إنّ الشخص الّذي ينشد النجاح والارتقاء في مسيرة حياته، يحتاج إلى تفكير عميق، وخطة استراتيجية محكمة. وفيما يلي سنتحدث عن أهم أدوات التفكير الاستراتيجي المساعدة في سبيل ترتيب أفكار وأهداف هذا الشخص للوصول إلى مبتغاه. ومن المعروف أنّ مصطلح التفكير الاستراتيجي هو عملية ذهنية، وفكرية يطبقها الفرد في سبيل تحقيق أهدافه ضمن عمله، أو حياته. ويصنّف التفكير الاستراتيجي على أنّه نشاط بشري معرفي ينتج عنه التفكير واتخاذ القرار. علاوة على ذلك، وعند الاعتماد على التفكير الاستراتيجي ضمن عملية إدارة تنظيمية، فذلك يتضمّن تطبيق كل الرؤى والأفكار الفريدة الهادفة إلى خلق التميّز والتنافس لأيّة مؤسسة أو شركة. بالإضافة إلى ذلك يمكنك تطبيق التفكير الاستراتيجي بطريقة فردية، أو من خلال التعاون مع الأشخاص المسؤولين ضمن الشركة أو المؤسسة في سبيل الحصول على تغيير إيجابي يخدم المجتمع. ومن الممكن أن يخلق التفكير الاستراتيجي قيمًا جديدة، قيمة أكبر للحلول من خلال توليد ما يعرف بالحوار الخلاق في مجال تبادل وجهات النظر بين الأفراد المتحاورين.
أهم أدوات التفكير الاستراتيجي
اتفق عدد كبير من الباحثين، والخبراء في مجال التفكير الاستراتيجي على أنّ هذا التفكير يتكوّن من العديد من الأدوات، والعناصر الّتي يستخدمها الإنسان في عملية التفكير. وسنخبركم فيما يلي عن أهمّ أدوات التفكير الاستراتيجي مع شرح بسيط لكلّ منها:
التركيز على الغاية
إنّ الدّافع الرئيسي وراء الغاية هو التفكير الاستراتيجي العميق، فهذا التفكير يحتوي على وجهات نظر محدّدة حول كلّ من المركز التنافسي للفرد أو الشركة في الوقت الحالي. وفكرة شاملة حول الأداء العام للسوق على المدى الطويل، والّذي تصبو الشركة للوصول إليه. وبالتّالي يخلق شعورًا عامًا يوجّه الشركة أو الفرد نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
اغتنام الفرص بذكاء
لا بدّ من الحرص بشكل دائم على اغتنام الفرص المتاحة أمامك في سبيل تحقيق الارتقاء، والريادة في مجال الاستراتيجية التنافسية. ويمنحك ذلك الفرصة على خلق استراتيجيات جديدة مفيدة على الأمد الطويل. علاوة على ذلك فإنّ عنصر اغتنام الفرص ملائم بشكل كبير للبيئات المتغيرة. وهذا الأمر يحتاج إلى وجود بيئة عمل منظمة قادرة على ممارسة اغتنام الفرص المناسبة في المستويات الدنيا والعليا على حدّ سواء. علاوة على ذلك فإنّ أهمّ مميزات الشركات الناجحة هو قدرتها على التكيّف من دون الحاجة للاعتماد على البصيرة الاستثنائية للإدارة العليا.
التفكير المنظم
وهو يعني قدرة جميع الموظفين في الشركة أو المؤسسة على اختلاف مستوياتهم سواء المدراء أو العمال على التفاعل والعمل مع بعضهم البعض في سبيل الوصول إلى الأهداف القريبة والبعيدة المدى للشركة. ويتمّ وضع هذه الأهداف من قبل الشركة. مع الحرص على إجراء تقييم دوري لها بكافّة أجزائها، وعناصره في سبيل الوصول إلى التجانس المتكامل الّذي يخدم الشركة ككل ويساهم في ارتقائها.
التفكير في الوقت المناسب
ولهذا التفكير 3 مكونات أساسية، وهي:
- المقارنة المستمرة، وإجراء عملية مراقبة دؤوبة للماضي، والحاضر وصولًا إلى المستقبل، مع العمل على مراعاة التغييرات المتوقعة.
