تستمر تربية الجمال في سورية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، إذ تنتشر الجمال في العديد من المناطق السورية. كما ركزت الجهات المعنية والمختصة جهودها للحفاظ على الثروة الحيوانية وخاصة سلالات الجمال الشامية النادرة. سنقدم لكم في مقالنا هذا كل مايخص تربية الجمال في سورية .
مناطق تربية الجمال السورية
تنتشر تربية الجمال في العديد من المناطق السورية منها العليانية والهلبة في تدمر، وبوادي سلمية، ودير الزور، والحسكة، وتتركز تربيتها في منطقة الحماد السوري بين السبع بيار والتنف، بالإضافة إلى ذلك تتواجد في دمشق. تتميز مناطق تربية الجمال باختلاف تضاريس الأرض من سهول، ومنخفضات رملية، وتلال. هذا فضلًا عن المناخ الصحراوي الجاف نسبيًا والمناسب لتربية الجمال.
سلالات الجمال المحلية الشامية
يوجد عدة سلالات من الجمال في سورية وأهمها سلالة الجمال الشامية والتي تعتبر من السلالات النادرة والأكثر طلبًا حول العالم. بالإضافة إلى أنها أفضل سلالات الجمال السورية للتربية.
تتميز هذه السلالة برأس صغير ذي جبهة مجدية، وبأذانها الصغيرة المنتصبة، كما أن عنقها طويلة، وحجمها متوسط ولحمها مكتنز. وتتميز بوبر غزير خاصة على السنام والأطراف، ذيلها رفيع متوسط الطول، بالإضافة إلى ذلك ألوانها الجميلة الفاتحة بشكل عام. فاللون الأبيض(الوضحة) هو اللون الغالب على الجمال السورية، ثم يأتي اللون الأصفر(الصفرة)، ثم اللون الأسود(الملحة)، وهو الناتج عن اختلاط الجمال الشامية بجمال الخوار العراقية، والنجدية السعودية.
كما ترقى الجمال الشامية في قطعان مخصصة للجمال أو قطعان مختلطة مع الأغنام والماعز. تبلغ أنثى الجمل بعمر السنتين وتلقح لأول مرة بعمر الأربع سنوات، وتلد كل عامين.
وموسم الحليب عند الناقة حوالي 300 يوم بسنة، إذ تعطي حولي 3000 إلى 5500 كيلو من الحليب. بالإضافة إلى ذلك يعطي رأس الجمل الواحد حوالي 2 كيلو من الوبر الذي يستخدم بصناعة الملابس، والأكياس، والحبال، والوسائد، وغيرها.
تصنيف سلالات الجمال في سورية
- جمال اللحم: من أهم سلالاتها الفلاحي المستورد من مصر، والعربي من السودان، والنجمال من تونس، والجندويل من موريتانيا. وتتميز هذه السلالات بحجمها الكبير وسرعة نموها.
- الحليب: أهم سلالاتها السرناوية والفاخرية المستوردة من ليبيا، والشلاغية والرشايدة من السودان. وتتميز هذه السلالات بقدرتها على إنتاج كميات كبيرة من الحليب تصل إلى أكثر من 2500 كيلو خلال الموسم.
- الجمال ثنائية الغرض: من أبرز سلالاتها الجمال الشامية، والمجاهيم ولوراك المستوردة من السعودية، والهور والسيفدعر من الصومال. وتتميز هذه السلالات بإنتاجها كميات متوسطة من اللحم والحليب معًا.
- جمال السباق: أهم سلالاتها جمال المهارى والهجن. تتميز هذه السلالات بقوائمها الطويلة، وجسمها النحيف. وتصدر إلى بعض الدول الإفريقية، ودول الخليج لتدخل في السباقات.
دعم الدولة لتربية الجمال في سورية
ركزت الدولة السورية على أهمية تربية الجمال، ووضعت كامل جهودها، واهتمامها للحفاظ على الثروة الحيوانية وخاصة الحيوانات الزراعية بما فيها الجمال.
ورغم الظروف والأزمات التي تمر بها البلاد تم توفير كافة ظروف الرعاية المناسبة للجمال، وتم تسجيل كافة المعلومات الخاصة بالجمال الشامية في محطات البحوث العلمية، ومن خلال هذه المعلومات يتم تحديد عروق وسلالات الحيوانية المنتشرة في المنطقة.
كما وتتم دراسة عينات عشوائية لكافة أنواع الجمال في المنطقة لتحديد مؤشرات التربية، والإنتاج، والتناسل بشكل موسع لكل سلالة.
بعض مشاكل تربية الجمال
- العادات والتقاليد في تربية الجمال ومنها نقل الجمال لمسافات شاسعة تصل إلى مئات الكيلومترات وهو النمط السائد في معظم الأقطار.
- انتشار بعض الأمراض والأوبئة، وكذلك عدم توفر الأدوية المناسبة لكل مرض. بالإضافة إلى ذلك ضعف الخدمات الطبية المقدمة لمربي الجمال.
- انخفاض معدل الولادات، وضعف التراكيب الوراثية، وعدم وجود اختبار وراثي للإنتاج.
- استيرد الأبقار الأجنبية وانتقال اهتمام المزارعين لتربيتها لإنتاج الحليب، مما شجع مربي الجمال على زيادة الذبح الجائر لقطعان الجمال، وخاصة النوق، مما أدى إلى انخفاض أعداد الجمال.
- اكتشاف أبار النفط في أغلب المناطق وهذا السبب الرئيسي الذي أغوى مربي الجمال لترك تربيتها، والانتقال للعيش داخل المدن للرفاهية.
- بالإضافة إلى ذلك التطور في الصناعات، وخاصة وسائل النقل من سيارات، وناقلات، وطائرات. مما أدى لنخفاض أهمية الجمال للتنقل والتجارة.
وأخيرًا، بالرغم من جميع الظروف والمشاكل التي تمر بها تربية الجمال في سورية إلا أن الدولة السورية تسعى جاهدة لإعادة ازدهار هذه المشاريع، وزيادة أعداد قطعان الجمال في المنطقة، والمحافظة على سلالة الجمال الشامية.