النّزاع البنّاء(الإيجابي) طريقة فاعلة لتطوير المجتمعات النّامية.
النّزاع البنّاء هو فرصة خاصة للتّنمية، فمن الاختلاف يُولَدُ التّنوع والابتكار، على خلاف النّزاع السّلبي الذي يُدخل الأفراد في دوامة من الصّراع بين فريقين يُدركان أنّ مصالحهم غير متطابقة، فيعبّران عن مواقف عدائية من طريق أفعال مُسيئة إلى الطّرف الآخر. لذلك سنحاول إبراز النواحي الايجابيّة للنزّاع، بغية جعل الأفراد في المجتمعات النّامية يدركون أنّ النزاع الإيجابيّ يُساهم في تطوير قدراتهم الفكرية والانتاجيّة .
متى يكون النّزاع سلبيًّا
يكون النّزاع سلبيًّا عندما
- يدخل الأطراف في دوامة صراعٍ أو عنف يُصبحُ فيها الجلاّد ضحيّة والضّحيّة جلاّدًا.
- يُبرزُ مشاعر الحِقْد والرّغبة في الانتقام لدى الأفراد والجماعات.
- إرساء المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامّة(مصلحة المجتمع أو البلد…)
- يستهلك طاقات كبيرة تكون على حساب مسائل مهمّة وأساسيّة ( مثالاً على ذلك التركيز على أهميّة التّنمية البشريّة المستدامة في الدول النامية، إرساء العدل والمساواة والسّلام).
- تكون نتائجة مُدمّرة على المستويات كلّها( مثل الحروب الأهليّة).
- هدر المال والوقت.
- إضعاف مستوى الكفاءة والفاعليّة، وهذا الأمر قد يُعرّض أداء الأفراد إلى جمودٍ وتراخٍ.
خصائص النّزاع البنّاء.
تتجلّى خصائص النّزاع البنّاء وفق ما يلي
- النزّاع البنّاء (الإيجابي) هو جزء لا يتجزّأ من ضروريّات الحياة، لأنّه يُكسب المجتمعات غنى في الإرث الثقافي والفكريّ والعلميّ.
- النّزاع أمرٌ مُحتّم، وكلّ علاقة مع الآخرين قد ينجم عنها نزاع، ولكنّ طريقة التّعاطي(التعاطي بإيجابيّة) معه هو ما يُحدث الفرق.
- وجود منهجيّات خاصة لحلّ النزّعات.
- القدرة على تحويل النّزاع السلبيّ إلى نزاعٍ إيجابيّ.
- يكشف عن الكثير من الحقائق التي تُساعِد الأفراد تشخيص عدد كبيرٍ من المشاكل من أجل البحث عن حلول تُخّف من وطأة الخلاف.
- ⮚ الفرق بين التّعامل البناء مع الاختلاف والتّعامل السّلبي الّذي يؤدّي إلى النّزاع السّلبي.
التّعامل البناء مع الاختلاف | التّعامل السّلبيّ مع الاختلاف الّذي يؤدّي إلى النّزاع السّلبي. |
الفرق التّمايز _ التّابين التّنوعالتعاون والتّناغمالمودّة والرّحمة | التّفريق التّمييزالتّفضييلالانصهارالخلاف والتّناحرالحقد والجََوْر(الظّلم) |
النّزاع البنّاء (الإيجابي) فرصة لتطوير المجتمعات النّامية
يُساعد النّزاع البنّاء على تطوير المجتمعات الناميّة من خلال
- تعزيز الهوية، والاستقلاليّة الفكريّة والعاطفيّة للأفراد.
- بناء علاقات فاعلة بين الفريقين المتنازعين.
- مساعدة الجماعات على تقييم قوة الآخرين ودعمها من أجل التّطوير.
- مساهمته في إعادة توزيع القوة في منظومة من النّزاعات.
- إرساء العدالة الاجتماعيّة بين الجماعات.
- المساهمة في تحسين نوعية القرارات المتخذة وتحسين مستوياتها.
- تَشجييع المشاركة الفاعلة بين الأفراد.
- زيادة القدرة الانتاجيّة في المجتمعات النّامية.
- إعطاء مجالات كثيرة للإبداع وإبراز القدرات.
- تطوير الفكر من خلال تعزيز الحس النقدي البناء الذي يستطيع تقبل الاختلاف واعتباره ركيزة أساسية لرُقيّ المجتمع.
- إرساء روح التّفاهم والتّعاطف مع الآخرين.
- تطوير القدرة على التعايش في أطر ثقافية وحضارية مختلفة.
في الأخير يممكنا التّأكيد أنَّ النّزاع البنّاء أمرٌ طبيعيّ يَنتج من خلاله التّنوّع الإنسانيّ؛ فالاختلافات وفق أشكالها المتنوّعة تُعدُّ سمة أساسيّة من السّمات الفكرية والشكليّة للبشر، ذلك لأنّها تُبرز قدرات جميع الأفراد، القادرة على تطوير مجتمعاتها، في حين يؤدّي التّنزاع السّلبيّ والانصهار إلى تقليص الأفكار والقدّرات، كما أنّهما يفقدان قدرة الدّول النّامية على خلق تنمية بشرية مستدامة تسعى إلى تحسيين المواهب الفكريّة والثقافية والانتاجيّة لدى الجماعات والأفراد.