- للماضي قيمة عالية، وأساسية في مجال التنبؤ للمستقبل.
- التأكيد على أنّ كل ما يهم من ناحية بناء المستقبل هو الخروج والتخلّص من عباءة الماضي، وضرورة العمل على إنجاز التغييرات في الوقت الحاضر للوصول إلى المستقبل المنشود.
الإبداع من أهم أدوات التفكير الاستراتيجي
وهو القيام بصناعة وخلق شيء جديد في مجال محدد لم يكن موجودًا فيه على هذه الصورة من قبل. ويشمل الإبداع مزيجًا من قدرات العاملين، ونسبة استعدادهم الشخصي. علاوة على ذلك يجب مراعاة الظروف المحيطة بهم في بيئة العمل، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم للمساعدة في عملية الارتقاء بقدراتهم الذهنية والفكرية. وهذا الأمر سيسهم بشكل حتمي في تطوير الإنتاج الإبداعي لديهم بصورة تخدم الشركة، أو المؤسسة وأهدافها.
العمل على بناء الفرضيات
وهي من أكثر الأدوات المثيرة للاستغراب لدى مدراء الأعمال، ويستمدوا منها أكثر من أدوات التفكير الاستراتيجي الأخرى. ولكن تعتبر القدرة على تحديث فرضيات جديدة، واختبارها بشكل ممتاز أمر في غاية الأهمية، حيث أنّ العمل على بناء الفرضيات واختبارها يحقّق كفاءات عالية لأفضل الشركات. فبيئة العمل العامة تتزايد فيها المعلومات والمتغيرات بشكل متسارع، بالمقابل يتقلّص وقت التفكير، والقدرة على تحليل وإقرار الأهداف بشكل متأنّي.
تحليل المخاطر
والمقصود بالمخاطر هو المخاطر الداخلية، والمخاطر الخارجية على حدّ سواء، فالمخاطر الداخلية تنتج من داخل الشركة، أو المؤسسة. ومن أمثلة هذه المخاطر سنذكر لكم على سبيل المثال مخاطر التمويل، ومخاطر التخطيط السيء. أمّا المخاطر الخارجية فهي المخاطر الّتي تحدث خارج نطاق الشركة أو المؤسسة، ولكن يكون لها تأثير عليها. ومن أهمّ هذه المخاطر على سبيل المثال كل من مخاطر إعلان الحرب، أو القوانين الّتي تفرضها الدول، أو الأزمات الاقتصادية.
أهمية التفكير الاستراتيجي
للتفكير الاستراتيجي أهميّة كبيرة في العديد من الأمور الأساسية المؤثرة على اتخاذ القرار، وبناء الخطط قصيرة، وبعيدة المدى. وفي سبيل الإضاءة على أهميّته سنخبركم بالعديد من مناحيه المهمة كما يلي:
- يحقق التفكير الاستراتيجي العديد من مزايا التطوير في الإدارة، وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى الوصول إلى التحسن، والابتكار.
- علاوة على ذلك، الحصول على العديد من المزايا بسبب اقتراح قيم مميزة لكل العملاء ضمن الشركة، أو المؤسسة.
- بالإضافة إلى ذلك، يحقق التفكير الاستراتيجي القدرة على تفجير الحدس، والقدرات الإبداعية، والعمل على تحسين الابتكارات.
- كما أنّه يساعد الشركات، والمؤسسات على تحقيق التميّز، والتطوّر بشكل ملحوظ.
- والأهم من ذلك كلّه، فهو يعمل على اكتشاف وملاحظة الأنشطة المتعاكسة، ويعمل على تنظيمها في سبيل خدمة المنظمة. مما يحسّن من مزايا التعايش مع التناقض.
ومن خلال كلّ ما سبق، نلاحظ بأنّ الاعتماد على أهم أدوات التفكير الاستراتيجي والعمل على تطبيقها سيساهم بالضرورة في مجال تطوير وتحسين عمل المؤسسات، والشركات. كما أنّه سيمنحها صفة التميّز، والقدرة على التخطيط للمستقبل بشكل واضح.