هل تعلم أين تعيش الأرانب؟ ما الذي تعرفه عن هذه الكائنات أيضًا؟ الأرانب أو (rabbit) باللغة الإنجليزية. هذه الكائنات الحية صغيرة الحجم. التي تنتمي إلى فصيلة الثدييات والتي قد يتساوى حجمها مع حجم القطط، والتي لطالما كانت إحدى الفرائس الرئيسية للإنسان القديم وللصيادين في وقتنا الحاضر. وهي الكائنات التي شغلت معظم مساحة اليابسة ما عدا بعض المناطق والجزر. ولذلك سنسلط الضوء عليها في هذا المقال.

موطن الأرانب

وجدت الأرانب في شبه الجزيرة الإيبيرية وبالتحديد في شرق إسبانيا. ومن ثم انتقلت إلى شمال أفريقيا وعموم أوروبا. ولكن الأرانب حيوانات تنهمك في التوالد والتكاثر بشكل مستمر دون توقف. وبعبارةً أخرى أنها كائنات تنتشر بسرعة رهيبة مثل الأوبئة أو الآفات.
مما جعل الأرانب تقطن وتستعمر مناطق كبيرة وشاسعة من اليابسة ولولا وجود الحيوانات المفترسة والصيادين والتي تمثل التوازن البيئي، لقضت على المساحات الخضراء على الكوكب.
وتعيش الأرانب في جميع أنحاء اليابسة وبالتحديد في قارات العالم القديم (آسيا، وإفريقيا، وأوروبا). وكذلك انتقلت إلى قارات العالم الجديد (أمريكيا الشمالية والجنوبية، أستراليا). وذلك بعد اكتشاف البشر لها ونقلهم للكثير من الكائنات غير المتواجدة فيها، نظرًا لوفرة الأراضي الخصبة والمراعي والسهول الخضراء.

البيئة المناسبة والأماكن التي تعيش فيها الأرانب

تمتلك الأرانب قدرة رهيبة على التعايش والتوافق مع الظروف البيئية والمناخية الصعبة. وتعيش في بيئات مختلفة كالمناطق الاستوائية والمناطق الصحراوية والأراضي الرطبة. ولكن تعيش الأرانب بكثرة في مناطق خطوط العرض المتوسطة، وفي القسم الغربي من الكرة الأرضية، وفي أوروبا بالكامل وأجزاء من وسط وجنوب قارة أفريقيا، وهضاب أثيوبيا والسواحل الغربية لأفريقيا. وأيضًا جزيرة سومطرة وشبه القارة الهندية واليابان وشبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى.

علاوةً على ذلك تتميز الأرانب بقدرتها على تحضير منازلها وأماكن سكنها بنفسها. إذ تقطن في جحور قد تحفرها بنفسها أو تكون عائدة لحيوانات أخرى قد قامت بهجرها. وتكون هذه الجحور في السهول والهضاب والمراعي الخضراء. ولذلك تمتلك الأرانب القدرة على إخفاء نفسها وحماية صغارها بشكل جيد. بحيث تختبئ تحت الشجيرات التي تمتلك أغصانًا كثيفة أو بين الأعشاب المرتفعة.

شروط أماكن عيش الأرانب

تشترط أماكن سكن الأرانب تواجد شروط ضرورية للعيش مثل حماية الأرانب وصغارها من الظروف البيئية الصعبة. كالعواصف المطرية والهواء الجاف والبارد، وأيضًا من أشعة الشمس الحارة. بالإضافة إلى قدرته على توفير كمية الهواء المناسبة القادرة على تهويتها.

وفي حالة الجحور يجب أن يكون لديهم أيضًا مداخل متعددة للفرار والهرب من الحيوانات المفترسة. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون لديها القدرة على التخلص من الرطوبة التي تفوق الوضع الطبيعي. ومن الضروري أن يكون المسكن قادرًا على حماية الأرانب من الحيوانات المفترسة كالقطط والكلاب وابن عرس، وكذلك يجب وجود إضاءة جيدة ومناسبة.

