تتمتع سوريا بمناخ متوسطي ملائم بشكل كبير لجعله بلدًا زرعيًا بامتياز، حيث تساهم الزراعة بحوالي 27-32٪ من صافي الدخل المحلي، ويمثل منها الإنتاج الحيواني 28-31٪، وقد بدأت صناعة منتجات الحليب في سوريا في الستينيات، إذ بدأت الحكومة باستيراد قطعان أبقار الحليب من الخارج لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبعد ذلك شهدت أسواق أبقار الحليب في سوريا حركة كبيرة على الصعيدين الحكومي والخاص.
أنواع أبقار الحليب في سوريا
- الأبقار الشامية: تتميز الأبقار الشامية بكفاءتها التناسلية العالية، حيث أنها تلد بانتظام كل عام. وتستمر حياتها الإنتاجية إلى أكثر من 16 موسم.
- الأبقار العكشية: تتميز الأبقار العكشية بصغر حجمها، وكفاءتها التناسلية العالية، إضافة إلى تحملها الظروف البيئية السيئة.
- الأبقار الجولانية: تتواجد هذه الأبقار في القنيطرة وجبال القلمون ودرعا، تتميز بخصوبتها العالية، إلا أنها ضعيفة الإنتاج مقارنة مع باقي السلالات، وأصولها قوية ومقاومة للظروف البيئية القاسية، لذلك تستخدم في التهجين لإنتاج سلالات أبقار قوية.
- أبقار الفريزيان: تأقلمت أبقار الفريزيان على الحياة في سوريا، وأصبحت من أكثر الأبقار إنتاجًا للحليب، حيث أنها معروفة بإنتاجها الكبير من الحليب عالي الدسم يوميًا. وتتميز بقدرتها على التزاوج في سن السنتين. وتحتل أبقار الفريزيان المرتبة الأولى في قائمة استيراد الأبقار في سوريا.
- أبقار السمنتال: تتميز بقدرتها على التأقلم سريعًا مع الظروف البيئية المختلفة، فهي أبقار قوية. وكذلك حليبها ولحمها من النوع الجيد والمرغوب.
- أبقار جيرسي: أدخلت هذه الأبقار إلى سورية من بريطانيا. وتتميز بإنتاجها العالي من الحليب الدسم الأصفر. كما أنها قادرة على التأقلم جيدًا مع مختلف البيئات والمناخات.
- أبقار شاروليز: هي أبقار فرنسية الأصل، تتميز بقدرتها على التكيف مع كافة المناخات وبمقاومتها العالية للأمراض. إلا أنها أبقار مزاجية جدًا، وقد تهاجم الإنسان. كما أنها تحتاج لساحات واسعة نظرًا لفرط حركتها. وتتميز بأنها تنجب التوائم فقط.
أهمية العلف لأبقار الحليب
تلعب التغذية دورًا كبيرًا في إنتاجية الحليب، حيث أن التغذية الجيدة أثناء الحمل تؤمن للحيوان العناصر الغذائية الأساسية التي فقدها أثناء الحمل. وكذلك تمد الجنين باحتياجاته الغذائية لبناء جسمه، أما التغذية بعد الولادة فإنها تساعد الحيوان على إدرار الحليب بكمية ونوعية جيدة. لذلك يجب أن تتوفر التغذية الكافية للمحافظة على كمية الحليب المنتج ضمن قدرات الحيوان الطبيعية.
ومن الجدير بالذكر أن تغذية البقرة بالأعلاف الضرورية لإعطائها إنتاجًا عاليًا تعتبر غالية الثمن، حيث تختلف كلفة العلف الذي يحتاجه المربون باختلاف الخلطة العلفية، والتي تتنوع مكوناتها ما بين الصويا والكسبة (بذور القطن)، التي يبلغ سعر الكيلو لكل منها 1350 ليرة (0.47 دولار)، والقمح وسعر الكيلو منه 575 ليرة، والشعير بسعر 560 ليرة، والذرة بسعر 700 ليرة.
أسواق أبقار الحليب في سوريا
معظم أسواق الحليب في سوريا عبارة عن مشاريع خاصة تضم 100-200 بقرة حلوب. حيث أن 60٪ من الحليب ينتج بشكل خام في عبوات غير مختومة ويصل إلى المستهلك من خلال شبكة من بائعي الألبان الذين يجمعون الحليب من صغار المزارعين. حيث يتميز هذا الحليب بعدم وجود أي علاج له أو صلاحية.
وقد طورت الحكومة قطاع تصنيع الألبان الحديث خلال الثلاثة عقود الماضية، إذ أنشأت مزارع أبقار حليب حكومية وخاصة، ويتألف القطاع العام من 3 مصانع ألبان تابعة للدولة تقع في المدن الرئيسية الثلاث دمشق وحمص وحلب. وتتميز هذه المصانع بمعدات قديمة بسعة معالجة يومية 72000 لتر منها 50٪ حليب سائل و50٪ منتجات ألبان (جبن ولبن). بينما يتكون القطاع الخاص من بعض مصانع المعالجة الحديثة (8 مصانع)، التي تتميز بالآلات والتكنولوجيا الحديثة، وتتمتع بقدرات معالجة غير مستغلة بالقدر الكافي، بسبب التوافر المحدود للحليب الخام عالي الجودة، هذا فضلًا عن طلبات السوق المحدودة للألبان المصنعة بسبب السعر المرتفع.
جهود الدولة لدعم سوق أبقار الحليب في سوريا
لقد سعت الحكومة إلى تحسين سوق أبقار الحليب في سورية، باعتباره من الأسواق القائمة على المشاريع الصغيرة المحلية والمتمثلة بطبقة المزارعين من خلال:
- تزويدهم بماشية عالية أو متوسطة الإنتاج مثل أبقار الفريزيان أو الأبقار المحلية.
- منحهم قروضًا ميسرة لشراء بعض الأعلاف لإطعام حيواناتهم.
- توفير الرعاية الصحية المجانية للحيوانات.
يعتبر سوق أبقار الحليب في سوريا ضعيفًا نسبيًا، حيث أنه محصور بمشاريع فردية متفرقة، بالإضافة إلى غلاء أسعار أبقار الحليب والأعلاف، ونقص الطلب على منتجات الحليب بسبب غلاء أسعارها، وغياب تكنولوجيا تصنيع الألبان، لذلك يتوجب على المعنيين وضع استراتيجية منظمة تحسين قطاع تربية أبقار الحليب في سوريا.