الإنسان يبحث دائماً حوله لكي يستفيد من أي شيء قد يجلب له المنفعة، وقد استفاد البشر بالفعل حتى من الصفات الموجودة عند الحيوانات كما استوحى البشر من الحيوانات كثيراً من التقنيات لكي يطوروا وسائل نقل وآليات وأدوات فمثلاً استفادت شركة مرسيدس من الدجاجة حتى تقدم تقنية مثالية للثبات في سياراتها.

استفادة الصناعة من ميزان بعض الحيوانات

ميزة رأس الدجاجة ومرسيدس

تمتلك الدجاجة قدرة فريدة وهي ثبات الرأس فهما تحرك جسدها يبقى رأسها ثابت وهذا نتيجة منعكس دهليزي مرتبط بعين الدجاجة، ولما كانت الميزة تفيد في مجال الثبات فقد ألهمت هذه الميزة المهندسين المصممين لدى شركة مرسيدس الأمر الذي أدى إلى تقنية جديدة تدعى تقنية التحكم السحري للجسم.

ميزة شكل الطيور وانسيابيتها

كما حاول الانسان في بادئ الأمر بأن يحاكي الطيور فكسا نفسه ريشاً كي يحلق في الفضاء بحرية وتوالت المحاولات الفردية وكان لبعضها نهايات مميته وبعضها الآخر كان فيه شيء من المجازفة كالرجل النمساوي الذي قفز من برج ايفل بباريس عام 1912 مرتديا لباس واسعاً أشبه بالمظلة لكي يحد من سرعة سقوطه الا أنه لقي حتفه.

هل استفاد مكتشفو الطيران وصانعو الطائرات من الصفات الموجودة عند الطيور

إن ما توصل اليه هؤلاء المخترعون والمكتشفون لم يكن وليد الصدفة بل كان للطيور الفضل في ذلك حيث ظلوا يراقبونها لفترات طويلة في محاولة منهم للتوصل لسر طيرانها.

لذلك كان للطائرات اولاً شكلا انسيابياً كما الطيور فان الانسيابية مطلوبة في الشكل الخارجي للطائرة حتى تحدث مقاومة للهواء تكون سببا في عدم سلاسة مرور التيار الهوائي على الهيكل وبالتالي حدوث دوامات هوائية مضطربة تزيد من جهد المحركات حتى أن عجلات الهبوط تنضم الى جسم الطائرة بعد الإقلاع للسبب نفسه تماما كما تفعل الطيور.

كما حاول المصممون أن يكون هيكل الطائرة وأجزائها خفيفة الوزن وقوية بنفس الوقت كما هي عظام الطيور تتميز بخفة وزنها وقوتها كي تتحمل تغيرات الضغط الجوي أثناء الطيران على ارتفاعات مختلفة.

أما بالنسبة للجناح وهو الجزء الرئيسي الذي يعتمد عليه كل من الطائر والطائرة لتحقيق عملية الإقلاع والبقاء في الجو لذلك كان شكل جناح الطائرة يشبه الى حد كبير جناح الطائر.

ميزة جسم الأسماك وطريقة حركتها

ولم يتوقف البشر بالاستفادة من الحيوان عند هذا الحد بل أيضا استمرو بالبحث والاكتشاف والتصميم حيث توصّلوا الى صناعة الغواصات وهي مركبة بحرية متخصصة ومجهزة بالمعدات اللازمة للغوص تحت الماء وتم استخدامها لأول مرة لأغراض عسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى وتطورت فيما بعد لتستخدم لأغراض البحث العلمي.

يعتمد عمل الغواصات على قاعدة أرخميدس للطفو وتحتوي بعضها على حاويات للتحكم في كثافة الغواصة والتحكم في عمقها في الماء وهذا يشبه ما تفعله الأسماك حيث توجد لديها حوصلة هوائية في البطن تملأ بالماء وتفرّغ.

وطبعا هناك أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى عن مدى استفادت البشر من الحيوانات في تطوير التقنيات والآليات وكل شيء قد يقدم لهم المنفعة ويخدمهم في قضاء حاجاتهم اليومية.