يرتكز مفهوم وأهداف تسعير المنتج على وضع أسعار محددة للمنتجات والخدمات المقدمة إلى السوق. ويشير تسعير المنتج بحد ذاته إلى تلك الاستراتيجية التي تعطي قيمة مالية محددة لمنتج أو خدمة ما يدفعها الشخص المستفيد مقابل حصوله على ذلك المنتج أو الخدمة.

فكل الأعمال التي يقوم بها الأشخاص في العالم تهدف بشكلٍ رئيسي إلى تحقيق الأرباح، وكسب الأموال. وعملية تسعير المنتج تعتبر جزءًا لا يتجزأ من مسيرة تحقيق الأرباح. وذلك، لكونها ترتكز على مبادئ أساسية تضمن نجاح عملك، أو تجارتك، أو مشروعك الخاص الذي ترغب بالبدء به، وتحتاج لفهم آلية تسعير المنتج من أجل ضمان نجاحه.

لذلك، لا بد من تحديد أهداف العمل الذي نقوم في سبيل تحقيق الأرباح أولًا، ومن ثمّ يجب تحديد أسلوب لتسعير المنتجات الخاصة بك، أو الخدمات التي ستقدمها. وهنا يجب مراعاة معرفة خطوات التسعير، وأهدافه وأهميته، وآليته في ظل حركة السوق التنافسية، وتبعًا لمعدلات العرض والطلب على منتج ما.

والآن سنقدم في مقالنا هذا مفهوم تسعير المنتج، وأهدافه، مع موجز عن أهم العوامل المؤثرة بشكل حقيقي في تسعير المنتجات. فتابعوا معنا المقال للتعرف إلى ذلك.

مفهوم تسعير المنتج

يمكن تعريف تسعير المنتج بأنّه الطريقة التي تُحَدّد وفقها أسعار المنتجات، والأسلوب الذي يتبعه صاحب المشروع من أجل تحديد القيمة المالية لمنتجاته. كماويُعرّف بأنه تلك الاستراتيجية المُتّبعة لفهم ودراسة السوق الاقتصادية من أجل تسعير المنتجات بأسعار مناسبة، ومنافسة بنفس الوقت.

فليس واردًا في السوق التنافسية أن يقوم صاحب المشروع بتسعير منتجاته دون أن يدرس السوق، ويعرف الأسعار المنافسة، ويضع أسعار تتناسب مع وضع السوق. وهذا ما يحتّم معرفة كيفية تسعير المنتجات بآلية صحيحة، وإلّا لن تحقق نجاحًا أو أيّة أرباحٍ تُذكَر.

فعملية التسعير المنتج تعتبر بحد ذاتها فنٌّ، وعنصر حقيقي من عناصر التسويق الناجح الذي يرتكز على خطوات معينة، ويعتمد بشكل أساسي على جودة المنتجات المختارة، واختيار مكان السوق المناسب، وآلية الترويج الصحيحة.

أهداف تسعير المنتج

لكل آلية عمل ناجحة أهداف محددة. وكذلك الأمر بالنسبة لآلية تسعير المنتج، فهي تملك أهدافًا محددة يجب أخذها بعين الاعتبار قبل التفكير بالقيام بالمشروع الخاص، والبدء بعملية التسعير المنتج. ومن أهمّ تلك الأهداف هي:

تسعير المنتج يحقق الاستمرارية في العمل

فلا شكّ أن صاحب المشروع الذي بدأ بإطلاق مشروعه، وسعّر منتجاته وفق آلية معينة. سيسعى لأن يكون عمله مستمرًّا، وأن تكون منتجاته متوافرة في السوق طول الوقت، وأن تستمر مبيعاتهم لأطول فترة زمنية ممكنة. فانطلاقًا من ذلك، يتحتم عليهم تسعير منتجاتهم بغية تغطية التكاليف، والمقدرة على الاستمرارية.

تحقيق أعلى الأرباح عبر تسعير المنتج

من المعروف أن الهدف من أي عمل نقوم به هو تحقيق الأرباح، والحصول على المكاسب المالية. ولتحقيق أكبر قدر من الأرباح وخلال أقل وقت ممكن، يلجأ أصحاب المشاريع لجعل أسعار منتجاتهم مرتفعة، وأعلى من أسعار منافسي السوق.

