التعليق الصوتي خدمةٌ مميزة ومرافقة لغالبية مقاطع الفيديو المرئية، وإضافةٌ رائعة في عالم التسويق الرقمي. حيث تتجاذبها كبرى الشركات والمواقع للترويج لمنتجاتها وخدماتها، مما يجعل التنافس أكبر بينهم للترويج لعلاماتهم التجارية عبر الفيديوهات الإعلانية. فتبدأ رحلة البحث عن أفضل الأصوات الجذابة من المعلقين الصوتيين الذين يملكون صوتًا مميزًا وإلقاءً ساحرًا؛ يسترق السمع ويصل إلى عقل ونفس المتابع مباشرةً دون استئذان مهما تعددت أنواع التعليق الصوتي. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع وانتشاره بكثرة عبر الانترنت؛ يسرّنا أن نقدم من خلال هذا المقال دليلًا شاملًا ومبسطًا عن ماهية خدمات التعليق الصوتي وأنواعه والأدوات المساهمة في نجاحه وتحقيق الربح المادي منه.

مفهوم التعليق الصوتي

التعليق الصوتي هو تسجيلٌ مباشر أو مسبق للصوت من قبل شخص يعرف باسم المعلق الصوتي، وذلك وفق مدةٍ زمنية محددة لتقديم محتوى مسموع للمتابعين. حيث تُضفي التعليقات الصوية سحرًا وجاذبية على مقاطع الفيديو المصورة. كما تبث الحياة فيها من خلال تأثيرات ونبرة الصوت وجماليته وقدرته على الوصول إلى أسماع المتابعين والتأثير لديهم. مما يترك انطباعًا رائعًا في نفوسهم ويجعل الفيديو الترويجي أقرب إلى ذاكرتهم وأكثر حضورًا في أذهانهم.

وللعلم، يحظى التعليق الصوْتي بشهرةٍ واسعة في عصرنا الرقمي الحالي. حيث يزداد الطلب على هذه الخدمة في مجالاتٍ عديدة عملية ومهنية. بما في ذلك الحاجة لتسجيل مقاطع الصوت في الفيديوهات التسويقية والحملات الإعلانية. التي تروج لعلامةٍ تجارية خاصة بشركةٍ أو موقع، كذلك يطلب تسجيل الصوت في البرامج والأفلام الوثائقية وبرامج الكرتون الترفيهية للأطفال وحتى الكبار أيضًا.

أنواع التعليق الصوتي

هناك الكثير من أنواع التعليق الصوْتي المستخدمة في مجالاتٍ عملية واسعة، والتي تختلف فيما بينها في الأسلوب والإلقاء. ومن أهمها نذكر ما يلي:

  • التعليق الصوتي في الفيديوهات التسويقية: تعتبر الإعلانات الترويجية التجارية مكانًا خصبًا للتعليق الصوتي. حيث تقترن الصورة مع الصوت الرنان المؤثر الذي يساهم في وصول العلامة التجارية الخاصة بالمنتجات والخدمات إلى المستهلكين ودفعهم لطلبها والحصول عليها لاحقًا.
  • تسجيلات الصوت للكتب والروايات: يعمل اليوم الكثير من المعلقين الصوتيين في تسجيل مقاطع صوتية يروون من خلالها ملخصات الكتب والرويات المفضلة لدى القراء بأسلوبٍ سردي متزامن مع إدراج صور ومقتطفات نصية أثناء عرض الفيديو. وهي خدمةٌ مهمةٌ جدًّا لكل من يعاني من مشاكل في الرؤية والقراءة.
  • التعليق الصوتي في أفلام الرسوم المتحركة: كما يأسر الصوت لبَّ الإنسان البالغ، فإن تأثيره على الطفل لا يقل أبدًا وربما كان أقوى. وهذا ما نلاحظه عند تعلق الأطفال بأصوات شخصياتهم الكرتونية المفضلة، سواء الحقيقية أو المدبلجة.
  • الأصوات في ألعاب الفيديو: تحتاج ألعاب الفيديو إلى استخدام مقاطع الصوت سواء في الانترو الترويجي الخاص بها. أو بالنسبة للشخصيات البارزة التي تظهر في مراحل اللعب المتتابعة.
  • البرامج الوثائقية: أحد أنواع التعليق الصوتي المميزة والخاصة، حيث يضيف الصوت المؤثر حالة من توثيق المعلومة المقترنة بالمؤثرات الصوتية والمرئية أحيانًا.
  • فيديوهات الأخبار والتعليم: يشرح المعلق الصوتي من خلال الفيديوهات التعليمية والإخبارية؛ فكرة موجهة لشريحة مستهدفة ومتابعة لها. وذلك بقصد أخذ العلم والفائدة منها. كذلك سماع أحدث الأخبار التي تُذاع في الكثير من القنوات المختصة بصورةٍ ثابتة أو متحركة، يتخللها تعليق صوتي دون وجود مذيع مباشر.
  • تطبيقات الهواتف الذكية: كان للهواتف الذكية حصة كبيرة من التعليق الصوتي، لا سيما عبر تطبيقاتها المتنوعة. بما في ذلك تطبيقات التعليم والترجمة القائمة على الاستماع والمحادثة أحيانًا.
أنواع التعليق الصوتي

