أزمة الباخرة الجانحة في قناة السويس مازالت مستمرة وتأثيراتها السلبية تتفاقم يوماً بعدَ يوم، أدّت أزمة السفينة العالقة في قناة السويس منذ ما يقارب الأسبوع، إلى إرباك كبير في التجارة العالمية، فيما تُلحق هذه الأزمة بشكلٍ يوميّ خسائر فادحة على مصر، والتي تشكل قناة السويس واحداً من أهم مصادرها للنقد الأجنبي.
البيت الأبيض في حالة من القلق
قال السكرتير الصحفي جين بساكي، إنّ البيت الأبيض قلق بشأن تأثير أزمة قناة السويس على الطاقة العالمية. مضيفاً أن إدارة بايدن تراقب أوضاع السوق عن كثب.
كما قال للصحفيين في تصريحٍ صحفي يوم الجمعة “نرى بعض التأثيرات السلبية المحتملة على أسواق الطاقة العالمية”.
وفي وقتٍ سابق، قالَ متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “إنّ الحكومة الأمريكيّة عرضت على مصر المساعدة في إزالة السفينة إيفر جيفن التي جنحت وعلِقت على الشاطئ”.
المنتجات المتأثرة
عالمياً، كانَ هناك نقص في العرض من أشباه النواقل منذ شهور وهذا بعد أن قلل صانعوا السيارات والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والتلفزيونات من توقعاتهم خلال الوباء. قبل زيادة الطلبات التي لفتت انتباه مصنعي الرقائق غير المستعدين لهذه الكميات. وفي الوقت نفسه، تسبب حريق ضخم في مصنع لرقاقات السيارات في اليابان تعكير صفو سلسلة توريد الرقائق عالمياً.
تعطل إنتاج البلاستيك بسبب العاصفة الثلجية في فبراير الماضي على ولاية تكساس. حيثُ تكساس هي موطن لأكبر مجمع للبتروكيماويات في العالم، والذي يحول النفط والغاز ومشتقاتهما إلى مواد بلاستيكية. وتسبب الطقس البارد في انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ جماعيّ، الأمر الّذي أدى إلى موت النباتات، ممّا تسبب في نقص المواد الخام اللازمة لبعض الأشياء، بما في ذلك ماسكات الوجه الطبية والهواتف الذكية.
تكدس حاويات الشحن
قالت كبيرة المحللين الاقتصاديين في (آي.إن.جي) “جوانا كونينغز”: “في نفسِ الوقت الذي تتعرض فيه سلاسل الإمدادات للضغوط، تعيق سفينة حاويات واحداً من أهم المسارات الرئيسية للتجارة العالمية. ومع عجز هيئة قناة السويس عن تحرير القناة يزداد هذا التكدس. ومدخلات الإنتاج العالقة سوف تؤثر على سلاسل الإمدادات”.
كما قالت “إم.إس.سي” السويسرية -ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم- “إنّ جميع سفن الحاويات الرئيسية حول العالم تأثرت سلباً بالتوقف في قناة السويس”.
وأضافت أنّه “على عملاء “إم.إس.سي” والذين ينتظرون شحنات عبر قناة السويس في الأيّام المقبلة يجب عليهم الاستعداد جيداً لتغييرات محتملة في الخطط”.
وقالت مصادر مطلعة في قطاع الشحن: “إنّ التأثير السلبي على نقل البضائع من المصنعين في آسيا وإلى المستهلكين في أوروبا قد يزيد، وهذا استناداّ على مدى استمرار التأخير في قناة السويس”.
ومن الجدير بالذكر “أنّ بيانات (ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس كونتينرز) قد أفادت في الأسابيع الأخيرة بأن تكلفة شحن البضائع من آسيا وإلى الساحل الشرقي الأمريكي قد ارتفعت مؤخراً إلى أكثر من 5 آلاف دولار لكل وحدة تكافئ طول 40 قدماً، مقارنةً مع ألفين و775 دولاراً في شهر مارس الماضي 2023.
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا
أدى إغلاق سفينة الحاويات لقناة السويس لمدة تصل إلى أسبوع، إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا. حيثُ تواجه الشحنات المحمّلة بالوقود المتجه إلى أوروبا تأخيرات شديدة.
قد يؤدي الانسداد في القناة إلى خلق فجوة في العرض. ولكنّ يمكن سدها عن طريق خط أنابيب الغاز من روسيا أو الغاز الطبيعي السائل الأمريكي.
ستكافح ثلاث ناقلات بالقرب من مدخل قناة السويس لنقل الغاز الطبيعي السائل الصادر من قطر في أوائل أبريل. حيثُ قال فوزي مرزوقي، المحلل في وكالة بلومبيرج للأنباء، إنّ السفن الآن تنتظر بالفعل، ومن غير المرجح أن تغيّر من مسارها في هذه المرحلة”.
هل قناة السويس للشحن بتلك الأهميّة؟
يتدفق حوالي 10٪ من جميع شحنات التجارة العالمية عبر القناة. والتي يبلغ طولها أكثر من 120 ميلًا (193 كيلومتراً). والتي تسمح لناقلات النفط وسفن الحاويات بتجنب رحلة طويلة و صعبة حول القسم الجنوبي للقارة الافريقية.
حسب مجلة الشحن الشهيرة Lloyd’s List “إنّ البضائع التي تبلغ قيمتها 9.6 مليار دولار تمر عبر القناة يومياً. إنّ حوالي 5.1 مليار دولار من حركة المرور هذه متجهة غرباً و 4.5 مليار دولار متجهة شرقاً”.
ومن الجدير بالذكر أنّ حوالي ربع هذه الحركة تكون على سفن الحاويات – مثل تلك التي يتم تعويمها حاليًا في القناة. وتقول لويدز إنَّ أكثر من 50 سفينة تجتاز القناة في اليوم بشكلٍ متوسط، وتحمل 1.2 مليار طن من البضائع.