رفع الحصة السوقية عبر تسعير المنتج

وهذا يعتمد على اعتماد آلية تسعير منتجات مختلفة؛ بحيث ترتكز على تسعير المنتجات بأسعار أقل من أسعار المنافسين من أجل زيادة عدد العملاء. ونتيجةً لذلك، ترتفع حصة صاحب المشروع في السوق. فبدلًا من حصوله على حصة سوقية بقيمة 5%، يحصل على 10%. أو من الممكن أن يحصل على أكبر حصة سوقية إذا اختار تسعيرة منافسة لمنتجاته.

تحقيق جودة عالية في السوق

وهنا يلجأ أصحاب المشاريع إلى تسعير منتجاتهم بتسعيرة منافسة، ووضع أسعار عالية. ولكن مقابل بيع المنتجات بجودة أعلى من باقي المنافسين، وبأفضل الخامات، وأفضل اليد العاملة، وأكثرها إتقانًا للعمل. وهذا يعطي لصاحب المشروع الحقّ برفع تسعيرة منتجاته إذا حققت منتجاته الجودة العالية المطلوبة.

استقرار أسعار السوق بتسعير المنتج

فبعد تسعير المنتجات، ووضع أسعار محددة لكافة المنتجات، سيستقر السوق، وأسعاره، وسيسعى مدراء التسويق للحفاظ على أسعار ثابتة؛ بحيث تتم المنافسة على عوامل أخرى مستقلة عن التسعير.

تجنب التحقيق الحكومي بتسعير المنتج

ففي حال لم يكن هناك تسعير معين لمنتجات السوق، سيختل توازن السوق، وسيبيع كل تاجر بأسعار مختلفة، ولن يكون هناك تنظيم ثابت في السوق. وهذا بلا شك سيؤثر على توازن السوق، وبالتالي سيتطلب تدخل الحكومة، والتحقيق في آليات التسعير من أجل ضمان التسعير المنتظم.

زيادة كمية المبيعات من خلال تسعير المنتج

من خلال تسعير المنتجات، ومعرفة أسعار المنتجات والخدمات كافةً. ستزداد كمية المبيعات، وحجمها، وخصوصًا في حال كانت الأسعار مناسبة لوضع السوق، ومنافسة بشكل إيجابي.

العوامل المؤثرة في تسعير المنتج

هناك عوامل عديدة تؤثر في تسعير المنتج. فمنها العوامل الداخلية التي تأتي من قبل المنظمات الحكومية في البلدان، ويمكن السيطرة عليها من قبل الحكومات في حال رَغِبت بتنظيم أسعار السوق. وهناك العوامل الخارجية التي لا يمكن التحكم بها، وتأتي خارج سيطرة المنظمات الحكومية.

وسنذكر الآن أهمّ تلك العوامل الخارجية المؤثرة في التسعير المنتج، والتي تغير في استراتيجيات التسعير غالبًا:

  • عامل السوق: والذي يعتمد على طبيعة وخصائص السوق التنافسية التي قد تؤثر على تسعير المنتجات تبعًا لنوع السوق سواء كانت تنافسية أو احتكارية.
  • طبيعة الفئة المستهلكة، وحاجتها السوقية.
  • مقدار المنفعة المكتسبة من المنتجات.
  • القوانين والتشريعات الحكومية التي قد تفرضها الحكومات للتحكم بالتسعير عندما ترى مبالغة في الأسعار من قبل التجار.
  • الظروف الاقتصادية العامة: والتي تؤثر على دخل المستهلكين، وقدرتهم على شراء المنتجات. وهذا بدوره سيؤثر على المنتجين، ويحتم عليهم تغيير آلية تسعير منتجاتهم، ووضع أسعار مناسبة مع دخل المستهلكين.
  • عامل المنافسة:حيث تعتبر سياسات المنافسين في وضع الأسعار من أهمّ العوامل المؤثرة في آلية التسعير المنتج. هذا ويلجأ المسوقون إلى زيادة أو تخفيض الأسعار حسب هدفهم من التسعير، ورغبتهم في المنافسة ورفع الحصة السوقية. وهذا سيؤثر بلا شك على التسعير المنتج.

وفي الختام، وبعد التعرف على مفهوم وأهداف تسعير المنتج. يتبين لنا ضرورة وأهمية التسعير في سير عمليات التداول بشكل منتظم. وخصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلدان النامية، والتي تحتاج بلا شك لآليات تسعير مناسبة دخلهم وأوضاعهم المادية.