دور اللغة العربية المعاصرة في عملية تطوير التنمية البشرية المستدامة في الدّول العربيّة.
اللغة هي أداة للتفكير والتواصل فمن دونها لا يستطيع الإنسان التّعبير عن أفكاره ومعتقداته، وكما أنّ الإنسان يتطور على اللغّة أن تكون رديفًا لهذا التطور بل فاعلاً ومؤثرًا نتواصل بها نحياها و نُحييها.
ولا تتطور هذه اللغة إلا من خلال ما تحكم به الحاجات الاجتماعيّة والسياسيّة والتنمويّة مما يجعلنا نتحدث في هذا المقال على دور اللّغة العربيّة في تطوير التنّمية المستمدامة في الدّول العربيّة.
ما هو تعريف اللغة التّنموية ؟
يقصد بهذا التّعريف تطوير لغة المجتمعات المعاصرة ضمن حيزّ مكاني معيّن، ومن خلالها يتمّ التركيز على أشكال الخطابات التّداوليّة الموجودة، إضافة إلى توقعّ خطابات متطورّة تخوّل الأجيال القادمة الاستفادة منها.
خصائص اللغة العربيّة المعاصرة.
- الوضوح وهي الخاصة الفتيّة الأساسيّة التي تبرز إرادة الشعب وتكونّ الحالة الجماهريّة المطلوبة.
- العصرنة و يقصد بها الجمل والكلمات والتعابير التي تتماشى مع روح التّطور.
- الملاءمة: يقصد بها التناغم مع متطلبات الجمهور لتصبح اللغة العربية لغة متفاعلة غير مستنفرة. وهذه اللغة يجب أن يكون طابعها وصفيًا إيعازيّا تتوجه إلى حاسة النّظر وحاسة السمع، ومفرداتها ملائمة لهاتين الحاستين.
- الاختصار : مهما كان حجم التعبير كبيرًا، لا بُدّ من الاختصار الهادف إلى التركيز على الإثارة والوضوح .
- المرونة : تواتر عبارات سلسلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضايا المعاصرة المستجدة.
- الاتساع : على الرغم من ضرورة الاختصار، إلاّ أنّ اللغة العربية المعاصرة يجب أن تتسع لتصل إلى جميع أنحاء المحيط العربي وصولا إلى العالم كلّه ، ذلك لأنّ اللغة العربية تزخر بعدد كبير من المفردات والمصطلاحات اللغوية المهمّة.
ما هي وظائف اللغة العربية المعاصرة الهادفة إلى تحقيق تنمية بشرية مستدامة في الدّول العربية؟
- الوظيفة التعبيريّة : فيها يعبّر المتكلم عن مشاعره بغضّ النظر عن صدقها أو عدمها .
- والوظيفة الإعلاميّة : إغناء الأخبار بمعارف لغويّة متنوعة.
- الوظيفة الخطابيّة: جوهر هذه الوظيفة أهل الخطاب والجماهير. فالجموهر يتفاعل مع المرسل، ويبدي تأثره بشكل واضح.
- الوظيفة الإبلاغيّة : ترتبط هذه الوظيفة بالخطاب الموحي حيثُ يسعى فيها المتكلم (المخاطب) إلى إبلاغ المعنى الذي قصده . وذلك من خلال استخدام صيغ الأمر والنّهي والنّداء .
- وظيفة ما وراء اللّغة: إذ تسمح هذه الوظيفة للمتكلم و المخاطب التأكد من صحة اللّغة وصدق دعواتها.
- الوظيفة الشعرّية: الهادفة إلى إقناع الحواس من خلال الأنشودة( الأغاني) التي تعتمد الإيقاع والوزن والمحسّنات وتنقر على أوتار العواطف.
ما هو دور الحكومات في تحقيق التّنمية المستدامة في الوطن العربي من خلال لغتهم؟
يتجلّى دور الحكومات وفق ما يلي:
جعل اللّغة العربيّة اللغة الأساسيّة في ميدان المعارف العلميّة والثّقافية والتّقنيّة.
تعليم المواد العلميّة باللغة الأجنبية لمواكبة التّطور العالمي، إضافة إلى تخصيص ساعات تعلّم الطلاب ترجمة المصطلاحات العلمية إلى اللغة العربية، وبهذه الطريقة يتكون لدى الجيل الجديد قيمة وطنيّة تساهم في تنمية الحسّ القومي والثقافي لديهم.
تأسيس مجموعات تعنى في ترجمة المصطلاحات التكنولوجيّة الجديدة إلى اللغة العربيّة، بغية خلق تنمية فاعلة.
تعزيز أهميّة اللغة العربيّة من خلال نشرأهميّتها التنمويّة في المدارس والجامعات، وإنشاء منظومات معرفيّة تحمل في طيّاتها أبعادًا روحيّة وفكريّة وإبداعيّة تؤكّد للجيل الجديد أنّ اللغة العربية يجب أن تكون الركن الأساسي في جميع المشاريع الاقتصاديّة والتنمويّة.
اللغة العربيّة لغتنا الأمّ، علينا الحفاظ عليها وتطويرها حتّى تساهم في خلق تنمية بشريّة مستدامة، وفق لغة جديدة مبسطة بعيدة من الأخطاء اللغويّة ومواكبة المتطلبات