إنّ موضوع إيجاد عمل يمارسه الطّالب لبناء خبرته وتأمين حاجاته بشكل مستقلّ، يُعتبر من أهم الأمور الّتي تشغل حيّزًا مهمًّا من تفكيره ووقته، وفي هذا المقال سنقدّم أنجح وأهم أفكار العمل للطلاب، بحيث تحقّق هذه المجالات للطّالب تطوّرًا واضحًا على المستويين الشّخصيّ والمادّيّ، إذا كنت طالبًا وتبحث عن مجالات حقيقية وأفكار ناجحة للعمل، فأنت هنا في المكان الصحيح…ومن يدري، ربّما مستقبلك المهنيّ سيبدأ من هنا.
أفضل أفكار العمل للطلاب
تتلخّص أفضل أفكار العمل للطّلاب ضمن 3 مجالات رئيسيّة:
- التّعليم: ويشمل التّعليم جميع جهود نقل المعلومات العلميّة للغير بأمانة.
- العمل عبر الإنترنت: وهو المجال الأكثر انتشارًا، ويضمّ جميع الخدمات المقدّمة عبر الشّبكة العنكبوتيّة بكافّة أشكالها.
- خدمات البيع على أرض الواقع: وتشمل جميع عمليّات بيع المنتجات بشكل مباشر.
و سنستعرض كل مجال من المجالات بشكل مستقلّ، مع ذكر العقبات التي يواجهها الطّالب ضمن ذلك المجال، وبعض الحلول المقترحة.
التعليم من أهم أفكار العمل للطلاب
يعتبر التّدريس وتعليم الآخرين في صدارة المجالات الّتي يتمّ اقتراحها على الطّالب عادةً في جميع مراحله الدراسيّة عندما ينوي العمل، حيث يعطي الطّالب المعلومات التي امتلكها في سنواته السّابقة لمن هم أقل منه سنًّا، أو لمن هم ضمن مرحلة تعليميّة تسبق مرحلته الحاليّة، حيث من الممكن أن يقوم بإعطاء دورات تعليميّة لهم، أو إنجاز مهام دراسيّة مطلوبة منهم في تلك المراحل على سبيل المثال.
عقبات مجال التعليم وكيفية تجاوزها بسهولة
يواجه المجتمع سواء اعترفنا بذلك أم لم نعترف به، رفضًا داخليًّا موروثًا في عقليّة الطّالب نحو عمليّة تعليم الغير، وذلك بسبب انخفاض المقابل الماديّ الذي يحصل عليه الطّالب لقاء هذا العمل، ويأتي ذلك كنتيجة لعدم تخصّصه في المجال الذي يقوم بتدريسه لزملائه الطّلّاب، وبالتّالي نلاحظ تفضيل الأهالي للاختصاصيّين في تلك المجالات كي يقوموا بمهمّة تدريس أولادهم.
لكنّ الحقيقة الغائبة عن بعض الأهالي، أن الطّالب قادر على إيصال المعلومة في بعض الأحيان بطريقة فريدة وسهلة لزميله الطّالب، وذلك بحكم تقارب العمر والقدرات. وبالتّالي هناك بعض الطّلاب ممّن اختاروا مهنة التّدريس يستحقون مردودًا مادّيًّا يفوق الكثير من الاختصاصيّين في نفس المجال.
وبالتّالي فإن مهمّتك الأساسيّة أيّها الطّالب في حال اختيارك لهذه المهنة، إثبات جدارتك ومهارتك، وعندها ستكتسب مقابل ماديّ يوازي شغفك، بالإضافة لخبرة استثنائيّة في التّعامل مع الغير، ومهارات مميّزة في الحوار، وشيئًا فشيئًا ستتّسع دائرة معارفك، وعندها ستبدأ بصنع خطوات صلبة في مجال إثبات الذّات، فدع الزّمن يثبت جدارتك.
العمل عبر الإنترنت أفضل أفكار العمل للطلاب
يحتلّ العمل عبر الإنترنت مكانة متسارعة في الانتشار، ومن الممكن أن يتحول هذا المجال للمرتبة الأولى والأكثر أهميّة في السّنوات المقبلة من بين أفكار العمل للطلاب، نظرًا لمرونة القيام بجميع الأعمال عبر الإنترنت مكانيًّا وزمانيًّا. بالإضافة إلى اكتساب الطّلاب لمهارات مفيدة أحيانًا وبشكل تلقائيّ، ضمن وسائل التّواصل الاجتماعيّ وبإرادة ذاتيّة تلبيةً للمنافسة، وحبًّا للتميّز والظّهور. فمن مهارات التّصميم والكتابة، لمهارات البرمجة والتّرجمة والدّبلجة والتّنسيق والعديد من مجالات العمل عبر الانترنت المختلفة والمستمرّة في الاتّساع. ممّا يوفّر العديد من مجالات العمل المتاحة للطّلاب.
عقبات العمل عبر الإنترنت للطلاب
من غير الممكن أن نتجاهل أهمية تسويق الذّات في مجال العمل عبر الإنترنت. وخصوصًا عندما نجد توجّهًا عالميًّا تدريجيًّا لاعتباره من أهم أفكار العمل للطلاب.
إنّ تسويق الذّات ليست بالمهمّة السّهلة بالنّسبة للطّالب، فهي تشكّل ضغطًا حقيقيًّا عليه، فمعظم طالبي الأعمال يحتاجون لنماذج من الأعمال السّابقة، أو لشهادة متخصّصة في مجال معيّن، أو خبرة لمدّة معيّنة في ذلك المجال. وهذه العقبة تقتل الرّغبة، ويؤدّي ذلك تدريجيًّا لضمور المواهب نتيجة عدم وجود مساحة للتّعبير عنها.
