ما زالت أسعار النفط تلوح بالارتفاع بشكل كبير، وقد حققت الدول المنتجة للنفط أرباحاً منذ بداية العام الحالي، حيث قُدرت هذه العوائد من النفط حوالي 33%، وذلك يعود للارتفاع الجنوني بأسعار منتجات الخام في الآونة الأخيرة، فمنذ عقد مؤتمر المنظمة المصدرة للبترول يوم الخميس الماضي الواقع في 4 آذار، وأسعار المنتجات البترولية تواصل بالصعود، متأثرة باجتماع “OPEC Plus”، لتعود المنظمة أمس بتطورات ونتائج جديدة وغير متوقعة.
عقد مؤتمر “OPEC Plus” أمس، الثلاثاء الواقع في 9 آذار، حاملاً معه قرارات أثارت القلق في الأسواق العالمية، فقد صرحت منظمة الدول المصدرة للنفط عن عدم زيادة الإنتاج من المواد البترولية في شهر نيسان القادم من هذا العام، كما صرح الأمير “عبد العزيز بن سلمان” أنه سيتم تمديد التخفيض الطوعي لإنتاج النفط في السعودية، حيث أن هذه القرارات فاجأت المستثمرين في الأسواق.
مما أدى إلى قفز أسعار المنتجات البترولية، نتيجة لزيادة الطلب عليها بشكل كبير، والحاجة لزيادة إنتاج براميل الخام في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أمس بمعدل حوالي 0.8%، أي بلغ سعر البرميل الواحد حوالي 68.75$، بالإضافة إلى الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط”، حيث صعد سعر البرميل الواحد إلى 65.39$، أي حقق زيادة بمقدار 34 سنتاً.
كما وقد بلغ متوسط أسعار المواد الخام 63.93$ دولار للبرميل الواحد، كذلك فإن أسعار المنتجات البترولية قد ارتفعت في الشهر الحالي بمعدل حوالي 0.4% عن الشهر الماضي، كما كان من المتوقع من “OPEC Plus” زيادة إنتاج مواد الخام في الشهر المقبل بحوالي 1.5 مليون برميل يومياً، ولكن صُدم المستثمرون بأن مقدار الإنتاج سيكون بحوالي 150 ألف برميل في اليوم الواحد فقط.
ونتيجة لقرار منظمة الدول المصدرة للنفط الجديد، الذي يقتضي بعدم زيادة الإمداد بمواد الخام، فقد ارتفعت توقعات البنوك العالمية بشأن أسعار النفط في الأشهر المقبلة من هذا العام، حيث يتوقع بنك “Goldman Sachs” ارتفاع سعر خام برنت بمقدار 75$ للبرميل الواحد، وذلك في الأشهر الثلاثة المقبلة، كما يتوقع أن يزيد بحوالي 80$ للبرميل في الربع الثالث من هذا العام 2023.
كما صرح “JP Morgan” أن المخزونات العالمية من البترول تتراجع بسرعة كبيرة منذ بداية العام الحالي، وذلك نتيجة لقرارات “OPEC Plus”، بالإضافة إلى أن مصرف “UBS” قد توقع ارتفاع سعر خام برنت ليصبح بمقدار 75$ للبرميل الواحد، في بداية الشهر السادس من هذا العام.
ما تزال قرارات منظمة الدول المصدرة للبترول تزيد من حجم طلب المستثمرين على المنتجات البترولية في الأسواق العالمية، وتزيد من تخوفهم من مستقبل إنتاج المواد النفطية، ولكن وحسب ما صرح به الأمير عبد العزيز بن سلمان سابقاً، أن هذه القرارات نتيجة التعامل بحيطة وحذر بشكل كبير مع خطوط إنتاج البترول، لما قد يحمله لنا العالم بعد التعافي الكامل من أزمة تفشي وباء “COVID 19”.