حورس، إله السماوات في الأساطير المصرية القديمة، صوّرته النقوش على هيئة جسدٍ بشريٍّ برأس صقر. فلطالما كانت الطيور ذات مكانة مقدسةٍ ورفيعةٍ لدى المصريين، ولطالما ألمّوا بأهميتها. ولكن ومن المفارقات أن يحظى الصقر والطيور حاليًا في سماء مصر بالتبجيل لسعرها أكثر من مكانتها المقدسة. وفي سعيٍ من الحكومة المصرية لحماية الطيور وتنظيم تجارتها سنّت العديد من القوانين، ونظّمت تجارة الطيور بشكلٍ عام، وطيور الزينة بشكل خاص. هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، وهو تجارة طيور الزينة في مصر.
اليوم، تقع مصر في موقع هام واستراتيجي للطيور، لكل من الطيور المهاجرة منها والمحلّية. فتشكّل ضفاف النيل والدلتا وسواحل البحر الأبيض المتوسط موطنًا لمجموعةٍ واسعةٍ من النظم البيئية، وموئلًا هامًا للطيور. وكان لابد من حماية هذه الطيور من الصيد غير الشرعي، والذي يهدّد العديد من طيور الزينة بالانقراض. فاستطاعت طيور الزينة في مصر استقطاب العيون والأنظار إليها؛ لجمالها وجاذبيتها وسهولة تربيتها، لتكون مزارع تربية الطيور أحد المشاريع التجارية المحلية الرائدة.
اعتمدت مشاريع تطوير طيور الزينة على آلياتٍ خاصةٍ للتربية ولعمليات التفريخ، وتطوير سلالاتٍ جديدةٍ، لتغطية حاجة السوق المحلي في مصر، وتصدير الفائض للخارج. فاعتبرت إحدى المشاريع الجديدة والتي حققت نجاحًا مذهلًا. فما هي أهم طرق وقوانين استيراد وتصدير طيور الزينة في مصر، هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا حول تجارة طيور الزينة.
استيراد طيور الزينة في مصر
قبل البدء بمشروع تربية طيور الزينة لا بد من الحصول على أفضل وأجمل الأنواع، وفي هذا المجال أمامك عدة احتمالات، إما الاعتماد على الأنواع المحلية، أو الاستيراد من الخارج. ومن أشهر دول استيراد الطيور إلى مصر دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والقارة الاسترالية، وإندونيسيا وسوريا ولبنان في آسيا، وبعض دول شمال إفريقيا. ومن أهم طيور الزينة المستوردة عصافير الكناري والزيبرا والجولدن فينش والحسون.
تخضع شحنات طيور الزينة المستوردة لعدة شروط قبل دخولها إلى الأراضي المصرية، فلا بد من توافقها مع شروط الحجر البيطري في الجمهورية المصرية، واللوائح التنفيذية، والوزارات ذات العلاقة المباشرة، ومع التوجيهات الإدارية. كما يجب أن تحمل طيور الزينة المستوردة الشهادات الصحية البيطرية الأصل، وشهادة المنشأ الصادرة عن السلطات الحكومية في بلد التصدير، والتي وقبل وصولها للبلد يجب أن تحصل على التصديق من قبل السفارة المصرية.
بعد وصول الشحنة من الواجب أن تخضع للحجر الصحي لمدة 15 يوم قبل وصولها للأراضي المصرية. لذلك يجب على من يرغب في الاستيراد بتقديم طلبه في الحصول على الإذن قبل شهر واحد على الأقل. وفي حال عدم مطابقة الشحنة لأحد الشروط يحق للجهات المعنية رفضها.
ولكن وفي أكتوبر من عام 2019م قررت الإدارة المركزية للحجر البيطري في الهيئة العامة للخدمات البيطرية في مصر وقف جميع عمليات استيراد طيور الزينة حتى مارس العام التالي، كخطوةٍ احترازيةٍ منها لمنع انتشار أوبئة طيور الزينة، مثل مرض انفلونزا الطيور والإسهال، لسهولة إصابة طيور الزينة بالأمراض مشكلةً بذلك مصدر عدوى لكلّ من البشر والحيوانات الأليفة.
