لم يكن التحول الذي شمله العالم في مختلف المجالات بفعل إنتشار التكنولوجيا الرقمية ببعيد عن مهنة التسويق والتي شهدت هي الأخرى تطوراً ملحوظاً في طبيعتها ومؤهلاتها وفرص نجاحها، فضلاً عن المشاكل التي قد تقاوم إتمامها، فقد تحولت الوظائف التسويقية إلى مفهوم جديد، وباتت تأخذ شكلاً أكثر فاعلية مع التكنولوجيا الرقمية، إلى أنها لم تستبعد نظريات التسويق التقليدية المعروفة، و إنما استطاعت الإستفادة منها في تطوير وإيجاد حلول لمشاكلها وأخرجت ظاهرة جديدة تسمى التسويق عبر الإنترنت.
التسويق الإلكتروني بين المزايا والعيوب
فالتسويق هو المفتاح لتحقيق أهداف المؤسسات ويشمل تحديد الاحتياجات والرغبات للسوق المستهدف والحصول على الرضا المرغوب بفعالية وكفاءة أكثر من المنافسين، وإذا تم إضافة صفة الإلكتروني للتسويق فنحن نتحدث إذن عن بيئة وأدوات يجمع بينها فضاء الإنترنت بكل ما أتاحته من تكنولوجيا للتواصل بين البشر، سواء كان بريداً إلكترونيا أم باك توك أم غيره من الأدوات الإلكترونية.
وبناءً على هذا المفهوم، أنطلق قطاع التسويق الإلكتروني في العالم بسرعة مذهلة خاصة في ذلك انخفاض تكلفته وازدياد قدرته على توسيع السوق، حيث تم تأسيس آلاف الشركات المتخصصة في التسويق عبر الإنترنت، وأصبح هناك ملايين الرسائل الإلكترونية التي تتجول يوميا في الشبكة، وتتضمن تحفيزات ونصائح للزبائن المحتملين وأكدت العديد من الدراسات أن التسويق الإلكتروني يؤدي إلى توسيع الأسواق وزيادة الحصة السوقية للشركات بنسب تتراوح بين ٣ إلي ٢٢ % نتيجة الانتشار العالمي.
لذلك يمكن تعريف التسويق الالكتروني
ببساطة على أنه استخدام الانترنت في الترويج لمنتجاتك أو خدماتك والإعلان عنها بهدف الوصول إلى فئة معينة ومحددة من العملاء الذين تقوم بتقديم هذه الخدمات والمنتجات لهم.
فقد أصبح التسويق الالكتروني من أهم أدوات الإعلان والترويج للخدمات والمنتجات لما يتميز به من ضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف والمحدد سلفاً من حيث الفئة العمرية أو النوع أو حتى التواجد داخل منطقة جغرافية معينة مما ينعكس بالإيجاب وبشكل كبير وفعال على زيادة حجم التعامل على منتجاتك وخدماتك وكذلك الحصول على أكبر عدد ممكن من العملاء وبالتالي زيادة في معدل المبيعات والأرباح، كنتيجة مباشرة لعملية التسويق الالكتروني التي قمت بها.
مزايا التسويق الإلكتروني
من أهم مميزات التسويق الإلكتروني هو تحكمك الكامل في كيفية الإعلان وصيغته ووقت ظهوره بما يضمن لك تحقيق أفضل استفادة من الحملة الإعلانية الموجهة إلى عملائك المستهدفين وبما يوفر لك الضمان الكامل بأنك لن تدفع أموالك بدون الحصول على العائد الذي تنتظره من هذه الحملة الإعلانية.
كما يتيح هذا النوع من التسويق للعملاء الحصول على احتياجاتهم والاختيار من بين منتجات الشركات العالمية بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية، خاصة أن هذا النوع من التسويق لا يعترف بالفواصل والحدود الجغرافية.
ومن هنا بدأت تظهر وظائف خاصة بالتسويق الإلكتروني عبر الإنترنت والتي عادة إما أن تكون أحد قطاعات مواقع شبكة الإنترنت أو شركة متخصصة هذا الغرض.
ويضم التسويق الإلكتروني وظائف متنوعة لها مهام مختلفة
- فهناك وظيفة الاتصال
- إقامة علاقات مستمرة مع العملاء
- وظيفة البيع الإلكتروني
- أو وظيفة توفير محتوي أو مضمون عن أشياء معينة
- وظيفة توفير شبكة أعمال.
مهارات ومؤهلات لا بد منها في التسويق الالكتروني
- الإلمام بكيفية تصميم المواقع
- الإلمام بمهارات التعامل مع الأدوات التكنولوجية بالإنترنت
- القدرة على المتابعة والقيام برد الفعل السريعة بما يمكن العاملين بالتسويق الإلكتروني من متابعة ما يحدث من تطورات متلاحقة في المواقع الإلكترونية.
