تراجع سعر الذهب عالمياً

يبدو أنّ عام 2023 لن يكونَ عاماً جيداً لارتفاع أسعار الذهب عالمياً على المدى الطويل، وهذا يعود إلى العديدِ من الأسباب منها، الأسباب السياسية والقوانين التي فرضتها مؤخراً الولايات المتحدة الأمريكية.

العوامل الرئيسية

هنالك 4 عوامل رئيسيّة تتحكم في أسعار الذهب عالمياً.

العامل الأول: المُتغيرات السياسيّة والقرارات التجارية والاقتصادية.

والعامل الثاني: توقعات المُضاربين والمُستثمرين في قطاع الذهب العالمي.

العامل الثالث: أسعار الدولار والعملات الدولية عالمياً.

أمّا العامل الرابع:  مدى نجاح المجتمع العالمي في مواجهة جائحة كورونا.

توقعات أسعار الذهب 2023

في ظلِّ تلك العوامل الأربعة الحاكمة لسعر الذهب لعام 2023.  نتعرف على المسار الأكثر ترجيحاً لسعر الذهب المتوقع، هل يستمر الذهب بالصعود إلى نهاية العام الحالي ؟
أم يشهد العام الجديد موجة جديدة من الهبوط لأسعار المعادن النفيسة وخاصّةً الذهب .. إليكم التوقعات بأبسط نتيجة ممكنة.

إنّ السوق العالمية بالعام 2023 وكذلك العوامل الحاكمة لها في ظل إدارة أمريكية جديدة بقيادة جو بايدن هي مُختلفة كُلياً عن السوق العالمية خلال 2019-2023. والتي شهدت الكثير من التوترات أثرت على معدلات النمو وأضعفت أسواق الأسهم لصالح الذهب.

فالحرب التجارية الشرسة بين الولايات المُتحدة والصين في صورة رسوم وتعريفات وقيود تجارية متبادلة أثر على النمو التجاري وجعل المُستثمر يتوجه مُسرعاً نحو الذهب. لكن بالعام 2023 ومع تقلص فرص حدوث صدام تجاري كبير بين الاقتصاد الأمريكي والصيني. ومع ظهور لقاحات تواجه جائحة كورونا ومع سوق مُتعطش للنمو والتعامل مع أثار التضخم وكذلك الكساد باتت فرص الأسهم ونمو الأسواق تطغى على فرص الذهب وهذا ما سوف يؤدي لتراجع سعر الذهب خلال 2023.

سياسات التحفيز الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على أسعار الذهب

مِن المؤكّد أن تتبنى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجديدة سياسيات تحفيزية للاقتصاد الأمريكي. وهذا يتزامن مع النمو العالمي المرجو بعد التغلب على الجائحة، ما يدفع أسواق الأسهم للانتعاش بشكل كبير لتحل أسواق الأسهم محل أسواق الذهب في تفضيل المُستثمرين والمُضاربين.

وهذا من شأنه دفع أسعار الذهب 2023 للتهاوي والتراجع. كما أنّ تعطش الأسواق للنمو الصناعي والتجاري سوف يزيد من الطلب على النفط. ومن ثم ارتفاع أسعار العقود الآجلة بداية من أبريل 2023 مما يؤدي لرفع أسعار النفط ليتراوح سعر برميل النفط من 65 حتى 85 دولار خلال العام الجاري.

ولكن كل هذا مرهونٌ بأنّ يستقر العالم فعلياً ويبتعد عن أي صدامات عسكرية أو تجارية. من الممكن إن حدثت أن تؤدي لعودة سعر الذهب للصعود من جديد وبوتيرة أكثر قوة. كما أن نجاح العالم وتجاوز الأسواق نتائج جائحة كورونا عامل مهم وإن فشل العالم في المواجهة فسوف يكون الذهب على موعد لارتفاع مؤشراته من جديد.

خلاصةُ القول:  إنّ جميع الاحتمالات في العام 2023 تصب في تراجع سعر الذهب عالمياً. لكن ما قد يؤدي لعكس هذا التوقع وصعود كبير لأسعار الذهب هو توتر كبير وعسكري بالخليج مع إيران أو فشل واضح في مواجهة الجائحة أو تعثر نقل السلطة بالولايات المُتحدة من ترامب إلى بايدن .. أمّا عكس ذلك فإن التوقعات المُرجحة لانخفاض أسعار الذهب 2023 هي الأقرب للحدوث.

لمزيدٍ من المعلومات عن الموضوع:  حزم التحفيز وأثرها على الاقتصاد الأمريكي

جائحة كورونا وسعر الذهب

يرجعُ مستشار وزير التموين للذهب وعضو شعبة المعادن الثمينة بالقاهرة، ناجي فرج. استمرار المستويات القياسية التي تختبرها أسعار الذهب عالمياً، بجائحة كورونا. وأشار إلى أنّه مع استمرار الجائحة وفي ظل تأثر اقتصادات العالم أجمع بها وبتداعياتها الشديدة على المستوى الاقتصادي بشكلٍ خاص. فإنّ الذهب يظل هو الخيار الأمثل والآمن للاستثمار.

ولفت فرج في تصريحاتٍ لهُ، إلى توقعات مؤسسات اقتصاديّة عالميّة لوصول الذهب إلى مستوى 2300 دولار للوقية خلال العام 2023.

وتقدر مؤسسات اقتصادية دولية أن تستمر تأثيرات جائحة كورونا لمدة من عامين إلى ثلاثة أعوام على أداء الاقتصاد العالمي. وبالتالي من المتوقع تواصل مستويات تراجع سعر الذهب عالمياً.

وربط الخبير المصري حدوث موجة تراجع حقيقية في أسعار الذهب بالتوصّلِ إلى علاج العوامل التي أدت إلى ارتفاعه بشكل غير مسبوق. وعلى رأس تلك العوامل فيروس كورونا وتداعياته، وحتى يحدث ذلك “فلا يوجد سقف معين للارتفاع يمكن توقعه”.