وزارة الزراعة السورية تمنع الصيد بالجرف بسبب مخاطرة السلبية على البيئة البحرية،حيثُ قررت وزارة “الزراعة والإصلاح الزراعي” الشهر الماضي إعادة العمل بالقرار رقم /5/ لعام 2004 الذي يقضي بمنع الصيد بأسلوب الجرف القاعي داخل المياه الإقليمية السورية.
كما أوضح القرار أن على اللجان المكلفة أن تسكتمل الدراسات الخاصة بالموضوع وتوائم مع أحكام القانون رقم /11/ لعام 2023، مع إلغاء كافة الأحكام المخالفة لهذا القرار.
قانون منع الصيد بالجرف
ينص القانون رقم 11 على إحداث الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية، وتحدد مواده ضوابط وقواعد عمليات الصيد في المياه السورية وعقوبات المخالفين له بما في ذلك القيام بأي نشاط من شأنه إلحاق الضرر بالبيئة المائية.
كما يصنف الصيد القاعي أو المعروف بالصيد بالجرف كواحد من أسوأ أنواع الصيد نظراً لآثاره السلبية على الثروة البحرية، حيث يعتمد على طريقة رمي شبكة كبيرة تطوق منطقة كاملة من المياه ثم سحب الشباك بما فيها من الكائنات البحرية التي تعترض طريقة الشبكة، بحيث لا يتم اقتصار الصيد على السمك فحسب، ما يؤدي إلى خسائر وأضرار في البيئة البحرية.
أضرار الصيد بالجرف
أكدت دراسات أنجزها خبراء في علم البحار بكلية العلوم بالقنيطرة، بأن عملية الجرف التي كانت تتم على مقربة من الشواطئ تنجز بواسطة سفينة تمتص الرمال من قعر البحر وتحمل معه الأسماك الصغيرة واليراعات وبيض بعض الأحياء المائية، لكنها أيضا تتسبب في تحريك المعادن الثقيلة لتحملها التيارات المائية نحو الشاطئ، فهذه المعادن الثقيلة والسامة أتت بها مياه الوادي خلال عشرات السنين لتستقر عند مصب نهر سبو لتتكفل التيارات المائية بطمرها تحت طبقات من الرمال وتحد بالتالي من خطورتها، إلا أن عمليات الجرف العشوائي التي استمرت لأكثر من 10 سنوات بمصب نهر سبو تسببت في تحريك هذه المعادن الخطيرة التي طفت على سطح المياه لتحملها حركة الأمواج والتيارات المائية نحو شاطئ مهدية.
وأظهرت البحوث العلمية أن للجرف انعكاسات مباشرة على السواحل وأخرى غير مباشرة تتسبب في ابتعاد عدد مهم من الأحياء البحرية عنها وفي إضعاف مردودية الصيد البحري، وكشفت أنه عند قيام عملية الجرف يتم تغيير في درجة حرارة المياه التي ترتفع، وكذلك ضحالة المياه التي ترتفع إثر عملة الشفط والتي تؤدي إلى تحريك المواد الدقيقة، كما يحدث تغيير في الترسبات القعرية التي يتم انتزاعها مع كل مكوناتها الحية، ثم تلويث المياه والترسبات على إثر إحياء المواد السامة التي تراكمت في مصبات الأنهار والساحل ويؤدي هذا إلى تدفقات ملوثة.
وتتسبب عمليات جرف الاستغلال في إعادة انتشار المواد الملوثة وذلك أثناء عمليات الحفر والغمر الشيء الذي يؤثر على صحة الحيوانات البحرية بمختلف تراتبيتها في السلسلة الغذائية والتي لا يسلم منها الإنسان بعد استهلاكها، كما تؤدي المواد العالقة إلى إفقار البيئة البحرية من الأكسجين وبالتالي اختناق الأحياء البطيئة التنقل، وتؤثر المواد العالقة أيضا على أحياء القعر باختناقها وهجرة الأسماك القعرية، وكذلك هجرة الأحياء البحرية بفعل تدهور بيئتها بسبب التلوث.
اقرأ أيضاً : مطار حلب الدولي يعلن عن خط شحن دولي بين سوريا ولبنان لنقل البضائع التجارية