وطبعًا لا نستطيع أن ننسى آراء المحبطين المتواجدين في بيئة الطّالب، والذين تتمحور مهمّتهم في الحياة حول كيفيّة إحباط الطّالب الموهوب، وقتل موهبته والاختباء خلف حجج واهية.
فإن كنت ممن يبحثون عن أفكار العمل للطلاب، ومهتمًّا بشكل خاص بالعمل عبر الإنترنت، فيجب عليك أن تبدأ في الخطوة الأولى، فمثلًا إن كنت تقدّم خدمة ما، قدّم خدمتك بسعرٍ منافس في البدء أو حتّى مجانًا في بعض الأحيان. ولا تحزن… فإنّك بعد زمن قليل، ستستطيع الانتقال لمرحلة تمكِّنك من وضع شروطك الخاصّة بك لمن يرغبون في التّعاون مع موهبتك.
احذر من الملل أو اليأس أو سماع آراء المحبطين، أحِط نفسك بالدّاعمين. وإن لم تجد فاكتفِ بدعمك لذاتك، اقرأ سير النّاجحين وكيف كانت معاناتهم مشابهة لما تعيشه أنت الآن …وكن على ثقة، ستصبح منهم قريبًا، فقط اصبر وثابر ثم ثابر ثم ثابر.
خدمات البيع المباشر على أرض الواقع
البيع والشّراء هو المجال الأكثر قِدَمًا لتأمين دخل الفرد، ويعتبر من المجالات القليلة الّتي استمرّت ليومنا هذا على الرّغم من قوّة المجالات المنافسة له. وطبعًا نحن نقصد هنا تحديدًا مجال بيع السّلع كفكرة من أفكار العمل للطلاب، وضمن الحياة الواقعيّة بعيدًا عن عالم الإنترنت.
فكما لاحظنا في الآونة الأخيرة، أنّ البيع والشّراء تدريجيًّا أصبح يتحوّل لعمليّات إلكترونيّة تتم عبر الإنترنت. ولكن ما زالت هناك نسبة ليست بالقليلة، يفضّلون شراء السّلع على أرض الواقع منعًا للتّلاعب أو الوقوع في أفخاخ الشّاشات والصّور المعدّلة.
ويستطيع الطّالب على سبيل المثال أن يقوم بشراء منتجات بسعر الجملة من مصدر موثوق، ومن ثمّ يستطيع بيعها بشكل منفرد مع وضع هامش ربح بسيط، وهذا المجال يقوم بتطوير الطّالب على الصّعيد الشّخصيّ، لأنّه يضطرّ لمخالطة أنواع مختلفة من البشر، ويتعلّم أسلوب المفاوضات الصّحيح مع ضمان تحقيق الرّبح المادّيّ أيضًا.
عقبات مجال البيع المباشر وكيفية تجاوزها بسهولة
من أهم العوائق الّتي تواجه الطّالب في هذا المجال هو المنافسة البصريّة. فكثير من المشترين يقومون باختيار مكان شراء السّلع الّتي يحتاجونها بناءً على مظهر المتجر أو مظهر التّاجر وخبرته في الكلام والتّعامل. وبسبب هذا المعتقد، يفقد الطّالب فرصته بأن يكون من المرشّحين الأوائل الذي يقوم الزّبون بالتّوجّه إليه والقيام بعملية الشّراء منه.
وهناك الكثير والكثير من الحلول لهذه العقبة، بحال اعتماد الطّالب على هذه الفكرة تحديدًا من أفكار العمل للطلاب. حيث يجب أن تعلم عزيزي الطّالب أن صاحب المتجر الذي يمتلك بضاعة مشابهة لبضاعتك، يحتاج لمال إضافيّ لكي يظهر بالمظهر الجذّاب المطلوب في مظهره الشّخصيّ أو في مظهر متجره، وبالتّالي فإن هامش ربحه سيكون حتمًا أعلى بكثير من هامش ربحك حتى وإن تماثلت البضاعة المعروضة. ولك أن تتخيّل عندما يعلم أحد المشترين عن جودة بضاعتك وسعرك المناسب، عندها سيقوم بدعوة كل المحيطين به للشّراء منك. وستنفذ بضاعتك تدريجيًّا، بالإضافة طبعًا لاكتسابك للسّمعة الحسنة والمصداقيّة.
من المؤكّد أنّنا عندما نتحدّث عن المظهر الخارجيّ للتّاجر. فإنّنا لا نقصد هنا المظهر الباهظ الثّمن، بل نقصد المظهر المرتّب والّذي يعكس اهتمامه بجودة بضائعه كاعتنائه بجودة مظهره. أمّا بالنسبة لخبرة التّعامل، فهذا يعتمد على شغفك في تطوبر هذا الجانب، ومدى مخالطتك للنّاجحين في هذا المجال، وعندها … ستمتلك أسرار النّجاح.
وفي النّهاية عزيزي الطّالب، لا يوجد نجاح بلا زمن وصبر وعمل مستمر، فالمثابرة ستأتي بثمار حتميّة. ضع خطّتك. ابحث عن داعمين لك في أفكارك، وابدأ … وستروي قصّتك غدًا لطلّاب آخرين يقتدون بك ويبحثون عن دعمك.