أنواع التعليق الصوتي

اقرأ أيضًا: أهم خطوات تصميم انترو احترافي

خدمات التعليق الصوتي

تتنوع خدمات التعليق الصوتي لتلبي كافة احتياجات السوق التقليدية والرقمية. والتي سوف نوردها تباعًا وفق ما يلي:

  • خدمات التعليق الصوتي في عمليات الدوبلاج.
  • كذلك خدمة تحرير ومونتاج الأصوات.
  • أيضًا خدمات الهندسة الصوتية.
  • خدمة إدخال المؤثرات الصوتية الاحترافية.
  • خدمة المعالجة الصوتية لمختلف أنواع التعليق الصوتي.
  • المقاطع الصوتية للإعلانات.
  • تسجيل الصوت باللغة الفصحى أو باللهجات المحكية.

أدوات التعليق الصوتي

مهما تعددت أنواع التعليق الصوْتي التي يعمل بها المعلق، لا بدَّ من استخدامه للأدوات والتقنيات الأساسية والتي تعتبر مطلبًا هامًا لنجاح التسجيل وعاملًا مساعدًا في إنجاز خدمات التَعليق الصوتي المتنوعة. وفيما يلي أهم الأدوات اللازمة لتسجيل الصوت وإتمام المقاطع:

  • الحاسوب أو الكمبيوتر المحمول: لا بدَّ من توفر كمبيوتر شخصي أو محمول لحفظ كافة التفاصيل الخاصة بإدارة مشروع التعليق الصوتي. كذلك للاحتفاظ بالمقاطع المسجلة كمرجع شامل، بغية الاستعانة بها عند طلب أي خدمات صوتية لاحقة.
  • الميكروفون: يعتبر من أهم الأدوات الخاصة بعمل المعلق الصوتي، والتي تسمح بوضوح الصوت والتحكم بجودته لتصل إلى آذان المستمعين بكل سهولة ودقة. لذلك يجب اختيار نوعية جيدة ومناسبة للصوت وبأسعار مقبولة. لا سيما في بداية العمل بتسجيلات الصوت.
  • حامل الميكروفون: يلزم كل معلق صوتي حامل للميكروفون لتثبيته ومنع تحركه، بغية عدم الانشغال بأي حركة أثناء تسجيل الصوت.
  • سماعات الرأس: يحتاج المعلق الصوتي إلى سماعات استديو، توضع على الرأس عند البدء بتسجيل مقطع الصوت. والتي تضمن سماع التَعليق الصوتي بكل دقة والتأكد من جودة الصوت وعدم وجود أي شائبة فيه.
  • برامج التسجيل والمونتاج: يجب اختيار افضل برامج المونتاج والتسجيل الصوتي المتوفرة بإصداراتٍ مجانية أو مدفوعة. والتي تعمل وفق أنظمة الحواسيب الشخصية أو المحمولة لإضفاء اللمسة الاحترافية على خدمات التعليق الصوْتي وإزالة الضوضاء من المقاطع الصوتية بما في ذلك برنامج Cubase – Protools – Adobe Audition.

ما هي المعالجة الصوتية لمقاطع الصوت

تعتبر المعالجة الصوتية من الوسائل التقنية الرائدة والمستخدمة في نجاح خدمات التَعليق الصوتي والتي تهدف إلى تعديل الأصوات المُسجلة ودمجها، ثم إعادة تحريرها بدقةٍ عالية وإضافاتٍ جمالية في الصوت لها بصمة خاصة وآسرة في الأذن المُستمعة.

وبناءً على ذلك، تفيد معالجة الصوت في إيجاد الحلول الجذرية لأي مشكلة تطرأ على الصوت المُسجل، بما في ذلك تنقيته من التشويش وإزالة الذبذبات المزعجة. كذلك إضافة مؤثرات صوتية فنية جذابة تجعل المقاطع الصوتية أجمل وأكثر متعة لدى سماعها.

فضلًا عن ذلك، تستخدم المعالجة الصوتية في مونتاج الأصوات وتحسينها بطريقةٍ عالية الجودة، كما يُستعان بها لتقطيع الصوت وفصله عن المؤثرات الموسيقية أيضًا.

