الطيور تلك الكائنات اللطيفة والرفيق الذكي للإنسان على مرّ العصور. نجدها في قصص الأطفال وحكايات الجدات كصديقٍ مرافقٍ للبطل ومساعدٍ له في مواجهة المحن. هذا النوع من الطيور هو ما يسمى بالطيور الأليفة، والتي استطاع الإنسان على مدى قرونٍ طويلةٍ تدجينها وترويضها لتصبح طيور زينة. تتنوع طيور الزينة بأنواعها وأحجامها وأشكالها، فمنها الصغير كالكناري، ومنها عائلة الببغاء كالببغاء الرمادي وببغاء غابون. وبغض النظر عن هذا الاختلاف، فهي تحتاج إلى رعايةٍ خاصةٍ واهتمامٍ بها لإمدادها بحاجياتها الأساسية، ولتستطيع التأقلم مع بيئتها وتبقى محافظةً على طبيعتها الحيوية. وفي هذا المقال سأقدم لمن يرغب بعض المعلومات عن أهمّ شروط تربية طيور الزينة، ليكون دليلًا مُبسّطًا لمن يرغب بتعلم كيفية تربيتهم.

قد يعتقد البعض أن تربية الطيور على قدر من السهولة لصغر حجمها، وإمكانية الحفاظ عيها ضمن القفص. مكتفين بالاستمتاع بجمال شكلها وحركاتها. ولكن وبمرور الوقت قصرت حياة العديد من طيور الزينة بسبب سوء التغذية والرعاية غير الصحيحة في أسرها. فتستطيع العديد من الطيور العيش لأعمارٍ طويلةٍ. ومع ذلك، إذا لم يتغذوا جيدًا ولم يتلقوا الرعاية المناسبة، قد يتعرضون للنفوق المبكر قبل أوانهم. فهم كما الأطفال الصغار بحاجة لرعاية خاصة بهم وبحاجاتهم ومقتنياتهم، كذلك طيور الزينة بحاجة لتأمين جميع سبل الراحة في بيتها الجديد، لتعيش بصحةٍ وسعادةٍ. وللتعرف على أفضل أساليب وشروط تربية طيور الزينة تابعوا معي القادم.

شروط التغذية الصحية في تربية طيور الزينة

يقع العديد من مربي طيور الزينة في خطأٍ شائعٍ أثناء تربية طيور الزينة وتغذيتها، فيعتمدون على تقديم نظامٍ غذائي محدد السعرات الحرارية بغض النظر عن نوعية العناصر الغذائية الموجودة فيه. كما في الاعتماد على نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالبذور والحبوب. وعلى الرغم من أنه نظامٌ شائع وغير مكلف إلا أنه يتسبب في سوء تغذية الطيور. فكما في الوجبات السريعة للبشر، فإن حمية البذور غنيةٌ بالدهون، ومنخفضة المحتوى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن التي تحتاجها الطيور للمحافظة على صحتها. في حين تسبب حمية الحبوب لطيور الزينة مشاكل في الكلى. فيضعف الجهاز المناعي وأنظمة الجسم مما يجعل الطائر عرضةً للإصابة بالأمراض.

لذلك من الواجب على المربيين اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ غنيٍّ بجميع العناصر الغذائية؛ من فيتامينات ومعادن وبروتينات وكربوهيدرات ودهون. وعليك باستشارة الطبيب حول أفضل أنواع الطعام المخصصة لحيوانك الأليف. في حين تستمتع بعض أنواع الطيور بتناول الطعام الطازج كالفواكه بالإضافة للأغذية الصنعية الجاهزة، كالخضار والفواكه. بشكلٍ عامٍّ عليك بإتباع التعليمات التالية فيما يخص غذاء طيور الزينة:

  • تجنب بعض الأغذية السامة بالنسبة لطيور الزينة كالشوكولاتة والافوكادو والأطعمة المملحة. حافظ على نظافة غذاء الطائر بغسل الصحون وأطباق الغذاء بالصابون والماء الساخن.
  • شرب المياه النظيفة في جميع الأوقات.
  • لا تضف المكملات الغذائية أو الفيتامينات أو العصير مع المياه لأنها تحفز نمو البكتريا، وقد تجعله غير مستساغٍ للطائر.
  • المحافظة على النظام الغذائي المتوازن للطير.