عنابر السكن الحديثة التي تعيش فيها الأرانب

يعد عنبر التربية المسكن الرئيسي الذي يُعتمد من قبل مربي الأرانب في عمليات التربية. ولها عدة أشكال نذكر منها:

  • العنابر المفتوحة: التي تبنى جدرانها الخارجية من الطوب بارتفاع قدره 1.75 متر ويكمل الارتفاع إلى 3 متر بالسلك الشبكي. حيث تنصب عليه ستائر لاستخدامها عند اللزوم، وتصنع الأرضيات من الخرسانة الناعمة. وبالإضافة إلى ذلك يعمل بها ميل مناسب لتسهيل عملية تصريف المخلفات إلى خارج العنبر. ويفضل أن يكون السقف على شكل جمالون.
  • العنابر شبه المغلقة: حيث يوجد للعنبر نوافذ تفتح في الصيف وتغلق في الشتاء. ويمكن التحكم في درجة فتحها تبعًا لحرارة الجو وشدة الرياح. وأحيانًا يتم اللجوء إلى استخدام المدافئ في الليالي شديدة البرودة. كما يمكن استخدام جهاز تبريد بسيط في هذا النوع من العنابر، وهو ما يعرف بالمبرد الصحراوي.
  • العنـابر المغلقـة: وتعتبر أحدث النظم لإيواء الأرانب، وتبنى من الطوب. كما تعزل الحوائط الجانبية والأسقف باستخدام مواد عازلة خاصة. وتصنع هذه الحوائط من ألواح الصاج أو الألومنيوم المعرج وتجهز الأرضيات من الخرسانة. ويقام بأرضية العنبر مجاري عميقة نسبيًا أسفل قواعد البطاريات، حيث تتجمع بها المخلفات التي يتم التخلص منها آليًا إلى خارج العنبر. وتضبط درجة الحرارة بها أوتوماتيكيًا. وكما يوجد بالعنبر مبردات ومراوح شفط وأجهزة تدفئة بالهواء الساخن، بالإضافة إلى الإضاءة الصناعية.

الأقفاص والبيوت الأرضية الخاصة بالأرانب

البيوت الأرضية

كانت البيوت الأرضية هي مساكن الأرانب السائدة إلى عهد قريب. ولكن يمكن إقامتها حالياً في ظروف خاصة. كالأماكن التي تكون فيها أسعار الأراضي منخفضة. وتكون أرضية هذه البيوت أو الأعشاش من الخرسانة. وأيضًا يجب أن تميل للخارج للتخلص من الفضلات السائلة. وتكون هذه البيوت تحت مظلات على شكل منحني لحمايتها من أشعة الشمس المباشرة والأمطار في فصل الشتاء. وتكون اتجاهات بيوت الأرانب من الشرق إلى الغرب.

البيوت الخشبية

وتصنع من خشب الشجر (الشق) وذلك لصلابته وصعوبة قرضه بالنسبة للأرانب وهي شبيهة ببطاريات السلك الحديثة ولكن ذات قفص واحد. فأرضيتها عبارة عن سدائب خشب بعرض 3-2 سم توضع بالتوازي مع عرض البيت. وبينها مسافة تسمح بسقوط الفضلات أرضًا ويلحق بها عش الولادة، وهو عبارة عن صندوق له غطاء منفصل من الخشب يفتح عموديًا مع غطاء بيت الأم الذي يكون عبارة عن سلك ضيق محاط ببرواز الخشب. ويصل بين بيت الأم وعش الولادة فتحة دائرية ترتفع عن الأرضية مسافة 20 سم، وترتفع أرضية البيت نفسه عن الأرض مسافة 30 سم. وتكون أبعاد البيت 60 و70و50سم، في حين تكون أبعاد بيت الولادة 50 و30 و30سم.

البطاريات المعدنية

تعتبر البطاريات المعدنية من أحدث وأفضل ما وصل إليه التطور في مساكن الأرانب، وتصلح لنظام التربية التقليدي ونظام الإنتاج المكثف. لذا ينصح المربين بالتربية في البطاريات المعدنية داخل عنابر مقفولة أو مفتوحة. وتصنع هذه البطاريات من السلك والصاج المجلفن، وتصنع الهياكل الحاملة للأقفاص من زوايا الحديد أو الصاج السميك. وهناك نظم متعددة من البطاريات منها العامودية المكونة من دور واحد أو من عدة أدوار فوق بعضها البعض أو تكون ذات نظام هرمي أو نصف هرمي، ومنها البطاريات المسطحة ذات الدور الواحد.

في الختام يمكن القول إن الأماكن الحديثة التي تعيش فيها الأرانب وفرت كثيرًا من الوقت والجهد والتعب. وساهمت بشكل كبير في تطوير ورعاية وتربية الأرانب، لما لها من أهمية كبيرة في توفير جميع الظروف المناسبة للوصول إلى الاستفادة بأكبر شكل من هذه الحيوانات من لحومها وفرائها.