انخفَضَت أسعار النفط عالمياً في نهاية الربع الأول لعام 2023 بعدَ زيادةٍ قوية بداية العام. حيثُ أدَّتْ الزيادة المفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية، والمخاوف من أن يؤدي ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند التي تعتبر ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى انخفاض الطلب على الوقود إلى هبوطٍ في الأسعار يوم الخميس.
تراجع أسعار النفط الخام في أميركا
قالَت إدارة معلومات الطاقة الأمريكيّة أنّ مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي ، مؤكدة بيانات معهد البترول الأمريكي في اليوم السابق. وذلكَ عقبَ إعلان الهند التي تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم عن زيادة قياسيّة في أعداد المصابين بفيروس كورونا فاقَت 250 ألف شخصٍ بيومٍ واحد.
وتكبدّت أسعار النفط الأمريكيّة عالمياً خسارات لثلاثة أيام متتاليّة إثرَ الإعلان والمخاوف من ضعف الطلب. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد تراجعَ سعرُ برميل النفط الخام الأمريكي بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوياته بشهر أبريل عند 60.64 دولار، فيما سجلَ أعلى مستوى له عند قيمة 61.24. بينما انخفض النفط الخام برنت بنسبة 0.75% ليصبح 64.60 دولار، محققاً بذلك أدنى مستوى له منذ 18 مارس الماضي، فيما سجلَ أعلى مستوياته الخميس عندَ 65.22 دولار.
كذلك وفقاً لرويترز، فقد بينَت بيانات معهد البترول الأمريكي ازدياداً في مخزونات الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 594 ألف برميل. لتصبح 493 مليون برميل إجمالياً في الأسبوع المنتهي في 16 أبريل للعام الجاري بعدَ تراجعها ثلاثة ملايين برميل بداية الشهر. إلّا أنّ تقرير محللين رويترز وجد أيضاً انخفاضاً إلى مستوى قياسي في مخزون الساحل الشرقي عند 7.9 مليون برميل.
تضرر السوق العالمية
إلّا أنّ السوق الأمريكية والعالمية قد تضررَت إثر ظهور البيانات من معهد البترول. حيثُ نتيجة زيادة مخزونات الخام ونواتج التقطير في 16 أبريل بالولايات المتحدة. فقد هبطَت العقود الآجلة لخام غرب تكساس بنسبة 0.5%. أي بقيمة 34 سنتاً ليصبح البرميل الخام عند قيمة 62.33 دولار. بينما انتهى عقد الثلاثاء بانخفاضٍ حادّ بنسبة 1.5% إلى 62.44 دولار. فيما اتجه مؤشر “اس & بي”إلى أول انخفاض متتالي منذ أواخر مارس.
كما يرى محللون بوكالة بلومبيرج أن إنخفاض أسعار النفط في نهاية الربع الاول أتى نتيجة إغراق المنتجين الرئيسيين السعودية وروسيا السوق في حرب أسعار. فلم يساعد استقرار الأسعار سوى تخفيضات وحدة أوبك + الكبيرة في الإمدادات. بالإضافة إلى وقف الصادرات من ميناء حريقة في ليبيا بسبب النزاع على الميزانية مع البنك المركزي، كما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط.
توقعات بالتحسن رغم أزمة الهند
رغم الانخفاض وقلة الطلب الذي سيحصل في آسيا. إلا أنّه توجد نقاط تفاؤل بزيادة قادمة في استهلاك النفط العالمي. حيثُ تشهد المملكة المتحدة ارتفاعاً حاداً في السائقين. وضلكَ نتيجة تلقي أكثر من 60% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً جرعة اللقاح الأولى. في حين تتوقع مجموعة “فيتول”، أكبر متداول للنفط المستقل في العالم، أن يعود الطلب بقوة، مشيراً إلى وجهات النظر المتفائلة من أوبك ووكالة الطاقة الدولية.
حيثُ توصلت مجموعة أوبك + إلى اتفاقيّة بالزيادة التدريجيّة بإنتاج النفط. وذلك اعتباراً من مايو المقبل للعام الجاري. حيثُ سيزداد الإنتاج بمقدرار 350 ألف برميل يومياً في مايو وكذلك في يونيو. إلى أنّ يصلل إلى 400 ألف برميل يومياً في يوليو المقبل.
وتوجد احتماليّة لزيادة لإمدادات النفط كذلك. في حال إحراز إيران والقوى العالميّة تقدماً في المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015. والذي إذا نجح، قد يؤدي إلى رفع العقوبات وعودة المزيد من البراميل الإيرانية إلى السوق العالمي.
فيبدو أنه رغم ضعف الطلب من الهند التي تعتبر مستهلكاً رئيسياً للنفط الخام. إلاَ أن الإمدادت على ما يرام في الأسواق العالمية. والتي من المتوقع أنّ تشهدَ تصحيحاً في أسعار النفط مع رفع أوبك للإنتاج في الاشهر القادمة.
اقرأ أيضاً:
ارتفاع نسبة التضخم في المملكة المتحدة إلى 0.7 في مارس 2023
عدة شركات كندية تسعى للتوسع باستثماراتها في قطاع التعدين المصري