- الحاجة إلى فهم احتياجات الزوار.
- القدرة على الاستخدام الجيد للأدوات المتبعة في التسويق، والرؤية الواضحة للأسواق المستخدمة وأسلوب إدارة العلاقة مع العملات.
- ضرورة إدراك دلالات البيع والتسويق على الإنترنت
- ضرورة الإلمام بمشاكل التسويق عبر الانترنت من حيث العملة، طريقة الدفع الالكتروني، اختلافات اللغة والثقافات حول العالم.
- التمتع بمهارة التطوير بشكل سريع.
وربما كانت هذه المهارة هي محل لاختلاف بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني، حيث لا يحتاج التسويق التقليدي كثير إلي ردة فعل سريعة مثلما هو الحال في التسويق الإلكتروني، فالمنتج المسوق بشكل تقليدي لمادة ما يأخذ دورته المعروفة للانتشار فضلاً عن أنه لا يحتاج إلى التطوير بين الحين والأخر بشكل سريع، بل بالعكس ربما يكون بقاء شكله الأصلي عاملاً مساعداً في ارتباط المستهلك به.
عوامل نجاح التسويق الالكتروني
يعتبر التسويق الإلكتروني عبر الانترنت أحد انواع التجارة الالكترونية المنتشرة حول العالم والتي تتميز بالسرعة في الأداء، وهناك العديد من طرق النجاح لضمان تسويق ناجح وفعال.
- تحديد استراتيجية العمل
- تنظيم موقع الشركة.
- الاستجابة لطلبات العملاء
- معرفة أسس البيع والتسويق الالكتروني
- تحديد أسلوب التسويق (تحديد الاسلوب الأمثل للتسويق)
- البدء على اسم نطاق مناسب للشركة
- تحديد طرق الدفع عبر الموقع الإلكتروني
- تأمين الموقع بشهادة SSL
ماهية التسويق الالكتروني العربي
أصبح التسويق الالكتروني في الوطن العربي وظيفة اضافية توفر لمن يتقنها ربحاً جيداً يتناسب مع مقدار الجهد الذي يبذله في التسويق للمنتجات والخدمات المختلفة على شبكة الإنترنت.
وكلنا الآن نعلم بأن هناك نسبة هائلة تقدر بالملايين في وطننا العربي وتتزايد باستمرار وتستخدم شبكة الإنترنت في البحث عن المعلومات والتواصل فيما بينها عن طريق الايميلات وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من تكنيكات التواصل الاجتماعي التي نعرفها على شبكة الإنترنت.
وقد فطنت الشركات ومقدمي الخدمات المختلفة لهذه القوة الهائلة التي تكمن في شبكة الإنترنت فقامت أغلب الشركات بافتتاح مواقع لها على الشبكة والتي تستطيع من خلالها تقديم خدماتها والتعريف بها للجمهور العريض من الباحثين عن هذه الخدمات على شبكة الأنترنت.
وهنا ظهرت الحاجة لأناس يسوقون للخدمات المختلفة على شبكة الانترنت باستخدام التكنيكات الكثيرة المتوافرة بحث تلجأ إليهم الشركات وأصحاب الخدمات المختلفة وهم يتولون تسويق هذه الخدمات على الانترنت.
لكن التسويق الالكتروني مثله مثل أي وظيفة أخرى لها مميزات ولها تحديات فمن أهم التحديات التي يواجهها المسوق الالكتروني هي:
- 1- تناسب الربح مع المجهود المبذول: تحقيق الربح مرتبط بكمية المجهود التي يبذلها المسوق الإلكتروني “نعم هناك ربح وفير جداً بانتظار من يبذل مجهوداً متميزاً” وفي الحقيقة هذا الربح يعد من الارباح السهلة جداً فأنت تحقق ربحاً جيداً وانت جالس على جهاز الكمبيوتر.
- العمل الكثير في البداية: يحتاج المسوق الالكتروني للعمل وقتاً أطول وبتركيز شديد في البداية حتى يتقن كل التكنيكات وتصبح خطوات روتينية يؤديها بسهولة، وربما يصنع لنفسه مجموعة من الأدوات التي توفر عليه وقتاً كبيراً ولكن هذه مرحلة متقدمة.
