ارتفعت أسعار النفط مع توقعات تعافي الاقتصاد العالمي تدريجياً، فقد قفز سعر البرميل إلى 71.29 دولار أميركي الموافق 8/3/2023 في تمام الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش، وهو أعلى ارتفاع يسجله بعد الانخفاض الحاد الذي سجله النفط في الواحد والعشرين من شهر نيسان الفائت عندما سجل 19.3 دولار أميركي بفعل المخاوف التي أثارها فيروس كورونا وانخفاض الطلب على النفط العالمي وارتفاع المخزون النفطي في الولايات المتحدة الأميركية أكبر مستهلك للنفط العالمي.
ويأتي هذا الارتفاع بعد موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على حزمة التحفيز التي أطلقها الرئيس جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي، والمخاوف بشأن الهجوم الذي تعرضت له السعودية على منشأة أرامكو ،مما أثار المخاوف من تخفيض إنتاج السعودية للنفط، وأيضاً أثرت موجة البرد الشديدة التي تعرضت لها تكساس أكبر ولاية لإنتاج النفط الصخري وتعطيل العمل في إنتاج النفط الصخري في البلاد في ضوء ذلك توقع مصرف غولدمان ساكس أن تشهد أسواق النفط ارتفاعاً في الأسواق بسبب توقف إنتاج ما يقارب ال 4 ملايين برميل من النفط الصخري، وهو ما دفع المستهلكين في الولايات المتحدة إلى الإقبال على النفط الخام وزيادة الطلب عليه.
كما صرحت السعودية في وقت لاحق عدم تضرر أي من هذه المنشآت النفطية لتنخفض الأسعار بشكل تدريجي وتغلق على 67.9 دولار أميركي.
وقد سجل سعر النفط أعلى سعر في تداولات التاسع من آذار 2023 الساعة الثانية بتوقيت غرينيتش عند 69.19 دولار أميركي لينخفض بعدها في الساعة السادسة والنصف إلى 67.6 دولار أميركي.
وقد توقع سوسيتيه جنرال في أن يصل سعر النفط إلى 67.5 للبرميل في الربع الثاني من عام 2023،و65 دولار أميركي بحلول الربع الرابع،و65.6 للعام ككل.
وفي الرابع من آذار عقدت منظمة أوبك بلس اجتماعاً افتراضياً بشأن أسعار النفط وخطط الإنتاج، وعلى عكس ما تمنى المستهلكون وفي خطوة مفاجئة لأسواق النفط مددت مجموعة أوبك خفض الإنتاج الحالي لنهاية شهر نيسان المقبل، وقد قررت السعودية الإبقاء على خفضها الطوعي للإنتاج البالغ مليون برميل في اليوم الواحد لشهر إضافي، والسماح لروسيا برفع إنتاجها بواقع 130 ألف برميل يوميا، وكازخستان بواقع 20 ألف برميل يومياً. وقد أتت قرارات المجموعة بعد نقاشات مطولة مفادها أن تعافي الاقتصاد العامي من كورونا مازال هشاً رغم موجة ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، وهبوط مخزونات النفط للدول النفطية بوتيرة سريعة مع ازدياد الطلب العالمي على النفط.
خطوة أوبك أثارات إعصاراً في أسعار أسواق النفط وقفزت بأسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة عشر شهراً، وكان ارتفاع الأسعار مدعوماً بتوقع مصرف غولدمن ساكس بأن يصل سعر البرميل إلى 80 دولار أميركي للبرميل نهاية الربع الثالث من العام. وقد لاقى قرار منظمة أوبك مخاوف من أكبر الدول المستهلكة للنفط، ومنها الهند التي صرحت على لسان وزير الاقتصاد بأن القرار سوف يكبح وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي.