ممّا لا شكّ فيه أنّ تربية الأبقار في السعودية من أكثر المشاريع المربحة في المملكة بشرط إدارتها بطريقةٍ صحيحةٍ. حيث تعمل على تأمين الاكتفاء الذاتي والتّقليل قدر المستطاع من نسبة استيراد المنتجات الأساسيّة كالحليب ومشتقّاته وَاللُّحُوم إضافةً إلى الجلد. فماذا عن تربية الأبقار في السّعوديّة؟ ما المعوقات التي تعترضها؟ هذا ما سنتعرف عليه تاليًا.
كيفيّة تربية الأبقار في السعودية
تربية الأبقار في السعوديّة من المشاريع الشائعة والأساسيّة ضمن المملكة، ومن المتعارف عليه أنّ المراعي السعودية من أهمّ وأكبر المزارع لتربية الأبقار من حيث العدد والإنتاج واليد العاملة. وتختلف طريقة تربية الأبقار في السّعوديّة عن تربية باقي المواشي. حيث تتضمن ما يلي:
- اختيار أنواع الأبقار لاسيّما الحلوب كسلالة الأنجوس وشقراء الأكتين والأبقار اَلْهُولَنْدِيَّة. ومن مميّزاتها ألوانها المتفاوتة، وفرة إنتاجها للحليب، ناهيك عن لحمها الدّسم.
- بناء حظائر الأبقار ذات المواصفات المميزة، والتي يندرج ضمنها تأمين المساحة اَللَّازِمَة للبقرة، حيث تحتاج كلّ منها إلى مساحة تتراوح بين 3. 7161 و7. 4322 متر مربّع. أضف إلى ذلك وجود نظام تهوية مناسب، واختبار موقع ملائم.
- اختيار الأعلاف التي تساهم في زيادة إنتاج كميّة الحليب وتسمين الأبقار. إضافةً إلى الالتزام في مواعيد التّغذية. زد على ذلك تأمين المياه العذبة والنّظيفة، لأن تربية الأبقار في السعودية بحاجة إلى كميّة كبيرة من المياه.
ما هي أفضل سلالات الأبقار الحلوب في السعودية؟
- سلالة الأنجوس: يعود أصل هذه السلالة إلى شمال شرق أسكتلندا. وتمتاز بلونها الأسود والأحمر. كما تُعتبر من أجود سلالات الأبقار الخاصة بإنتاج اَللُّحُوم.
- سلالة شقراء الأكتين: وهي من السلالات فرنسيّة الأصل والتي تتميّز بطول رأسها ولونها الفريد الذي يتأرجح بين الأشقر والأبيض. كما تتميّز أيضًا بسرعة نموّها وطراوة لحمها.
- الأبقار اَلْهُولَنْدِيَّة أو الهولستين: وتعتبر هذه السّلالة الأهمّ في تربية الأبقار في السعودية نظرًا لأنّها غزيرة الإنتاج اليوميّ من الحليب قليل الدّسم. ومن ميزاتها أيضًا لونها الأحمر أو الأسود والأبيض.
معوقات تربية الأبقار السعوديّة
تعترض عمليّة تربية الأبقار في السّعوديّة إلى معوقات عديدة نوجزها وفق الآتي:
- خطورة انقراض بعض أنواع الأبقار غير القادرة على مقاومة الجوّ الحارّ والعديد من الأمراض القاتلة والمعدية كالطّاعون مثلًا. أما السّبب الأساسيّ لانقراضها فهو عيشها على كميّة قليلة من الغذاء وبالتّالي تراجع نسبة إنتاجها للحليب وَاللُّحُوم. لذلك استبدلها العديد من المزارعين بأنواع أخرى أكثر إنتاجيّة.
- غياب القدرة الشرائيّة لدى بعض المزارعين للأعلاف المصنّعة الغنيّة بالمعادن الأساسيّة للأبقار والتي تساهم في إنتاج الحليب وَاللُّحُوم في آنٍ واحدٍ.
- وضع الأبقار في مساحات ضيّقة. الأمر الذي يجعل الأبقار عرضةً لانتقال الأمراض المعدية والقاتلة.
- صعوبة تأمين أحدث الآلات الحالية والمستخدمة في تصنيع مشتقّات الحليب كالأجبان والألبان.
- فقدان اليد العاملة في بعض الأحيان والتي تعتبر ضروريّة وأساسيّة خاصّةً في مجال تنظيف الحظائر.
شروط تحقيق الأرباح من مشروع تربية الأبقار في السعودية
تخضع عمليّة تربية الأبقار في السعودية لشروط أساسيّة بغية تحقيق أكبر نسبة ممكنة من الأرباح. ومن هذه الشروط نذكر ما يلي:
- اختيار أفضل أنواع الأبقار المنتجة للحليب وَاللُّحُوم.
- تلقيح الأبقار والاهتمام بها في كافّة مراحل الحمل حتّى الوضع.
- الاهتمام بالعجول حديثة الولادة.
- تأمين الأعلاف المناسبة والمياه العذبة والنّظيفة بوفرة ممّا يضمن وفرة إنتاج الحليب وَاللُّحُوم.
- تغذية الأبقار بشكلٍ دوريٍّ ومنتظم، مما يضمن سلامة جسمها.
- التّعاقد مع طبيب بيطريّ يقوم بكشفٍ دوريٍّ على صحّة الأبقار، ويكون قادرًا على تأمين كافّة العقاقير اللّازمة.
- استعمال أحدث التّقنيات في عمليّة حلب الأبقار وتصنيع مشتقّاته بدلًا من الطرق التّقليديّة والهدف من ذلك زيادة الإنتاج وتخفيف الهدر في الوقت.
- تسويق الحليب ومنتجاته وتصدير الفائض منه، وبالتّالي تحريك العجلة الاقتصادية، وزيادة أرباح المزارع، وتأمين عائد إضافيّ لخزينة الدّولة.
تُعدّ عمليّة تربية الأبقار في السعودية من الأمور الصّعبة والمربحة في نفس الوقت. وذلك بسبب المتطلّبات الماليّة والتّكنولوجيّة والصّحيّة والبيئيّة التي يستحيل في بعض الأحيان تأمينها خاصّة لدى صغار المزارعين. إلّا أنّ مردودها عالٍ جدًّا للكبار منهم وذلك بسبب قدرتهم على تأمين كافّة المستلزمات الأساسيّة والعمل المستمرّ على مواكبة كلّ ما هو جديد في عمليّة تربية الأبقار. ولا ننسى أيضًا أنّ أهمّ وأضخم المزارع موجودة في السعودية!