شروط النظافة للتربية الصحيحة لطيور الزينة

  • من أكثر الألعاب المفضلة للطيور هي مضغ الأشياء لذلك لا بد من تأمين مكانٍ نظيفٍ ومصنوعٍ من مواد غير قابلة للأكل أو غير سامة. وفيما يتعلق بالقفص يجب أن تكون المسافة بين القضبان بحيث لا يستطيع الطائر إخراج رأسه من خلالها. ومصنوعة من الأسلاك غير المجلفنة لأنها تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من الزنك؛ مما يشكّل خطرًا للتسمم.
  • أن يزوّد القفص بشبكةٍ سفليةٍ تسمح بمرور الفضلات وبقايا الأكل خلالها. يفضل استخدام الصحف والمناديل الورقية وغيرها كبطانة للقفص، دونًا على رقائق الخشب أو أكواز الذرة المقطعة. واستبدالها بشكلٍ يوميٍّ، مما يساعد على مراقبة فضلات طائر الزينة.
  • توفير أكبر مساحةٍ ممكنةٍ ضمن القفص ليتمكن الطائر من فرد جناحيه. وفي حال استخدام الأقفاص الخارجية يجب أن تكون محمية من العوامل الخارجية والآفات والحيوانات المفترسة.
  • تزويد القفص ببعض المجثمات أو فروع الخشب ليستخدمها الطير للوقوف أو المضغ أو القفز عليها، مثل طائر الطوقان، مع مراعاة ثباتها كي لا تسقط في فضلات الطائر أو أطباق المياه.
  • المحافظة على درجة الحرارة المناسبة لنوع طائر الزينة لديك، واحذر من التغييرات المتكررة في درجات الحرارة.
  • الاستحمام الدوري لمرةٍ أو مرتين في الأسبوع لطير الزينة، وخاصة في المناطق الجافة، مما يساعد في الحفاظ على نظافته، وعلى الحالة الجيدة للريش.
  • الأجهزة التنفسية للطيور أكثر حساسية من البشر. ففي حين يصاب الإنسان بالتحسس من بعض الملوثات الهوائية، فإنها قد تسبب موت طائر الزينة، مثل مخلفات المبيدات الحشرية، والمنظفات ، ودخان الخشب، ومعطرات الجو والبخور والشموع المعطرة، وبخاخات الشعر، والعطور ومنتجات التنظيف وحرق اللدائن، لذلك قد يفيد استخدام مرشحات للهواء الداخلي.
  • المحافظة على الروتين اليومي لطيور الزينة، فهي تستيقظ مع الفجر وتنام عند الغسق، وتحتاج 10- 12 ساعة نوم، لذلك احرص على عدم تعريضها للأضواء المنزلية ليلًا، مما قد يحرمها النوم ويضرّ بصحتها.

شروط النشاط البدني والتحفيز العقلي لتربية طيور الزينة

الطيور أحد أمهر اللاعبين الرياضيين، فالرياضة جزأٌ أساسيٌّ من غريزتها الطبيعية وتمارسها بشكلٍ يوميٍّ في الطبيعة، لذلك يجب تأمين بيئةٍ منزليةٍ آمنةٍ تسمح لهم بالطيران الحر في المنزل، للمحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والعظام والعضلات. تساعد التمارين العقلية على تحفيز الطيور الذكية، مما يحافظ على الصحة العقلية والسلوكية. كذلك اللعب مع الأطفال يعدّ من التمارين الجيدة.
بالنسبة للطيور التي لا تطير يمكن تأمين بعض التمارين الأخرى؛ مثل توفير ألعابٍ للمضغ كأقماع الصنوبر، أو مشاركتهم في لعبة البحث عن الطعام، أو لعبة كرة القدم الصغيرة؛ كحبة الذرة أو الرمان.

شروط الفحص الطبي والدوري لتربية طيور زينة

بعد شراءك لطير الزينة عليك بمراجعة الطبيب البيطري، وإجراء زيارات روتينية للكشف المبكر عن أيّة أمراضٍ محتملة، مما يساعد في الحفاظ على صحة الطيور. من أشهر علامات المرض انخفاض الشهية ومستوى النشاط، أو كثرة النوم أو العطس أو الإسهال أو القيء وغيرها. كما لا بدّ من التقليم المستمر والدوري للأظافر، كما الجناح لمنحه منظرًا جميلًا.

اذًا للحفاظ على علاقةٍ طيبةٍ مع طائر الزينة لا بد من الحفاظ على شروط التربية الصحيحة له، وتقديم الرعاية والاهتمام. فهي ليست فقط للمنظر الممتع للعين، إنما عليك بناء علاقةٍ وثيقةٍ معها للحصول على طائر سليمٍ وحيويٍّ وسعيد.