المهيمن الأكبر على اقتصاد العالم بأسره، إمبراطورية جمع الذهب والمال عبر العصور. والدولة الأكثر شراهةً لتخزين الذهب وجمعه من كافة أنحاء العالم، إنها الولايات المتحدة الأميركية يا سادة. بذلك تكون الولايات المتحدة الأميركية متربعةً على عرش المال العالمي. فهي تحتوي في مخازنها على ربع مخزون العالم من الذهب الخالص. وذلك لسعي حكومتها الدؤوب منذ تأسيس أول حكومة أميركية على جمع الذهب بكافة الطرق والوسائل، وجعلت ملء خزائنها الهم الأكبر وفي مقدمة أولوياتها. ولكن هناك معلومة خاطئة وشائعة لدى الكثير بمحدودية كمية الذهب المسموح السفر بها من أميركا.
كمية الذهب المسموح السفر بها من أميركا
صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية تعشق جمع الذهب وتخزينه، وتعد الدولة الأولى في العالم بهذا المجال. وهذا ما جعل البعض يخطئ الاعتقاد بمحدودية كمية الذهب المسموح السفر بها من أميركا. ولكن في الحقيقة، ليس هناك حدود، ويحق لك إخراج الكمية التي تريدها من الولايات المتحدة الأميركية. وليس ذلك فقط بل لا توجد أيضًا رسوم جمركية إضافية على الكميات مهما بلغت قيمتها. ولكن توجد إجراءات تنظيمية وإدارية لهذا الأمر، في حال بلغت قيمة الذهب أكثر من عشرة آلاف دولار أميركي أو ما يعادل تقريبًا 200 غرام من الذهب.
الإجراءات اللازمة في حال تجاوزت قيمة الذهب 200 غرام
عندما تبلغ قيمة الذهب للمسافر الواحد 200 غرام، أي ما يعادل العشرة آلاف دولار أميركي. فيتوجب عليه إخطار موظف الجمارك في المطار، وحماية الحدود (CBP). ويتوجب عليه التصريح الكامل عن كمية الذهب التي يود إخراجها من الولايات المتحدة الأميركية. وكما ذكرنا سابقًا لن يتوجب عليه دفع رسوم جمركية إضافية. وسنستعرض الآن كيفية التصريح بشكل مفصل وذلك بحسب نموذج (Fin CEN 105). ويمكنك زيارة موقع الحكومة الأميركية من خلال الضغط هنا.
ما هو نموذج Fin CEN 105 لنقل الذهب من أمريكا
نموذج Fin CEN 105 هو عبارة عن استمارة. يطلب بموجب القانون الفيدرالي من المسافر ملئها. ويسمى “تقرير النقل الدولي للعملة أو الأدوات النقدية (CMIR)”. وهذه الاستمارة إجبارية عندما تتجاوز قيمة ما يملكه المسافر 200 غرام من الذهب أو ما يعادلها من النقد أي حوالي العشرة آلاف دولار أميركي. وتعتبر كتصريح دقيق عما يملكه المسافر بحوزته. ولا داعي للقلق أبدًا من هذا النموذج فهو يضم فقط معلومات شخصيةً عن المسافر، وتاريخ ميلاده وعنوانه الدائم، وما يملكه من نقد أو ذهب. ولا ينصح أبدًا بتجاهل هذا النموذج لأن تجاهله يعرض المسافر لعقوبات ومصادرة كامل الذهب والنقود التي معه.
أين يوجد خزان الذهب الأكبر في العالم
قلعة فورت نوكس، والتي تعد الخزانة الرئيسية لاحتياط الذهب في الولايات المتحدة الأميركية. بنيت بتاريخ عام 1936م، في ولاية كنتاكي الأميركية، بمساحةٍ قدرها خمسة عشر آلاف فدان. وتعرف بشكل رسمي باسم خزانة سبائك الإيداع الأميركية.
تضم حوالي 147 مليون أوقية من الذهب الخالص. والتي تبلغ قيمتها حوالي ستمائة مليار دولار أميركي. كذلك تمثل تقريبًا 3% من الذهب الذي استخرج في تاريخ البشرية كلها. وبالطبع يوجد عليها حراسة مشددة، تمنع أي أحد من الاقتراب. ولم يسمح بدخول الكاميرات إليها إلى ما بعد عام 1974م. حيث جرى زيارتها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ومجموعة من الصحافيين. وأخيرًا لا بد لنا من التنويه بأن هذه الخزانة ليست الوحيدة في الولايات المتحدة الأميركية. ولكنها الأكبر ليست فقط بالولايات المتحدة الأميركية، بل بالعالم بأسره. ويوجد خزانات أخرى في كافة ولايات الولايات المتحدة الأميركية.
علاقة الذهب بالدولار الأميركي
منذ بدايات تأسيس الولايات المتحدة الأميركية قررت الحكومة آنذاك ربط الدولار الأمركي بالذهب. وكثيرًا ما نسمع بهذا المصطلح ولكن ماذا يعني؟ يعني أنه تطبع دولارات بشكل يتناسب مع كمية الذهب الاحتياطي الأميركي. ونتيجةً لذلك بقي الدولار الأميركي مستقرًا لفترة طويلة من الزمن حوالي مئة وثمانين عام تقريبًا. إلى أن جاءت حرب فيتنام عام 1971م. وجرى استنزاف كميات كبيرة من الدولار الأميركي. ولم تعد الحكومة الأميركية تحمل تكاليف الحرب. فأصدر وقتها الرئيس الأميركي نيكسون قرارًا يقضي فيه بفصل الذهب عن الدولار لفترةٍ مؤقتة ريثما تنتهي الحرب. وبذلك أصبح بمقدور الولايات المتحدة الأميركية طباعة كميات دولار كبيرة. ولكن هذا أثر سلبًا على سعر الدولار الأميركي الثابت والمستقر على مدى عقود. وأدى لحصول تضخم وانخفاض قيمة الدولار الأميركي مقارنةً مع الذهب الذي بقي سعره ثابتًا.
وفي الختام، يدرك القارئ بعد قراءة هذا المقال، وبعد معرفته لسهولة إخراج الذهب من الولايات المتحدة الأميركية. وبأنه ليس هناك حد لكمية الذهب المسموح السفر بها من أميركا. بأن الولايات المتحدة الأميركية لديها الكثير وبل الأكثر على الإطلاق من الذهب العالمي. ولهذا السبب لا تحدد للمسافر الكمية المسموحة للخروج بها. وأن قرار فصل ارتباط الذهب بالدولار الأميركي كان السبب الرئيسي بانخفاض قيمة الدولار الأميركي التي بقيت مستقرةً لعقود طويلة.