اقرأ أيضًا: خطوات تصميم هوية تجارية لشركتك

المعالجة الصوتية لمقاطع الصوت

المعالجة الصوتية لمقاطع الصوت

مهارات المعلق الصوتي الناجح

يجب على الشخص الذي يرغب في تعلم أنواع وخدمات التَعليق الصوتي ويصبح معلقٌا صوتيًا بارعًا ومتميزًا إتقان جملة من المهارات اللزمة لضمان التميز والاستمرارية وهي كالتالي:

  • النطق السليم لمخارج الحروف: من الضروري أن يتمتع المعلق الصوْتي بنطق واضح وسليم لكافة الأحرف الأبجدية، سواء العادية أو اللثوية. كذلك إن كان سيقدم محتواه الصوتي باللغة الفصحى أو بالعامية وذلك بهدف خروج الكلام من فمه بكل وضوح ووصوله للمستمع بشكلٍ متقن خالٍ من أي خطأ في النطق وهذا سوف يشد انتباه المتابع ويجعله أكثر ثقة بالفيديو.
  • الإلمام بقواعد اللغة العربية: يتوجب على من يعمل في مجال التَعليق الصوْتي أن يكون ملمًا بأساسيات وقواعد اللغة العربية. وذلك لتفادي الوقوع في أخطاء لغوية ونحوية تجعل المقطع الصوْتي المقدم ركيكًا ومملًا.
  • الإلقاء الجذاب: في الواقع لا يكفي حفظ الكلام بسرعة وتسجيله المباشر دون أخطاء لنجاح المعلق الصوتي، بل لا بدّ من تميز حضوره وإلقائه الواثق والمتزن الذي يساعده في الخروج عن النص المحفوظ والارتجال بكل ثقة، لا سيما في الفيديوهات التفاعلية والترويجية.
  • القدرة على الإقناع: لا شكّ أن الهدف من معظم المقاطع الصوتية التسويقية هو جذب العملاء وإقناعهم بالخدمات والمنتجات المعروضة، لذلك يتوجب على المعلق الصوْتي أن يتبع أسلوبًا مُقنعًا ومؤثرًا بشكلٍ مباشر لدى العميل.
  • التحكم بمستويات الصوت: يتطلب التَعليق الصوتي قدرةً خاصة على التلاعب بمستويات الصوت وتطويعها بشكل مرن مع النص المكتوب سواء نص تسويقي أو سردي.
  • المحافظة على اتزان إيقاع الصوت: ينبغي على المعلق الصوْتي التحكم في كيفية قول الكلام والموازنة في نطق المفردات وعدم الإسراع بإلقائها لعدم ضياع المتابع وفقدان جمالية الاستماع للتسجيل الصوتي.

اقرأ أيضًا: أهم المهارات اللازمة للعمل الحر

اسعار التعليق الصوتي

تتباين الأجور التي يتقاضاها المعلق الصوْتي تبعًا لتباين أنواع وخدمات التَعليق الصوتي المطلوبة منه. كذلك تبعًا للمدة الزمنية التي يستغرقها لإتمام تسجيل الصوت وتحريره. وفي ضوء ذلك تتراوح أجور المعلقين الصوتيين في المنصات حاليًا ما بين 2 إلى 5 دولار أمريكي. كما يمكن للمعلق كسر هذه الأجور في بداية العمل ضمن مجال التَعليق الصوتي ريثما يكسب ثقة عملائه ويحافظ عليهم.

لكن من جهةٍ أخرى، يمكن الاستعانة بخدمات موقع مستقل الخاصة بتوظيف معلق صوْتي وبميزانية محددة من قبل صاحب المشروع وذلك باتباع ما يلي:

  1. تقديم إعلان عبر موقع مستقل عن الرغبة في توظيف معلق صوتي مستقل ذو خبرةٍ عالية بمجال عمله.
  2. استقبال العروض المقدمة وتصفحها لاختيار الأنسب بعد الاطلاع على نماذج أعمال سابقة للمتقدمين.
  3. مراسلة المستقل الذي وقع عليه الاختيار من خلال رسائل الموقع والاتفاق معه على آلية العمل والمدة والسعر المناسب للطرفين.

اقرأ أيضًا: كيف أصنع علامة تجارية مميزة

وفي ختام سطور مقالنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ خدمات التعليق الصوتي مطلوبةٌ جدًّا اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. وفي مختلف أنواع التعليق الصوْتي التي ذكرناها أعلاه. مما يجعل المنافسة أقوى وأشد وبالتالي من الضروري امتلاك أفضل المهارات اللازمة للمعلق الصوتي وتطويرها دومًا لحجز مقعد متقدم بين عديد المنافسين وكسب ثقة المتابعين والمحافظة عليهم.