للشهرِ الثالثِ على التوالي .. البنوك المركزية حولَ العالم تُخفض حيازتها من الذهب.

حيثُ إنَّ البنوك المركزية حول العالم سجلت مبيعات صافية من الذهب خلال كانون ثاني/ يناير الماضي بمقدار 9.4 أطنان. وهذا حسب تقاريرٍ صادرة عن “مجلسِ الذهب العالمي”.

كما أضافَ المجلس في تقريرهِ الأسبوعيّ الأخير، إنّ حيازةَ البنوك المركزية من الذهب انخفضت إلى 35 ألفاً و244 طناً بنهاية يناير الماضي.

أبرزُ المُشترين

جاءت أوزبكستان في المرتبةِ الأولى بمقدار 8.1 طن، ثمَّ كازاخستان بمقدار 2.8 طن. في المقابل، سجلت تركيا صافي مبيعات بمقدار 17.2 طناً، وروسيا بمقدار 3.1 طن مبيعات صافية خلال الشهر الفائت فقط.

وتحلًّ تركيا بالمركز 12 عالمياً في قائمة أكبر البنوك المركزية حيازةً للذهب بحجمِ احتياطات تقدَّر بقيمة 526.7 طناً.

كما ذكرَ تقريرُ مجلسِ الذهبِ العالميّ أيضاُ، أنّه مِن المُحتمل أن يكون بيع روسيا مرتبطاً بإعلانِ البنك المركزي الروسي مؤخراً أنهُ قد بدأ في سكِّ عملة ذهبية تذكارية لعام 2023.

كما قالَ مُصرّح البنك الروسي، البنوك المركزية الروسية بدأت فعلاً بتخفيض حيازتها من الذهب.وأكد أنّ البنوك المركزية حولَ العالم تُخفض حيازتها من الذهب.

الأكثرُ حيازةً للذهب

حافظَتِ الولاياتُ المتحدة الأمريكية على صدارةِ القائمة بحيازة نحوِ 8133 طناُ من الذهب. ثمَّ ألمانيا بـ3362 طناُ، ويليها صندوقُ النقدِ الدولي بقيمةِ 2814 طناً.

ويرصدُ مجلسُ الذهبِ العالمي احتياطات البنوك المركزية شهرياُ منذ عام 2000. وفقاُ للبيانات الرسمية التي تصدرُ بشكلٍ دوريّ عن هذه البنوك.

الإقبال على الذهب

تتزامنُ مبيعات الذهب العالية للشهر الثالث من عام 2023، مع حاجةِ غالبية اقتصادات العالم للسيولة النقدية اللازمة لتعويض التراجع في المداخيل، وتضرر القطاعات الاقتصادية، بفعل القيود التي فرضتها جائحة كورونا.

حيثُ، شهدَ الذهبُ إقبالاً كبيراً خلالَ العامِ الماضي، باعتباره أحد الملاذات الآمنة وقت الأزمات ومخزوناُ مضموناً للقيمة. وسط تصاعد حدة التداعيات الاقتصادية المصاحبة لتفشي فيروس كورونا المستجد.

البنوك العالمية تتسابق على شراء الذهب

خلالَ العام الماضي اشترت البنوك المركزية العالمية ذهباً بأكبر قيمة لها خلال الخمسين عاماُ الماضية. بقيادة البنكِ المركزي الروسي الذي تبلغُ قيمةُ حيازتهِ من المعدن النفيس نحو 100 مليار دولار. في إطار سعيها لتقليص تأثير الدولار عليها.

كَما، أسهمت أسعار الفائدة السلبية التي تستشري في أنحاء العالم في دفعِ المستثمرين إلى إعادة استكشاف الأصول التي لا تدر فائدة مثل الذهب.

وكانت الزيادة في أسعار الذهب السببَ وراء النمو احتياطيات للنقدِ الأجنبي لدى عدد من البنوك المركزية حولَ العالم. ومن بينها البنك المركزي المصريّ مؤخراً، ونشطت تلك البنوك في زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس لتجنب مشاكل العملات الاحتياطية.

كما قالَ بنك سيتي غروب، الّذي يتّخذ من نيويوك مركزاً لهُ. إنّ مزيجاً من معدلات الفائدة المنخفضة والمخاطر المتزايدة للتراجع العالمي والطلب القوي بين البنوك المركزية قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع مرّة أخرى.

و كما صرَّح مجلسِ الذهب العالمي، تحرصُ الدول ذات الاحتياطيات الضخمة من العملات الأجنبية مثلِ الصين، التي تملك احتياطيات قيمتها 3.1 تريليون دولار، على تنويع محافظها الاستثمارية للحد من تعرضهم للدولار الأمريكي.