مهما كان نوع المنتج الذي تبيعه في السوق، يجب عليك أن تحرص على وضع السعر المناسب له. وفي مقالنا التالي سنوضح لك مفهوم وطرق تسعير المنتجات بالشكل الأمثل، حتّى تتمكن من بيع المنتج بكميات كبيرة. مما يساعدك على تحقيق الربح المادي المناسب لعملك. فالعالم اليوم محكوم بعملية الذكاء التسويقي، ونجاح تجارتك مرتبط بشكل أساسي بنجاحك في بيع منتجك بسعر مناسب يلقى رواجًا بين المستهلكين. فالتسعير تعريفًا هو تحديدك لسعر بيع المنتج الخاص بك، علاوة على ذلك فهو يلعب دورًا محوريًا يؤثر على المركز التنافسي لعملك التجاري.

والأهم من ذلك كله فالتسعير ركيزة أساسية من الركائز الأربعة للتسويق. ويكون في الغالب ضمن الخطة التسويقية للمنتج قبل طرحه في السوق. ومن الضروري أن يُؤخذ بالحسبان تكلفة تصنيع المنتج والتكاليف المدفوعة في مراحل التصنيع قبل وضع السعر المناسب له. بالإضافة إلى ذلك يجب عليك العمل على وضع السعر المناسب للمنتج في سبيل تحقيق أهدافك التجارية المختلفة، مع ضرورة الحرص على طرح منتجات ذات جودة مناسبة للمستهلكين ضمن الأسواق.

أهمية مفهوم تسعير المنتجات وأهدافه

يعتمد نجاح مشروعك التجاري بشكل أساسي على نجاحك في تسويق المنتجات بالسعر الملائم للمستهلكين، علاوة على ذلك فالتسعير الجيّد للمنتجات يعتبر دليلًا واضحًا على مقدار فهمك للسوق الذي تنافس فيه من جهة، ودليل على فهمك لطبيعة العملاء المحتملين في السوق المحيط. بالإضافة إلى ذلك فالأهمية الكبيرة للتسعير الصحيح تكمن في وصولك إلى النتائج المرجوّة من تجارتك، وتحقيقك للربح المادي المنتظر. وبشكل عام يمكننا تلخيص الأهداف الأساسية للتسعير وفق ما يلي:

  • يمنح السعر الواضح للمنتج الفرصة للمستهلكين في سبيل إجراء المقارنة بين القيمة المالية للمنتج من جهة، والفائدة المتوقعة منه من جهة أخرى.
  • ومن خلال وضعك لسعر محدّد للمنتج ستتمكن من تقدير أرباحك المنتظرة بعد بيعه.
  • علاوة على ذلك، فالتسعير سيساهم بشكل أساسي في مسألة نجاح أو فشلك في عملية ترويجك للمنتج.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اعتمادك على تسعير منتجاتك تعدّ من ركائز المزيج التسويقي الرئيسية.
  • كما أنّ التسعير المعلن للمنتجات سيمنح المستهلكين القدرة على إجراء المقارنات بين منتجاتك والمنتجات المنافسة في السوق.

مفهوم وطرق تسعير المنتجات

مع التطور الاقتصادي في مجال العمل التجاري على مستوى العالم، تمكّن خبراء التسويق، وشركات التجارة العالمية من إيجاد العديد من الطرق المتبعة في سبيل تسعير المنتجات. ومن الضروري جدًّا أن تعمل على مبدأ تحديد أهداف عملك التجاري، والغاية منه لأنّ كل عمل تجاري يختلف عن غيره بأهدافه، وطريقة تسعيره. علاوة على ذلك، فعند قيامك بالعمل على تسعير المنتج يجب أن تأخذ بعين الاعتبار السوق الذي تنافس فيه، والمنافسين الموجودين في هذا السوق.
بالإضافة إلى ذلك يجب عليك دراسة الحالة النفسية للمستهلكين، والعمل على وضع أسعار مناسبة لقدرتهم السوقية. وفيما يلي سنخبركم عن أهم طرق تسعير المنتجات المعروفة في العالم.

