تمتلك محاصيل الأعلاف الحيوانية أهمية اقتصادية كبيرة، حيث أنها تدعم الثروة الحيوانية، التي تعتبر أهم ركائز الاقتصاد في البلدان الزراعية. حيث يسهم الإنتاج الحيواني بما يتراوح بين 30 – 50 % من إجمالي الإنتاج الزراعي في الشرق الأدنى. كما یتأثر توفر المنتجات الحیوانیة ووجودتھا بما یتوفر للحیوان من غذاء علفي ذو قیمة غذائیة عالية. لذلك سنبرز في هذا المقال أهمية محاصيل الأعلاف الحيوانية على الاقتصاد.
العوامل المؤثرة في إنتاج الأعلاف الحيوانية وجودتها
- المناخ: يتأثر إنتاج محاصيل الأعلاف بالظروف المناخية المختلفة. حيث تؤدي كثرة تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة إلى انخفاض نسبة البروتين في المحصول وزيادة نسبة السيللوز. وبالتالي انخفاض القيمة التسويقية لمحصول العلف، وعدم الحصول على نسبة الربح المتوقعة من المحصول.
- نوع التربة: يؤثر نوع التربة في كمية وجودة محصول العلف. حيث تساهم التربة الخصبة المناسبة في زيادة كمية الأعلاف الناتجة من المحصول. مما يوفر نسبة ربح جيدة لمستثمريه.
- موعد الحصاد: يؤثر موعد الحصاد على القيمة الغذائية لمحصول العلف وعلى مدى قدرة الحيوانات على هضمه. حيث أن نباتات محصول العلف القديمة تحتوي على نسبة عالية من السيللوز، كما يؤدي تناول الحيوانات لهذه النباتات إلى عسر في الهضم لديها، لذلك فإن قيمتها الاقتصادية منخفضة، إذ لا يرغب مربو الحيوانات بشراء تلك الأعلاف.
تأثير نقص الأعلاف على الاقتصاد
تعاني عملية إنتاج الأعلاف من العديد من المشاكل والتي تنعكس بشكل مباشر على قطاع تربية الحيوان. وإذا ما تفاقمت قد تؤدي إلى تدهور الإنتاج الحيواني، وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد ومن أبرز هذه المشاكل:
- قد يكون إنتاج الأعلاف المركزة والخشنة والأعلاف المحضرة، وكذلك المراعي الطبيعية المتمثلة بالأعلاف الخضراء غير كافٍ لتلبية المستويات الراهنة للطلب عليها من جانب مربي الثروة الحيوانية.
- قد تكون الإمدادات المتوفرة من العلف شحيحة. كما أنها تشهد تقلبات كبيرة من حيث الكم والنوعية.
- عدم توازن العناصر الغذائية في المراعي الطبيعية وأنواع العلف المركز. مما قد يعطي أعلافًا قليلة القيمة الغذائية.
أهمية محاصيل الأعلاف اقتصاديًا
تعد محاصيل الأعلاف من أهم المحاصيل الاقتصادية، حيث أنها تعود على مستثمريها بالمردود المالي الوفير من خلال تسويقها داخل الأسواق المحلية، وكذلك تصدير جزء منها إلى مناطق أخرى. وتعد كل من اليمن، والسودان ومصر من الأمثلة على الدول التي تعمل بتجارة الأعلاف. حيث تصدر هذه الدول الأعلاف إلى مناطق الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
كما تعد تركيا من بين أكثر دول العالم زراعة وإنتاجًا لمحاصيل الأعلاف، وتهتم تركيا بتسويق نسبة كبيرة من إنتاجها العلفي إلى العديد من المناطق منها الأردن، والسعودية، ودول الخليج وغيرها من الدول.
أهمية زراعة الأعلاف الخضراء على الاقتصاد
قد يكون حل مشكلة النقص في إنتاج الأعلاف عن طريق زراعة الأعلاف الخضراء، والتي تتمتع بالعديد من المميزات:
- تعتبر هذه الأعلاف مصدرًا للعناصر الأساسية التي يحتاجها الحيوان مثل البروتين، كما في حالة الأعلاف البقولية الخضراء. وإذا كان هذا العلف مقدمًا على شكل سيلاج فإنه يزود الحيوان بالطاقة المطلوبة له.
- تعتبر الاعلاف الخضراء مصدرا للألياف في الخلطات المقدمة للأبقار والأغنام. حيث أن هذه الألياف ضرورية لتحسين الكمية المأكولة عند الحيوان المجتر.
- تخفف الأعلاف الخضراء من سرعة مرور العناصر الغذائية، إذ أنها تزيد من امتصاص العناصر التي تهضم، كما أن هذه المواد تقلل من سرعة إنتاج الأحماض الدهنية المتطايرة، مما يؤدي الى التقليل من حدوث بعض الأمراض كالحموضة والتخمة.
- يؤدي إنتاج الأعلاف الخضراء إلى استدامة الإنتاج الحيواني، حيث أن وجود أعلاف بشكل مستمر يؤدي استمرارية إنتاج الحليب واللحم.
أهم مواصفات العليقة المثالية
تمد العليقة الحيوان بالطاقة اللازمة لحركته ونشاطه، كذلك تؤثر على نموه وإنتاجيته، وبالتالي حتى نحقق ربحًا اقتصاديًا مهمًا من تربية الحيوان، يجب أن نهتم بتركيب عليقته، والتي يجب أن تتصف بما يلي:
- أن تغطي كامل حاجة الحيوان من الطاقة، والبروتين، والعناصر، والأملاح المعدنية، والفيتامينات.
- تضمن عملية ترميم الجسم والحفاظ عليه.
- تؤمن النمو الكافي والطبيعي للحيوانات الفتية.
- تحافظ على الحالة الصحية الجيدة للحيوانات.
- تضمن إنتاج الحليب واللحم على أساس اقتصادي.
تؤثر محاصيل الأعلاف الحيوانية على الاقتصاد بشكل غير مباشر من خلال تأثيرها على إنتاج الثروة الحيوانية. لذلك لابد من دراسة العوامل المؤثرة على إنتاج الأعلاف وحل المشاكل المسببة لنقصها. كما يجب التشجيع على زراعة الأعلاف الخضراء كونها المصدر المستدام الوحيد للعليقة التي تلبي المتطلبات الغذائية للحيوان. مما يضمن الحصول على أعلى إنتاج، يعود بالفائدة على الاقتصاد.