأخذ قياسات المعادن. إذ يمكن الرسم عليها بغية تشكيلها بشكل محدد. هذا وتتضمن آلات الشنكرة ما يلي:
  1. المسطرة الصلبة.
  2. شوكة التعليم أو الخدش: والتي تصنع عادةً من اللون الأصفر.
  3. قلم التعليم: هذا ويستخدم قلم التعليم بغرض إظهار نقاط التقسيم، أو الخطوط، وكذلك لتحديد مراكز ونقاط الثقب. إذ يصنع قلم التعليم من المعدن، ويتميز بوجود طرف مدبب، وزاوية ميل.
  4. الفرجار: من الأدوات الهندسية التي تستخدم لرسم الدوائر، ولتقسيم الخطوط المنحنية والمستقيمة.
  5. الزاوية القائمة: ويلزم استعمال الزاوية القائمة في الحدادة بغرض اختبار استواء السطوح بعد عملية بردها. وأيضًا بهدف تحديد الخطوط المتوازية. ومن المعروف أن الزاوية القائمة هي زاوية ذات ضلعين متعامدين، وتصنع من مواد صلبة.
  6. زهرة الاستواء: وترجع تسميتها لكونها مصنوعة من حديد الزهر الرمادي، وهي عبارة عن آلة بسطحٍ مستو، وبارتفاع يبلغ 80 سم.
  7. مساند حرف v: وهي مساند مخصصة لإجراء عملية الشنكرة على القطع المعدنية المستديرة؛ بحيث تثبت القطعة، وتضمن عدم دورانها.

وفي الختام، نجد أنه هناك الكثير من الأجهزة والأدوات اللازمة لمهنة الحدادة، والتي تعتبر وسيلةً مساعدةً في تطوير المهنة بالنسبة للحدادين. فجميع المهن بما فيها الحدادة تحتاج التدريب والتطوير الدائم للاستمرار في تقديم العمل على أكمل وجه.