التسعير على أساس التكلفة

وهو أبسط وأسهل الطرق المتبعة في تسعير المنتجات، بحيث يعتمد هذا الأسلوب على مبدأ حساب إجمالي التكاليف المالية المدفوعة للحصول على المنتج. ومن ثمّ إضافة نسبة مئوية تساعدك في تحديد السعر النهائي للمنتج. وبشكل عام نلاحظ اعتماد هذا المبدأ في التسعير في الأعمال التجارية العاملة في ميادين البيع بالتجزئة مثل محلات البقالة، والميني ماركت، ومحلات بيع الملابس.
ومن أهمّ مميزات التسعير على أساس التكلفة ثبات المردود المالي المحقق بعد عملية البيع، ومناسبة هذا الأسلوب للشركات التجارية الباحثة عن تمويل قصير الأمد. إلّا أنّ أهم العيوب التي تسجّل في هذا العمل هي إهمالها للعوامل الخارجية المحيطة بالمنتج كحالة المنافسين، وحالة السوق، ونسبة القدرة الشرائية. بالإضافة إلى ذلك لا تستطيع ضمان بيع المنتج للعدد المطلوب من المستهلكين وفق المبلغ النهائي الذي سعّر به المنتج.

التسعير على أساس سعر السوق

تستخدم هذه الطريقة عادةً في حال وجود منتجات مشابهة لمنتجك في السوق. مع عدم وجود اختلاف بينهما في الجودة، والمحتويات. وفي هذه الحال يتوجب عليك العمل على أساس التسعير وفق سعر السوق لتضمن لنفسك مجاراة المنافسين. ولتساهم في ترويج منتجك وبيعه بشكل أكبر من المنافسين.
والأهم من ذلك كلّه، يجب عليك أن تعمل على دراسة السوق المنافس بشكل مفصّل، وتعمل على تقدير سعر منتجك بكل دقّة. حتّى تتمكّن من وضع التسعيرة المناسبة لك من جهة، والتي تعمل على سحب المستهلكين إليك من جهة أخرى. وتتميّز هذه الطريقة بأنها تمنحك الفرصة المناسبة لطرح منتجك بسعر أقل من سعر المنافسين مما يساهم في تحقيق نسبة مبيعات مناسبة. ولكن يؤخذ على هذه الطريقة أنّها في أغلب الأحيان لا تساعدك على تحقيق أرباح مالية عالية.

التسعير في سبيل اختراق السوق

وتعدّ هذه الطريقة من أهمّ طرق تسعير المنتجات في الأسواق، وتعني هذه الطريقة أن تطرح منتجك للبيع في السوق بسعر أقل من أسعار المنافسين. ويمكنك تطبيق هذا الأسلوب عند إدخالك لنوع جديد من المنتجات إلى السوق التنافسي الذي تنشط به. أو في حال دخولك للتنافس في أسواق جدية تطمح أن تكوّن لنفسك فيها سمعةً وانتشارًا.
والأهم من ذلك كلّه، فمن خلال اعتمادك هذا الأسلوب من العمل لا بدّ أن يكون طموحك الأساسي هو الحصول على أكبر عدد من العملاء المتاحين في السوق من جهة. وأن تبيع أكبر مقدار ممكن من المنتج مما يساهم في زيادة واضحة لحصصك السوقية. ومن أهمّ مميزات هذا الأسلوب هو مساهمته في تخفيض تكاليف الإنتاج. على اعتبار أنّه سيساهم في زيادة واضحة لكمية الإنتاج للسلعة المطلوبة. ويمكنك من خلال اعتمادك على هذه الطريقة من طرق تسعير السوق أن تحقّق النجاح التجاري المطلوب ومن ثمّ تعمل على زيادة السعر بعد ذلك.

