انتهى اجتماع أوبك بلس يوم الاثنين 4 أكتوبر باتفاق المجموعة على مواصلة زيادة الإنتاج بخطوات محسوبة. حيث ستضيف المنظمة فقط حوالي 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى العام المقبل. وذلك استمرارًا بالخطة المتفق عليها سابقًا لإعادة الإنتاج إلى مستويات ما قبل كوفيد -19.
بينما تأتي أكبر التأثيرات من قرارات دول أوبك بلس، وفقًا لتحليلات وول ستريت جورنال بشكلٍ خاص على أسعار النفط الخام الأمريكي. والذي وصل لأعلى مستوياته منذ عام 2014.
اجتماع أوبك بلس يوم الاثنين 4 أكتوبر
انتهى اجتماع أوبك بلس يوم الاثنين بموافقةٍ شاملة من دول أوبك على الالتزام بالاتفاق السابق لإضافة النفط بشكلٍ تدريجي فقط. حيث قالت المجموعة المكونة من 23 عضوًا في بيانٍ صحفي كان محمومًا عقب الاجتماع إنها ستقوم برفع الإنتاج بمعدل متواضع يبلغ فقط 400 ألف برميل يوميًا، وبدءًا من نوفمبر (تشرين الثاني).
هذه الكمية المتفق عليها منذ يوليو (تموز) من أوبك بلس تشكل حاليًا أقل من 0.5% من الزيادة المطلوبة للطلب العالمي الجديد. وسببت ضجيجًا في الأسواق النفطية العالمية. حيث سجلت أسعار النفط أعلى مستوى لها في سبع سنوات بعد قرار التزام أوبك وحلفائها بزيادة متواضعة يوم الاثنين البارحة.
سيؤثر الأمر بشكلٍ مباشر على الشركات التي لديها طلب متزايد على الطاقة. حيث استأنفت الشركات في جميع أنحاء العالم عملياتها في ظلّ استمرار عمليات تطعيم كورونا. ومن جهةٍ أخرى فستستمر عمليات التنقيب على النفط والغاز في الولايات بالإرتفاع لتلبية الطلب(على الرغم من أنها لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الوباء). والذي أدى حتى الآن لوصول مستويات النفط الخام الأمريكي ونفط تكساس إلى أعلى مستوياته منذ عام 2014.
ووفقًا لتصريحات ريتشارد برونز، رئيس الجغرافيا السياسية في شركة إنرجي أسبكتس للأبحاث لوكالة “وول ستريت جورنال”، فإنّ بقاء سعر برميل النفط الخام برنت فوق 80 دولارًا سيستغرق وقتًا أكثر. إلا في حال قامت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتغيير خطتها.
تداعيات قرارات اجتماع أوبك بلس يوم الاثنين 4 أكتوبر
تأتي قرارات اجتماع أوبك بلس يوم الاثنين وفقًا للمحللين، أنه ومع تعافي أسعار النفط ، لم تجد المنظمة سببًا وجيهًا لإعادة فتح الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال مفاوضات طويلة وصعبة في يوليو. والإبقاء فحسب على الصفقة المتضمنة زيادات تدريجية في الإنتاج الشهري تبلغ 400 ألف برميل يوميًا حتى العام المقبل.
بينما بشرح محللون آخرون أن إبقاء الزيادات الشهرية بهذا المستوى سيؤدي لأن يفوق الطلب على النفط العرض بأشواط كبيرة في الأشهر المقبلة من قبل الصناعيين والدول. ويصرحون أنه في الواقع، تجاهلت المجموعة الضغوط السياسية والتجارية لزيادة إنتاج النفط لتخفيف حدة السوق لأجل إبقاء أسعار النفط مرتفعة لمنتجي النفط.
كما وإلى جانب المكاسب الأخيرة للنفط من قرارات أوبك بلس. فإنّ أسواق أخرى للسلع ستحظى بحصتها من الارتفاع الواسع بأسعار النفط كذلك. حيث تم دفع أسعار السلع مثل من الخشب والشوفان إلى البروبان والغاز الطبيعي بفعل القرارات والزيادات الحادة في الطلب.
وإلى جانب الزيادة في الأسعار، يناقش المحللين أن الزيادة النفطية كانت ضرورية تزامنًا مع الأزمة العالمية بالفعل في الغاز الطبيعي. والذي يعدّ الوقود الرئيسي لتوليد الطاقة الكهربائية في معظم أنحاء العالم. والذي وصل سعره بدوره إلى 3 أضعاف سعره منذ عدة أشهر. وهو سببٌ آخر وفقًا للمحللين ساهم في ارتفاع أسعار النفط. حيث قامت محطات الطاقة التي تعمل بالغاز في العالم التحول إلى استخدام النفط.
شركة الزيت العربية السعودية توقعت أن التحول المؤقت من الغاز الطبيعي إلى النفط في بعض توليد الطاقة قد يجعل المجموعة تضيف 500000 برميل يوميًا من الطلب على النفط. بالإضافة للأضرار التي سببها إعصار إيدا في آب بالولايات المتحدة على البنية التحتية للنفط والغاز في خليج المكسيك. والذي أدى أيضًا لبعض توقعات الزيادات الأخيرة في الإنتاج من قبل أوبك بلس.
استمرار في ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي عقب الاجتماع
تستمر بشكلٍ خاص، مع ثبات قرارات أوبك بلس، زيادة عمليات التنقيب عن النفط والإنتاج في الولايات المتحدة. حيث بينت شركة خدمات حقول النفط Baker Hughes Inc أن أسعار النفط الخام المحلية مرتفعة للغاية، رغم إضافة ما يقارب 1100 منصة حفر إضافية للنفط هذا الأسبوع مقارنة بعدد 428 في العمل الأسبوع الماضي.
كذلك، نشر تقريرٌ لوكالة “جلف إنتلجينس” سابقًا أن شركات صناعة النفط الأمريكية جميعها توقعت المجموعة أن تعزز الإنتاج عندما ترتفع الأسعار، بدلًا من كبح إنفاقها. وأشار التقرير أنه حاليًا مع الافتقار إلى عثرة في الإمدادات الأمريكية فإنّ السيطرة على الأسعار في يد منظمة أوبك +.
أخر المؤشرات اليوم الاثنين 4 أكتوبر تبيع ارتفاع سعر النفط الأمريكي الرئيسي. حيث ارتفع غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.3% ليغلق عند 77.62 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر 2014. بينما أضاف الخام برنت نسبة 2.5% ليغلق عند 81.26 دولارًا. وهو أعلى سعر تسوية في ثلاث سنوات. وبشكلٍ عام، تضاعفت أسعار النفط الأمريكي أكثر من الضعف في عام.
كذلك، تبين المؤشرات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن متوسط إنتاج الخام اليومي في الولايات المتحدة مازال أقل بنسبة 6.7% عن العام السابق. بينما انخفضت المخزونات التجارية من الخام، باستثناء احتياطي البترول الاستراتيجي للحكومة الأمريكية ، بنسبة 15%.
اقرأ أيضًا:
طوابير الفيول والبنزين في بريطانيا حقيقية!- ما هي أسباب أزمة نقص الوقود ببريطانيا؟
أول دواء لفيروس كورونا من شركة ميرك الأمريكية سيدخل قيد الإنتاج قريبًا