- النمو المستمر: يحتاج المسوق الالكتروني إلى النمو الفكري باستمرار وتعلم مهارات جديدة وتكنيكات متغيرة، وهذا برأي امتع شيء في التسويق الالكتروني وفي التجارة الإلكترونية بصورة عاملة “التعلم المستمر” فهناك تكنيكات جديدة باستمرار ومعلومات متدفقة وكتب كثيرة حتى يستطيع المسوق الإلكتروني ان يحقق أرباح جديدة باستمرار.
- 4- الانضباط المسوق الإلكتروني يعمل من المنزل غالباً وليس في بيئة عمل صارمة لذلك هو معرض للمشتتات من حوله باستمرار وهذه المشتتات ربما تشتته عن عمله باستمرار وبالتالي هو يحتاج للانضباط الذاتي وتنظيم الوقت اكثر من غيره، فيجب على المسوق الإلكتروني احترام وقته وعدم تضييعه لأن الوقت هنا يساوي أرباحاً فهو لا يعمل ثمانية ساعات في اليوم على سبيل المثال وفي آخر الشهر يستلم راتباً محدداً وانما الوقت المتاح للعمل هو الذي يحدده بنفسه.
- رأس المال: في الحقيقة ليكون المسوق الإلكتروني محترفاً فهناك بعض الخدمات التي يجب شراءها من الإنترنت ولكن لحسن الحظ هناك خدمات متوفرة مجانية يمكن استخدامها في البداية حتى يتم تحقيق أرباح ثم بعد ذلك يمكن الاشتراك في هذه الخدمات.
- أسطورة الربح السريع: في الحقيقة التسويق الالكتروني يحقق ارباحاً وارباحاً هائلة في بعض الاحيان ولكن ليس في يوم وليلة كما يدعي الكثير من المعلنين عن دورات وخدمات التسويق الإلكتروني فكل ربح جيد يحتاج وقتاً ومجهوداً حتى يظهر على السطح (قد تظهر الارباح في الاسبوع التالي مباشرة من بدء التسويق الإلكتروني وقد تنتظر شهوراً ولكن الارباح تظهر في النهاية كأي عمل آخر).
- متابعة العملاء: نظراً لأن عملائك قادمون من شبكة الإنترنت والشبكة مليئة بمئات المنتجات المشابهة لمنتجاتك هنا تكون المنافسة على أشدها كي تحتفظ بعملائك الحاليين او حتى تضم لهم عملاء جدد آخرين، هنا تحتاج لدراسة احتياج هؤلاء العملاء (والذي يتغير باستمرار غالباً) والاطلاع على المنتجات أو الخدمات المنافسة وتحسين وسائل عرض المنتج أو الخدمة التي تسوق لها ووضعها بأشكال مختلفة (كتب، فيديوهات، صور توضيحية..إلخ).
- 8- الخطط التسويقية الجيدة: في الحقيقة أي نتائج مبهرة تحتوي على خطة جيدة فلا توجد نتيجة بدون خطة وليس هناك خطة بدون معرفة ودراسة، يجب ان تصمم خطة تسويقية جيدة، أين يوجد عملائك المهتمين وكيف تصل إليهم؟، وكيف تقنعهم بخدمتك أو منتجك ؟، كم عدد المرات التي يجب أن تخاطبهم فيها ؟، كيف تتواصل معهم ؟ عن طريق الإيميلات، برامج المحادثة، الشبكات الاجتماعية..إلخ.
- المعرفة التقنية: لأن السوق الذي تجري عليه عمليات التسويق والتعريف بالمنتجات موجود على شبكة الإنترنت وشبكة الإنترنت ذات طبيعة تقنية لذلك يجب على المسوق الإلكتروني معرفة بعض الأمور التقنية والفنية، ويكون التحدي هنا مكون من ثلاثة أجزاء
أولاً: ما هو الحد الأدنى من التقنية الذي يجب معرفته كي تستطيع التسويق لمنتج معين؟
ثانياً: كيف تحصل على هذا الحد الأدنى ومن أين تحصل عليه بالتحديد كي تستطيع تجاوز العقبة التقنية في أسرع وقت؟
ثالثاً: ماهي التدريبات التقنية وكيف تتدرب عليها لتحصل على نتيجة في أسرع وقت.
وأخيرا هل يمكن تطبيق التسويق الالكتروني في بلادنا…….بعد مجموعة المقالات التي سبقت عن التجارة الالكترونية والإدارة الالكترونية ومما سبق يتبين لنا بأن لابد من تطوير وسائل الاتصال ووسائل التبادل بين السلع والخدمات وطرق دفع قيمها وبمعنى أخر التسويق الالكتروني ما هو لا نافذة بيع متطورة لبنية تجارية متقدمة… إذا يجب تطوير المعالم والتجارية والمناخ الاستثماري للوصول للأدوات الالكترونية في الإدارة والتجارة ومن ثم التسويق.