تصدير طيور الزينة في مصر
صُنّفت مصر في منظمة صحة الحيوان العالمية على أنها تتضمن مرض إنفلونزا الطيور، مما انعكس سلبًا على حركة تصدير طيور الزينة فيها. فلا يوجد تصدير للطيور منها إلا إلى دول عربيةٍ شقيقةٍ كالعراق وسوريا، وبوجود وسيط تجاريٍّ فقط. مما جعل سوق تصدير طيور الزينة العالمي حكرًا على دول شرق آسيا. فموقع مصر الاستراتيجي كمحطة لآلاف الطيور المهاجرة كان له انعكاساتٍ سلبيةٍ على طيورها وأنواعها المحلية. استطاعت تلك الطيور من نقل أمراضها للطيور المحلية عمومًا وطيور الزينة تحديًدا. وانحصرت تجارة طيور الزينة ضمن مزارع خاصة للأسواق الوطنية.
أهم مزارع طيور الزينة في مصر
لجأ البعض للحصول على رخصة متجر للحيوانات الأليفة أو مزارع مرخصة لطيور الزينة التجارية. لخدمة كل من محبي وهواة جمع الطيور، ولأولئك ممن يعمل في مجال تجارة طيور الزينة، أو للتصدير للخارج. استطاعت هذه المزارع تأمين أنواع عديدة ومختلفة من طيور الزينة للسكان المحليين في كامل بقاع الجمهورية المصرية. ومن هذه المزارع ما يلي:
- مزرعة النعام الهولندي: لا تقتصر الحيوانات التي تربيها على طيور الزينة، بل تمتلك بالإضافة للنعام العديد من الطيور الأليفة والدواجن، والخيول. تتواجد في القاهرة بمدينة نصر.
- مزرعة سامي جرجس: تختصّ في تربية مجموعةٍ متنوعةٍ من الحيوانات الأليفة مع طيور الزينة. وتقع في الزمالك مدينة القاهرة.
بالإضافة لمجموعة واسعة ومتنوعة من المزارع ومتاجر طيور الزينة، على سبيل المثال بيت هاوس ومزرعة الأهرام، و طيور الجنة، وآل الخير، وبادجي وفيوتشر، وغيرها من المزارع التجارية التي تقدم لزبائنها خدمة أجود أنواع طيور الزينة.
بعض أنواع طيور الزينة في مزارع الطيور
طيور الكناري
من أجمل أنواع طيور الزينة الصغيرة التي تتميز ليس فقط بجمال وجاذبية ألوانها، كذلك تشتهر أيضًا بعذوبة ألحانها وصوتها العذب، الذي يصدح بمجرد سماعها لموسيقى أخرى، سواء كان مصدرها آلاتٍ موسيقيةٍ أو صوت طائرٍ آخر.
عصافير الحب
تعد من الطيور المفضلة لمحبي الطيور وللتجار. فهي طيورٌ جميلةٌ وجذابةٌ. تعيش كأزواجٍ أو كأفراد دون وجود شريكٍ لها، ولكن تتطلب وقتًا وعنايةً كبيرين، فاحتياجاتها عديدة كالتغذية الخاصة بالحبوب الطازجة، والعناية الطبية الدورية، وهي معلومات تزود مزرعة الطيور عملائها بها.
يعتقد البعض أنها البطالة وقلة فرص العمل ما ساعد في تطور تجارة طيور الزينة في مصر. في حين يجدها البعض الآخر ممن يحب الطيور تجارةً مربحةً إلى جانب الشغف والحب لها. ولكن يلجأ البعض إلى الصيد غير القانوني والفخاخ الهوائية التقليدية لما تحققه لهم من ربح. لذلك وقعت الحكومة المصرية على جميع الاتفاقيات الدولية الرئيسية للحد من هذه الظاهرة ولحماية التنوع الحيوي للطيور ودعمًا لتجارتها، وحولتها إلى القانون المصري، ودمجتها مع قوانينه.