ارتفاع الأسهم الأميركية، حيثُ لم يكتف رئيس البنك المركزي الأكبر في العالم، جيروم باول، برسالة الطمأنة تلك التي أرسلها لأسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأغلب الاقتصادات الكبرى. حيث أضاف إليها في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء بعد اختتام اجتماعات البنك تأكيده ملاحظة حدوث تطورات إيجابية في ما يخص نمو الاقتصاد واستعادة الوظائف، حتى في القطاعات الأكثر تضرراً من الجائحة.

واستبعد باول مرةً أخرى التفكير في إيقاف برنامج شراء البنك للسندات من السوق الثانوية في الوقت الحالي. والذي تعهد بمقتضاه البنك العام الماضي بشراء ما لا يقل عن 80 مليار دولار من سندات الخزانة. وما لا يقل عن 40 مليار دولار من سندات الرهن العقاري. الأمر الذي تسبب في إيقاف ارتفاع معدل العائد على سندات السنوات العشر، الذي بدأ مع بداية الأسبوع الحالي، لينهي تعاملات الأربعاء عند مستوى 1.62%. أو أقل بنقطتي أساس من أعلى مستوى وصل إليه قبل كلمات باول.

ارتفاع العائدات لعشر سنوات !

كان ارتفاع العائد على سندات السنوات العشر مطلع الشهر الجاري قد تسبب في خسائر كبيرة للأسهم الأميركية، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا، الأكثر حساسية لسعر الفائدة الأميركية. قبل أن يتدخل البنك الفيدرالي في الأسواق مشترياً، ويفقدها أكثر من عشرين نقطة أساس من العائد.

وتزامناً مع كلمات باول، كانت الأسواق تتأهب يوم الأربعاء لمعرفة نتائج أعمال العديد من الشركات الكبرى. التي كانت من بينها فيسبوك وآبل، اللتان احتدت المنافسة بينهما خلال الأسابيع الأخيرة، لتجيء نتائج أعمال الربع الأول من العام الحالي لديهما. والتي كانت أفضل كثيراً من التوقعات، وتشعل المنافسة بينهما أكثر مما كانت.

وأعلنت آبل، التي تصنع الهواتف الذكية آيفون والحواسب ماك، استمرار تحقيق المبيعات القياسية. التي بدأت خلال عام الجائحة، في الربع الأول من العام، الأمر الذي تسبب، بحسب الشركة، في تحقيق أرباح غير مسبوقة. بنسبة ارتفاع تتجاوز 100%، لترتفع توقعات أرباح العام إلى أكثر من 70 مليار دولار، أو ما يقرب من 30% أكثر من العام الماضي. وبعد الإعلان عن نتائج الأعمال الفصلية للشركة، ارتفع السهم الأكثر نشاطاً في البورصة الأميركية بنسبة 4% خلال تعاملات ما بعد ساعات العمل ليوم الأربعاء.

وبخلاف مضاعفة الأرباح، كان لإعلان الشركة زيادة برنامج شراء أسهم الخزينة بما تصل قيمته إلى 90 مليار دولار أثر السحر على سعر السهم. حيث أوضح للمستثمرين ثقة الشركة في استمرار الزيادة في المبيعات، وتوفر السيولة لديها بدرجة كبيرة.

وقال لوكا مايستري، المدير المالي الإيطالي بالشركة: “نشعر بارتياح كبير بعد النتائج التي تحققت خلال النصف الأول من العام المالي للشركة”.

أرباح كبرى الشركات العالميّة

تجاوزت أرباح وإيرادات عملاق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التوقعات خلال الربع الأول من العام. حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 48% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتتجاوز 26 مليار دولار، بينما ارتفع صافي أرباحها بنسبة 94%، ليصل إلى 9.5 مليارات دولار. وليرتفع سهم الشركة خلال تعاملات ما بعد ساعات العمل يوم الأربعاء بنسبة تتجاوز 6%.

وأرجعت الشركة ارتفاع الأرباح إلى زيادة تكلفة الإعلان على الموقع بنسبة 30%. بالإضافة إلى زيادة الإعلانات بنسبة 12%، مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.

وعلى نفس الدرب سارت شركة كوالكوم. التي تصنع أشباه الموصلات وتنتج برامج الحاسب الآلي، حيث ارتفعت مبيعاتها على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام بنسبة 52%. بعدما نجحت في إتمام صفقة استحواذها على شركة نوفيا. واستفادت من أزمة أشباه الموصلات التي ضربت أسواق العالم خلال الشهور الماضية.

وقال كريستيانو أمون، رئيس الشركة: “مع النقص الواضح في إنتاج أشباه الموصلات على مستوى العالم. نجحنا في تسخير كافة إمكاناتنا حول العالم لتعظيم قدرتنا على استغلال الفرصة التي أتيحت للشركة”. مؤكداً توجه الشركة نحو توسيع قدرات إنتاج الرقائق لديها خلال الشهور القادمة.

ولم تقتصر نتائج الأعمال الجيدة على عمالقة شركات التكنولوجيا. حيث أعلنت شركة فورد لتصنيع السيارات تحقيق صافي أرباح 3.3 مليارات دولار. تمثل أعلى أرباح فصلية للشركة منذ سنوات، ومقارنةً بخسائر تقدر بنحو 2 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. حين تسبب انتشار الوباء في القارة الشمالية في إيقاف الإنتاج تماماً في مصانع الشركة فيها لأسابيع. وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 6% لتسجل 36.2 مليار دولار في الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي.

– اقرأ أيضاً : اقتصاد المملكة العربية السعودية يشهد انطلاقات تعزز من تحقيق رؤية المملكة 2030