أرباح شركات الأدوية من أزمة كورونا – عراقيل و تحديات
أسفر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد زمنيا و جغرافيا عن العديد من الآثار التي تجاوزت المجال الصحي لتشمل كافة مجالات الحياة الأخرى، وقد استفادت بعض القطاعات من الأزمة كشركات الأدوية التي تسابقت سواء للترويج للأدوية التي أثبت بعضها قدرا من الفعالية في التخفيف من حدة أعراض الفيروس، أو المنتجات الصحية التي أظهرت قدرة على الوقاية من الإصابة.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه شركات الأدوية في الوقت الراهن من صعوبة الحصول على المواد الخام اللازمة لتصنيع في ظل توقف حركة التجارة و إغلاق الحدود أو تعثر عمليات الإنتاج و الحاجة إلى المزيد من الوقت لاختبار اللقاحات المضادة و إنتاجها، فإن قطاع الصناعات الدوائية يعد في مقدمة القطاعات التي من المتوقع أن تحقق قفزات خلال الفترة المقبلة حيث ستستفيد الشركات الكبرى من خلال مبيعات الأدوية الخاصة بها، كما ستحقق الشركات المنتجة للقاح في حال نجاحه أرباحا استثنائية
ما مدى الجدوى الاقتصادية لإنتاج اللقاح
بينما يقف العالم أجمع منتظرا علاجا جديدا للفيروس بإمكانه وضع حد للمأساة القائمة،
تواجه الشركات الكبرى عدة مشاكل في هذا الصدد فقد كان هاك تجاهل سابق من قبل شركات الأدوية الكبرى الأوبئة الفروسية التي ظهرت خلال العقدين الماضيين فمن بين عدة فيروسات ظهرت كفيروس سارس، فيروس إيبولا و فيروس زيكا و غيرها لم يتم تصنيع سوى اللقاح الخاص بفيروس إيبولا و الذي تمت الموافقة عليه العام الماضي و من غير المرجح أن يحقق هذا اللقاح أرباحا للشركة المطورة له نظرا لانحسار هذا الفيروس
ونورد مثالا يعطي مصداقية لتخوف الشركات من إنتاج اللقاحات شركة غلاكسو سميث كلاين البريطانية حيث اضطرت لسحب لقاحها الخاص بانفلونزا الخنازير الذي تم إعطاؤه لستة ملايين شخص حيث اكتشف أنه يسبب الخدار(وهو حالة مرضية تتسبب في دخول المصاب في نوبات نوم مفاجئة عدة مرات في النهار)
وقد وقعت نفس الشركة في أزمة أخرى بسبب لقاح فيروس إيبولا، أدت تلك الأزمات إلى تفضيل الشركات الكبرى
التركيز على علاجات الأمراض التي يوجد لها أسواق مضمونة كالسرطان و السكري،
ناهيك عن الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له الشركات المطورة للقاح من تكاليف البحث و التطوير الضخمة و
المسؤولية الأدبية التي تتعرض لها من قبل الحكومات و الجهات المختصة لتوفير اللقاح بسعر زهيد
ما هي مجالات استفادة الشركات من الوباء
استفادت شركات الأدوية و المستحضرات الصيدلانية من حالة الهلع لدى العامة حيث سجلت مبيعات أجهزة قياس
الحرارة و أجهزة قياس الأكسجة و الأقنعة الوقاية والمطهرات أرقامها قياسية، كما حققت بعض شركات الأدوية
مبيعات غير مسبوقة في قطاع مسكنات الألم و خافضات الحرارة و أدوية السعال و غيرها من الأدوية المستخدمة في
البروتوكول العلاجي، كذلك الأمر بالنسبة لقطاع الفيتامينات و المكملات الغذائية الرافعة للمناعة
وقد رفعت بعض الشركات طاقتها الإنتاجية لإنتاج الأدوية المطلوبة لتغطية الطلب المتزايد في الأسواق العالمية لهذه
الأدوية والذي وصا حد نفاذها من الأسواق في بعض الدول
هل ستكون المحصلة زيادة في أرباح الشركات؟
يجمع المحللين الاقتصاديين على استفادة شركات الأدوية من أزمة كورونا و زيادة أرباحا خصوصا إذا استمرت
الأزمة لفترة طويلة، حيث أن نجم صناعة الأدوية عاد للسطوع بقوة في هذه الجائحة، و انتعشت أنشطة البحث
و التطوير و بدأ المستثمرين يضخون أموالا بكثافة كي تكون لكل شركة السبق في اكتشاف و تطوير علاج ناجع ينقذ
البشرية ليس فقط من كورونا و إنما من أمراض أخرى.