التسعير في سبيل كشط السوق

يعتبر هذا الأسلوب أسلوبًا معاكسًا تمامًا لأسلوب اختراق السوق. فالمبدأ الأساسي لأسلوب كشط السوق يعتمد على أساس تسعيرك للمنتج المحدّد بسعر أعلى من أسعار المنافسين في سبيل تحقيق أكبر مقدار من الأرباح المالية في أقصر مدّة زمنية. ويمكنك اعتماد هذا الأسلوب من أساليب التسعير عند طرحك لمنتج جديد يتنشر في الأسواق التجارية لأوّل مرّة. وعندما يكون المنتج مختلفًا عن باقي المنتجات المشابهة له في كل شيء إلّا أنّه يكون ذا جودة أكبر. علاوة على ذلك، يمكنك الاعتماد على أسلوب كشط السوق لمدّة زمنية محدّدة ريثما يتّخذ المنافسين خطوات منافسةً لك.

التسعير على أساس القيمة

يعتمد هذا النمط من التسعير على تقدير المنفعة التي سيحصل عليها المستهلك من استخدام المنتج. ومن ثمّ تضع السعر المناسب لهذا المنتج بغض النظر عن أسعار المنافسين، أو تكلفة المنتج. والأهم من ذلك كلّه، يجب عليك إظهار القيمة الكبيرة للمنتج أمام المستهلكين، وإقناعهم بدفع السعر المحدد مقابل الحصول على المنتج. ويتوجّب عليك العمل على إجراء الأبحاث السوقية، واختيار عيّنات من العملاء لتجربة ردّة فعلهم تجاه السعر المحدّد للمنتج. في سبيل تحديد مدى الرضا، أو الملاحظات المتعلقة بالسعر، وكلّ ذلك في سبيل تمكّنك من طرح المنتج ضمن الأسواق وفق السعر المناسب.

التسعير النفسي من طرق تسعير المنتجات

وهو التسعير الذي يعتمد على مبدأ استهداف نفسية الزبون، والعمل على التأثير النفسي لديه لكي يقبل على شراء المنتج. ومن أمثلة هذا الأسلوب طرح المنتج بسعر 99.9 ريال سعودي عوضًا عن طرحه بسعر 100 ريال. وعلى الرغم من عدم وجود فرق سعر بين الرقمين، والمبلغ المدفوع بكلتا الحالتين هو نفسه. إلّا أنّ هذه الطريقة ستعمل على جذب المستهلك وترغيبه في سبيل شراء المنتج براحة نفسية أكبر. فقد أثبتت الدراسات النفسية أنّ المستهلكين ينجذبون إلى الأرقام الصحيحة ويهملون أجزاء العملات كما هو الحال في المثال السعري السّابق. ومن الممكن اعتماد التسعير النفسي في مجال بيع المنتجات ذات الأسعار القلية بهدف بيع أكبر قدر ممكن من هذه المنتجات.

التسعير المنخفض من طرق تسعير المنتجات

يلجأ بعض التجار إلى هذه الطريقة من خلال طرح المنتجات بأسعار أقل من أسعار المنافسين في السوق. حيث تكون تكاليف الإنتاج قليلةً مما يعني جودة منتجات أقل من جودة منتجات المنافسين. ومن الملاحظ لجوء العديد من الشركات، وأصحاب المشاريع التجارية إلى استخدام هذه الطريقة في سبيل جذب أكبر عدد من العملاء. حيث يجري العمل من قبل هذه الجهات على طرح كميّة كبيرة من المنتج بسعر أقل من أسعار المنافسين. وذلك في سبيل بيع أكبر كميّة منه. ومن ثمّ يجري العمل على زيادة سعر المنتج، وتقديم جودة أعلى له.

وفي نهاية مقالنا هذا، نلاحظ تعدّدًا كبيرًا في طرق تسعير المنتجات. ونلاحظ كذلك تطوّرًا كبيرًا لمفهوم وطرق تسعير المنتجات حول العالم. مما ساهم في إيجاد تنافس تجاري على المستوى العالمي. أفضى إلى إغناء الأسواق، وإفادة المستهلكين بالعديد من المنتجات ذات القيم السعرية المناسبة.
علاوة على ذلك فالشركات التجارية، والتجار المتنافسين في شتّى أنواع الأسواق التجارية. باتوا اليوم بحاجة ماسة لاستيعاب صحيح لمفهوم التسعير، واختيار أفضل طرق تسعير المنتجات من أجل ضمان نجاح تجارتهم.